فضاء حر

عام حل أغبى الحروب .. حرب الهزيمة الجمعية والانتصار الغائب

يمنات

خالد سلمان

العام القادم، بعد كم يوم، هو عام لملمت احزان اليمن، ووقف كل صنابير الدم المتدفق، و حنفيات المال، المحرض على القتل المتبادل.

العام القادم، هو من سيفصل، بين خيط الحرب الأسود، و خيط السلام الأبيض، لم تعد المسألة تدور في دوائر التخمين و التمنيات، القابلة للتحقق، أو العصية عن التحقيق، هذا الخيار، لم يعد من الممكن المضي به، وفق رضا و حسابات و أمزجة المتحاربين، بل هو خط سير اجباري، رسمته القوى الدولية، الممسكة بمصارين و رئة تنفس، قرارات الحرب و السلم في العالم، و اقصد هنا مراكز القرار العالمي، و صناع استراتيجية السياسة الدولية.

الحرب في اليمن تراجعت فرص استمراريتها، الى مستويات دنيا، بعد ان عجز اللاعبون، المحليون و الإقليميون، عن تحقيق أهدافها، المحددة بسنوات، تم تجاوز سقفها بمراحل، و أصبحت عبء سياسي مادي اخلاقي، يثقل كاهل الأطراف الخائضة لها، و بات لزاماً الخروج بتسوية، لا تلبي كامل مصالح الأطراف المشتركة، بل تحقق جزئية تلك المصالح، و بهذا القدر او ذاك.

المجتمع الدولي، بدا برفع مظلة حمايته، لاستمرار مثل هكذا حرب، و اللاعب الإقليمي، اصبح اقل حماساً، للمضي في مجاهيلها حتى النهايات الغامضة، و غدا أقل مجازفة و أكثر جنوحاً للسلم، و تقديم مقاربات حل تحت إشراف دولي، ثنائي في الجوهر سعودي حوثي، متعدد الأطراف بالشكل، يمني يمني.

اللاعب الإقليمي، منح من اللاعبين الكبار، حق خوض الحرب، و انتزع منه حق تقرير، مواعيد إسدال الستار عليها، و إطفاء حرائقها، هو وحده العامل الدولي، من يحدد الآن مواقيت، بدء إنهاء الحرب، و سقوف التسوية، و حصص المتقاتلين فيها.

نحن امام سيناريو حل، قد تجاوز احرف الصياغة الاولى، إلى مستوى المسودة الكاملة، المعروضة على الأطراف، مسودة غير قابلة للنقض، و ان كانت قابلة لإضفاء الرتوش، و تحسين الصياغات، و تحريك نسب المكاسب المحصلة و المكافآت، قليلاً باتجاه هذا الطرف او ذاك.

عامنا القادم، هو عام طَي الحرب، و إحصاء الجروح، و تقديم الخلاصات، لجنون السنوات الخمس، المهولة الدامية العجاف، و الخلاصة الاولى أن المهزوم فيها جريح، و المنتصر فيها مهزوم، بحسابات الجرم المرتكب بحق شعب و بلاد .. إنها بالميزان الأخلاقي حرب غبية بلا منتصر .. حرب عبثية بلا قيم، بلا أهداف .. حرب اجرامية بلا انتصار.

حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى