فضاء حر

تفاهمات وترتيبات على وشك الاعلان

يمنات

خالد سلمان

* حديث ولي العهد السعودي لقناة العربية لم يكن صادماً، لم يفجر قنبلة، لم يحدث إنعطافة حادة في مسلسل الصراع، حديث ولي العهد هو بإختصار، كاشف لحقيقة الحوارات السرية بين الرياض والحوثي وبين السعودية وإيران، وللترتيبات التي قطعت شوطاً متقدماً، و وصلت إلى مرحلة الإنتقال من حوار جولة افق، واستكشاف نوايا وجس نبض، إلى ورقة عمل وجدول حل.

* ما كان للأمير السعودي و هو الحاكم الفعلي للمملكة، ان يتحدث بكل هذه الشفافية و الوضوح وبكل هذا الود عن الحوثي، لو لم نكن على مقربة من صفقة حل.

هكذا بلغة الواقعية السياسية، يتحول الحوثي في حديث ابن سلمان إلى قومي و عروبي، و يمني حريص على اليمن و على امن الجوار و المنطقة، لم يعد مجوسياً و لم يعد مخلباً لإيران، و قرن شيطان يدار من مطابخ الحرس الثوري الإيراني.

* هذا الخطاب التصالحي، يقطع ان المصالح و ترسيمها، هي ابقى من الخصومات و حسم الخلافات عبر الحرب، و ان السعودية وصلت إلى مرحلة اليقين، ان التعايش مع خصم خطر على امنها الداخلي، ليس مستحيلاً بل هو الخيار الوحيد المتاح، بعد فشل الإحتواء و الترويض، و إقتلاع انيابه الحربية، بعملية أُريد لها ان تكون سريعة قصيرة خاطفة، فإذا هي تتحول إلى سنوات حرب و مستنقع دم.

* خطاب ولي العهد يرسم ملامح قادم مرحلة، تعيد فيه السعودية التموضع، بما يخدم امنها و يحافظ على مصالحها، و هو التقارب مع الحوثي، و تتخلص فيه او تتخفف مما يثقل كاهل حساباتها، و يربك تقديراتها الإستراتيجية، و هي الشرعية الرقم الرخو في المعادلة القادمة.

* و عودة على بدء فإن حديث ولي العهد، الجديد فيه انه فقط ازاح الستار عن الغموض و التكهنات، حول ماهية ما يجري في الكواليس، و ان الحوار السعودي الإيراني و بالنتيجة الحوثي، و منقوص منه بالضرورة الشرعية، قد وصل برعاية واشنطن و لندن إلى نقطة متقدمة، و ان تفاهمات و ترتيبات على وشك ان تُعلن.

* هكذا يصبح الحوثي حريص على امن المنطقة، حد قول الرجل القوي في المملكة ، و وطني بإمتياز، طالما تم التوافق على منطقة آمنة على حدود السعودية، و ما دون ذلك حول حجم و حصة حلفاء الرياض، مجرد اوراق مساومة و تفاصيل.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى