فضاء حر

لماذا ذهب غريفيث إلى مأرب..؟

يمنات

صلاح القرشي

واجهة زيارة مارتن غريفث الى مأرب وماطرحه من مقترحات لوقف اطلاق النار وتثبيت الاوضاع الراهنة على ما عليها الان، انتقادات شديدة من قبل جميع الاطراف المتحاربة ومناصريهم، فمؤيدي الحوثيين اتهمونه بالعمل بعرقلة تقدم الحوثيين صوب مأرب والسيطرة عليها والسعي لخلق منطقة محايدة هناك شبيهة بالحديدة، اما مؤيدي الحكومة الشرعية فقد اتهمونه انه حضر الى مأرب لتمكين الحوثيين من تثبيت سيطرتهم على نهم والجوف ومنع الجيش الوطني والقبائل من إستعادة المناطق.

وإذا نظرنا الى الامر ببعض من الحيادية ودرسنا المعطيات التي تقول انه عندما سيطر الحوثيين على مساحات شاسعة من الارض في نهم ومحافظة الجوف بما فيها عاصمتها الحزم،  والتي تعد الاكبر مساحة بعد مساحة  محافظة حضرموت تقريبا، هذه المساحات وهذه المواقع والمعسكرات وهذه المدن والقرى في هذه المناطق  تتطلب من الحوثيين ووفقا للعلوم العسكرية والادارية والواقعية جهود وإمكانيات كبيرة في مختلف المجالات والمستويات، والى الوقت الكافي من اجل تثبيت وجودهم سواء من الناحية العسكرية او الادارية واللوجستية وغيرها التي تمكنهم من إدارة هذه المناطق الجديدة التي سيطروا عليها، ومن اجل المحافظة على مكتسباتهم العسكرية التي حققوها في نهم والجوف، قبل ان يفكروا بالتوغل عسكريا والقيام بإسقاط محافظة مأرب ومن ثم شبوة او حضرموت وغيرها، ولو اني اعتقد ان الحوثيين في اهدافهم لا يسعون ابدا لتجاوز الحدود الشطرية السابقة.

إذا  هذا  العامل كان له تأثير كبير في  وقف الحوثيين لتقدمهم ومهاجمة محافظة مأرب، خاصة ان الطرف الاخر مازال يعمل على اعادة تحشيد قواته وترتيب وضعه من اجل استعادة ما خسروه في نهم والجوف، اعني الجيش الوطني ورجال القبائل والمشايخ المساندين له،  وحتى لْـۆ تتطلب الامر منهم عدم الاعتماد على دعم قوات التحالف لأن الامر يعتبر مصيري بالنسبة  لهم في هذه المناطق.

وعندي قناعة كبيرة ان الحوثيين لو كان لديهم المقدرة والامكانيات والاستعدادات الكافية  لمواصلة التقدم والسيطرة على مأرب بعد سقوط محافظة الجوف لما ترددوا دقيقة واحدة ولما عملوا اي اعتبار لأي من المحاذير الاممية او الانسانية او الداخلية ووو، وهي بمثابة فرصة ذهبية و مواتية لهم  للسيطرة على مأرب وقبل ان يلتقط جيش الطرف الاخر أنفاسه، لكن هذه الامكانيات لم تتوفر لهم حاليا، وكانوا يحتاجون الى الوقت الكافي اولا لتثبيت مكتسباتهم العسكرية التي حققوها والمحافظة عليها في نهم والجوف، ثم الاستعداد من جديد وتهيئة كل الامكانيات والظروف العسكرية للانقضاض على محافظة مأرب.

وهذا هو الهدف الذي اجبر المبعوث الاممي لليمن مارتن غريفث من سرعة  الهرولة وزيارة مأرب وطرح مبادرته حول وقف اطلاق النار وهو ما يعني تثبيت الاوضاع العسكرية الذي حققها الحوثيين، والدخول بما يسمى مفاوضات شاملة وإبقاء محافظة مأرب مكان (آمن) للنازحين حسب قوله.

وبرأي اصبحت مواقف مارتن جريفيث مكشوفة اكثر من اي وقت مضى، والتي تعبر عن الارادة البريطانية والامريكية وتقضي وترتكز على دعم مواقف كل القوى الداخلية اليمنية السياسية والعسكرية التي تحمل المشاريع التفتيتية والتقسيمية والانفصالية والمذهبية والمناطقية، وهو ما يهيئ اليمن الى العودة في بنيته السياسية لما  كان عليه  قبل ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر وحتى لو اتخذ مسميات واشكال اخرى.

ولذلك سمعنا وسمع هذا المبعوث الاممي ما سمعه في مأرب من نقد عنيف لمواقفه من قبل السلطة هناك ومشايخ القبائل ووزير العدل او الاوقاف في حكومة الشرعية.

وانا منهمك في كتابة مقالي تتوارد وتصلنا اخبار وعاجلة على شبكة التواصل تفيد ان الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية استعاد مديرية اليتمة والمهاشمة ومحيطها، وطبعا لم استطيع التأكد منها من طرف محايد الى الان، لكن هذا الامر يؤكد كلامنا من ان الحرب في محافظة الجوف لازالت مرشحة للكر والفر بين الاطراف المتحاربة، وان الحوثيين محتاجيين  جدا لشراء الوقت من اجل القيام بتثبيت وجودهم العسكري والاداري والمحافظة على المكتسبات العسكرية التي حققوها هناك  قبل الاقدام بالتوسع والسيطرة على  محافظات اخرى، وهو ما ذهب مارتن غريفيث فعليا إلى مأرب لشرائه لهم وأيضا محاولة إشراكهم في عائدات نفط وغاز مأرب.

وان قصف الطيران الحربي لمواقع في مديرية الصليف في الحديدة ماهي إلا ذر الرماد على عيون المشايخ والقوى والقادة المساندين للجيش الوطني وامتصاص غضبهم واحتقانهم من مواقفه السياسية والعسكرية خلال الخمس سنوات من الحرب وأخرها في نهم والجوف، لان قصف هذه المواقع لا يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على خطوط الميدان العسكرية في محافظة الحديدة، إذ لم يصاحبها ي تقدم بري للقوات المشتركة على الارض هناك  لتكون ذات تأثير.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى