العرض في الرئيسةفضاء حر

ارشيف الذاكرة .. أحداث 13 يناير .. انقسامات

يمنات

أحمد سيف حاشد

  • بين الأمس و اليوم مدى من التشظي، و تغييب العقل عن الفعل، و اطلاق العنان للحماقة لتفعل ما تشتهي و تريد، ثم يتنافس الحمقى على البيع و الارتهان، ليتحول بعضهم إلى بيادق سكوتة صمّا، و البعض الآخر إلى حوامل سياسية مرتهنة لأجندات غير وطنية، ينفّذ بهم الأجنبي ما يشتهي و يريد، و يدفع الشعب الثمن دما و دموعا و مآسي عراض .. إنه الحصاد المُر و الخيبة القاتلة..
  • تزداد المعاناة، و يستمر التيه و الضياع، و تستمر الحروب و آلام الانقسام و التشظي و تفتيت الوطن، فيما يحصد الحمقى فتات الفتات، و معه مزيد من السقوط المريع، فيما الأجنبي يتمكن من الوصاية على شعبنا و احتلال اراضيه، و ينفذ ما يريد من الأجندات على حساب يمن يضيع، و يتلاشى إلى الأبد، إن لم توجد في الأفق معجزة..
  • و عودة إلى الأمس وأحداث 13 يناير 1986، و فيما كنّا مجفلين من البحر، و قبل أن نصل إلى مبنى “بريد كريتر” بدأنا نسمع انفجارات بعيدة .. ثم شاهدنا أناس يتوافدون و يتسلحون من مبنى يقع خلف البريد .. شاهدنا الطابور يزداد و يزدحم أمام المبنى .. أردنا أن نتسلح دون أن نعلم هذا التسليح يتبع أي جهة..!! رأينا أنه لا بأس أن نتسلح أولا لحماية أنفسنا، و بعدها سيكون لنا موقف وكلام.
  • و في الطابور شاهدت الأستاذ جعفر المعيد في كلية الحقوق يستلم سلاحاً و ذخيرة .. تصافحنا .. ثم شاهدت أيضا أحد أقاربي في الطابور المزدحم .. فهمت أن هذا المركز يتبع أنصار فتاح و عنتر .. فيما كان معسكر عشرين المركز الرئيس للمليشيا الشعبية في نفس المدينة “كريتر” التابع في ولائه لـ”علي ناصر”، و محمد علي أحمد، و يبعد بحدود كيلو متر من المركز الذي نستلم نحن السلاح منه، و التابع للطرف الآخر.
  • أستلم كل منّا سلاح آلي و ذخيرة 120 طلقة، و اتجهنا إلى عزبة فيها أصدقاء قريبة من نفس المكان، و بعد قليل صعقنا البيان من الاذاعة و خلاصته أنه تمت محاكمة و إعدام عبد الفتاح إسماعيل و علي عنتر و صالح مصلح و علي شائع بتهمة الخيانة العظمى.
  • أغاضنا هذا البيان، و كانت الصدمة كبيرة .. تسألت: متى كانت الخيانة..؟! و متى تمت المحاكمة..؟! و متى تم تنفيذ أحكام الاعدام..؟! و كان السؤال الأهم من بدأ بإشعال الحريق..؟!
  • ما كنت أعرفه أن هناك ما يشبه العهد بين الفريقين في المكتب السياسي للحزب، و أهم ما يتضمنه العهد أن من يبدأ باستخدام السلاح في حسم الخلاف يعتبر خائنا .. و الآن يمكن للمرء أن يستخلص بسهولة أن في الأمر خدعة، و أن الحديث عن المحاكمة هراء، و مزعوم حكم و تنفيذ الإعدام ما هو إلا استباق أحمق و تنفيذ لمؤامرة يفوح منها نتانة الخيانة من الطرف الذي قرر الاحتكام للسلاح، و البادئ أظلم.
  • و يستمر الانكشاف .. رباه!! “كريتر” فوهة البركان .. المدينة الصغيرة صارت مقسومة بين فريقين باتا معسكرين..!! ثم عرفت أن “الباخشي” قائد المليشيا الشعبية في معسكر عشرين ولاؤه لفريق، فيما الأركان باسلوم و هو نائبه ولاؤه للفريق الآخر .. يا إلهي ماذا يحدث..!! ليست “كريتر” وحدها مقسومة قسمين، و لكن أيضا المعسكر الواحد .. قائد المعسكر موالي لاتجاه، و الأركان ضده، و مع الاتجاه الآخر .. و هكذا بات المستقبل مجهولا، و المجهول ينتظر الجميع و أولهم الوطن..

***

يتبع..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى