العرض في الرئيسةفضاء حر

ارشيف الذاكرة .. أهمية أن تكون لديك وسيلة إعلام

يمنات

أحمد سيف حاشد

كانت الصحيفة تسوّق الجمعية، وتتناول أنشطتها، وتصنع حراكا ما في مجتمعها .. كما كانت تجلب مزيدا من الداعمين والمؤيدين والمتبرعين لجمعيتها .. صارت عنوان نجاحها وشريان الحياة فيها، غير أن البعض كان يشيع أن الصحيفة تستنزف موارد الجمعية .. زعم لا يخلو من مبالغة حتى في أكثر الأحول سوءا، أو حتى على افتراض حدث شيئا من هذا في مستهل البداية، لاسيما وننحن ننتظر نتائج أهم وأكبر..

ربما حدث شيئا من هذا قبل التأسيس، أو حدث قليلا منه في الشهور القليلة الأولى من مستهل تأسيس جمعيتها حال انطلاقها .. أمر طبيعي أن يحدث مثل هذا طالما كان في الحدود الممكنة والمعقولة .. كنا نعلم أن كل عمل مهم أو الشروع في تنفيذ مشروع طموح يحتاج في بدايته إلى بعض التضحية أو الخسائر التي نخطط ونعزم على استردادها، وبالفعل هذا ما حدث .. تدوير العجل والإقلاع للطيران يحتاج إلى وقود .. استعجال النتائج ربما يكون فيه بعض من حمق وكلالة نظر إن افترضنا في الزاعم حسن النية والطوية..

ربما المتربصون ومعهم أصحاب الطوايا التي تضمر خبثا وتحمل ثقلا من السوء كانت تفتقر إلى النيل منّا في مكان آخر، فرأت أن هذا الزعم هو الممسك الممكن وربما المقبول للنيل منا ومن الصحيفة، ثم بدأت الألسن الحداد تطلق أعنتها والإشاعة تزداد حدة حتى وصلت إلى معقل الجمعية وطاولة اجتماعات هيئتها الإدارية، إن لم يكن نفر من أعضاءها يثير ويقود تلك الحملة من خلف ستار..

وبدأ البعض يخفي حقيقة ما يريب تحت ما يشاع، وكان في الطوايا ما يشي إلى استهداف الصحيفة لسان حال الجمعية، ليتم اغلالها أولا، وبالتالي تتحوصل وتنكفئ الجمعية تبعا لها، ثم نفشل نحن وتشل الجمعية بعد إغلال وقطع لسان حالها، وتحجيم نشاطها، وإخماد حماسنا وحماس المؤيدين لنا ولها، وسيصيبها العطب والشلل ليأتي فرسانهم منقذين..

كنّا نعي أهمية الصحيفة فيما نحققه من نجاح، وفيما تشكله من عصب حي للجمعية، ربما جاء هذا إدراكا منّا لأهمية الصحيفة في تعزيز وتدعيم كيان الجمعية .. وقياسا مع الفارق، ألم يقل لينين “أعطني صحيفة أعطيك حزبا يقلب روسيا القيصرية رأساً على عقب” هناك عدد من المقولات المشهورة المشابهة أو المقاربة كتلك التي تقول: “أعطني مسرحا اعطيك شعبا” “أعطني عدلا اعطيك مواطنا” “أعطني مدرسة اغلق سجنا”. فلماذا نحن لا نقول: اعطني صحيفة أعطيك كيانا او تنظيما ينضح بالخير ويصنع المستحيل في دربه..

وحتى نزيد في إثبات أن الصحيفة والجمعية على خير ما يرام، ونخيب فساد زعمهم أكثر، ونزيد على خيبتهم خيبة أكبر وأكثر، قررنا في هيئة التحرير مع رئيس الجمعية محمد عبدالرب ناجي البحث عما يعزز موارد الصحيفة أكثر من خلال السعي إلى جلب تبرعات خاصة بالصحيفة، وزيادة الإعلانات والتهاني والتعازي فيها، وزيادة شفافية ما يجب أن ينشر وبما يبدد الظنون ويكشف فساد الطوايا .. وهكذا صارت الصحيفة لا تغطي نفقاتها ومصروفاتها كاملة فقط، بل صارت تساهم بشكل مباشر في مداخيل الجمعية..

يستطيع المرء أن يتبين ويعرف كثير من المشاهد والمعتركات المحتدمة من خلال تلك الكتابات على صفحاتها، ومن خلال ذلك الدفاع، وبما يقدم ملخصا للإصرار والنجاح والتغلب على التحديات التي كانت تعترض مسارها، أو مسار الجمعية وقيادتها التنفيذية المنسجمه في هيئتها الإدارية..

لقد كان النجاح حليفنا دوما، طالما بحثنا عنه، أو وجدناه ونحن ساعين إليه بحثاثه وجهد كديد، ورافقنا لرحلة أستمرت سنوات .. وما كان لفارس منّا أن يقف لولا تدخل قمة السلطة بفضاضة وتصلب غير متوقع وقطع مسار الصحيفة وهي في ذروة نجاحها ومجدها وعطائها، وتم مصادرة آمالنا العراض بإصرار عجيب..

***

يتبع..

زر الذهاب إلى الأعلى