عربية ودولية

فرنسا والاتحاد يدرسان فرض عقوبات على ساسة لبنانين

يمنات

تعكف فرنسا والاتحاد الأوروبي على إعداد مقترحات قد تسفر عن تجميد أصول و فرض حظر سفر على ساسة لبنانيين لدفعهم للاتفاق على حكومة لإنقاذ بلادهم من انهيار اقتصادي.

و كان انفجار ضخم في مرفأ بيروت قد دمر أحياء بأكملها في العاصمة اللبنانية في أغسط/آب 2020، و لم يتم تشكيل حكومة لتحل محل الحكومة التي استقالت بعد الكارثة، و ذلك بعد أن تسببت عقود من المحسوبية و الفساد و سوء الإدارة في وضع البلاد على شفا الإفلاس.

و قادت فرنسا الجهود لمساعدة لبنان، لكنها أخفقت في دفع الفصائل الطائفية العديدة على الاتفاق على حكومة، ناهيك عن الشروع في إصلاحات قد تسمح بتدفق مساعدات أجنبية.

و مع امتلاك العديد من كبار الساسة اللبنانيين منازل و حسابات مصرفية و استثمارات في الاتحاد الأوروبي و إرسالهم أبنائهم للدراسة في جامعات أوروبية فإن سحب هذه الامتيازات قد تكون وسيلة للضغط.

و قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان لنواب البرلمان الثلاثاء الماضي 06 إبريل/نيسان 2021: “يجري إعداد مقترحات ملموسة ضد نفس الأشخاص الذين تخلوا عن الصالح العام من أجل مصالحهم الشخصية”.

و تابع: “إن لم يضطلع الساسة بمسؤولياتهم، فلن نتردد في الاضطلاع بمسؤولياتنا”.

و قال دبلوماسيان إن فريق لو دريان يدرس كيف يمكن للاتحاد الأوروبي إعداد عقوبات تشمل حظر السفر و تجميد الأصول.

و قال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الوزير طلب أيضا من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 22 مارس/ آذار الماضي العمل على إعداد ورقة خيارات.

و قال الدبلوماسي: “إن الفرنسيين يسعون لإشراك الأوروبيين في القضية اللبنانية. هذا أمر لا يمكنهم إنجازه بمفردهم أو، على الأقل، جهودهم الفردية لم تنجح حتى الآن”.

و أضاف: “لم يجر بحث العقوبات بشكل مباشر، لكن إذا كانت (العقوبات) وسيلة لتغيير النهج فإنه لا يمكن استبعادها. لبنان يحتاج لحكومة فاعلة”.

و تحظى الفكرة ببعض الدعم في لبنان ذاته حيث يزداد غضب المواطنين في ظل انهيار مستوى المعيشة في الوقت الذي يتناحر فيه الزعماء.

و قال وزير الثقافة السابق غسان سلامة بعدما شارك في التوقيع على عامود مع مئة شخصية من المجتمع المدني اللبناني بصحيفة لو موند الفرنسية لحث فرنسا على تجميد الأصول: “سيكون لعقوبات الاتحاد الأوروبي ثقل عملي و خطير على الساسة اللبنانيين لأنهم يتواجدون في أوروبا كثيرا”.

لكن الدبلوماسيين قالا إن باريس لا تزال قلقة و لم تحدد الأهداف بعد. و قال الدبلوماسيان أيضا إن وضع مثل هذا النظام قد يستغرق وقتا.

و قال دبلوماسي ثالث: “ينبغي أن تكون (العقوبات) متسقة فيما يخص الأشخاص المستهدفين إذا كانوا يرغبون في أن تحدث أي تأثير، و أن يأخذوا في الاعتبار الواقع في لبنان”.

و فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على ثلاثة سياسيين بارزين متحالفين مع حزب الله و الذي يملك نفوذا كبيرا في لبنان.

و قال دبلوماسيان إن الاتحاد الأوروبي سيتخذ أيضا قرارا بشأن ما إذا كان سيستهدف حزب الله و سبل استهدافه.

و قال مصدر سياسي لبناني كبير: “الفرنسيون نقلوا الرسالة إلى المسؤولين هنا بشأن إمكانية فرض عقوبات… لكنها تفتقر للقوة حتى الآن”.

المصدر: رويترز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى