العرض في الرئيسةفضاء حر

النائب والمناضل أحمد سيف حاشد

يمنات

طه العامري

أحمد سيف حاشد ابن هذه الأرض تمرغ بترابها وتعفرت أقدامه بروائح سهول وجبال وهضاب اليمن وأزقة مدنه وشوارعه.. أحمد سيف شاقي ابن شاقي ورعوي بن رعوي ينتمي لشريحة الصادقين والمخلصين من أبناء اليمن الحالمين بمجد وطن والباحثين عن دولة المواطنة والعدالة والقيم النبيلة التي تعكس أخلاقيات ومثاليات الشريحة الأكثر عشقا بالوطن واكثر من يدفعون ثمن انتمائهم الوطني وحبهم وارتباطهم بوطنهم الأرض والإنسان..

لم يأتي هذا (القباطي) من طبقة إرستقراطية ولا يكترث بحياة الاورستقراطين، ولم يأتي من وسط قبلي أو وجاهي نافذ عاش وتعيش أسرته على أكتاف الغلابة من الرعية والمقهورين، لكنه جاء من وسط المقهورين والمعذبين الباحثين عن المواطنة والعدالة والهوية الوطنية، جاء من أوساط الغلابة والمطحونين الذين دفعوا ويدفعون ثمن مقاومتهم للظلم الرافضين لحياة العبودية المؤمنين بأن هذا الوطن للجميع، والجميع يجب أن يعيشوا حياة متساوية ينعمون بقيم الحرية والكرامة.

أحمد سيف جاء من أعرق وانبل شريحة اجتماعية ووطنية هي شريحة (الرعية) الأحرار الذين يرفضون قانون إزدواجية المعايير أو نظام التمايز الاجتماعي أو التوصيف والتصنيف الاجتماعي، إنه من المؤمنين بأن الكل سواسية في المواطنة وان لا فروقات إجتماعية، وان كان الله سبحانه وتعالى قد جعل (التقوى) هي معيار الإنتماء لعبوديته فإن المناضل أحمد سيف والشريحة التي ينتمي إليها قد جعلوا الشرف والنزاهة هما معيار الانتماء الوطني، وهكذا تقول كل الدساتير والنظم والقوانين التي تجرد (الفاسدين واللصوص والحرامية والقتلة وقطاع الطرق) من كل مقومات الانتماء باعتبارهم ينتمون لعصابة من يسعون في الأرض فسادا..؟!

كان من السهل على النائب والقاضي والمناضل الثوري أن يكون أفضل ممن ينتقدهم ويعارضهم وكان من السهل أن يكون وصيا عليهم، ولكنه لم يريد لنفسه ما تسابقوا عليه ولم يرغب أن يعتلي سلم الوجاهة والنفوذ على جماجم الغلابة بل فضل أن يحمل معاناتهم ويستهدف من قبل الأنظمة المتعاقبة نيابة عنهم ويضرب ويشتم وتشن عليه الحملات عبر منابرهم الإعلامية التي عملت ولاتزال تعمل على (شيطنة) أشرف وانبل المناضلين الوطنيين الذي لا قبيلة تقف خلفه ولا معسكر يحميه ولا دول ولا أجهزة، بل تحرسه وتحميه عناية الله واحلام المقهورين الذين يجدون في مواقفه قناديل الأمل تصبرهم على ما هم فيه وتمنحهم التفاؤل بالغد الأفضل..

أحمد سيف لم يرتكب أثما ولم ينهب ولم يقتل ولم يتسبب أو يشارك بنزيف الدم اليمني في مرحلة تاريخية ارتفعت فيه أسعار كل المظاهر الاستهلاكية و المادية من(حزمة الفجل والبقدونس) إلى (الغاز والمشتقات النفطية) وارخص ما في هذه المرحلة هو الدم اليمني الذي صار أرخص من المياه..؟!

فهل ارعبت كلمات أحمد سيف بعضا ممن يزعمون أنهم أرعبوا العدوان بشرقه وغربه..؟!

ان المناضل والنائب والثائر أحمد سيف حاشد وطني ولا يمكن لأي طرف أن يزايد عليه بالوطنية أو يعطيه دروسا بقيم الهوية والانتماء وهو الذي أنذر نفسه وحياته لخدمة شعبه والذود عن وطنه وان كان قدره قد وضعه أمام لوبي الفساد وهو بحكم عضويته بالبرلمان ملزما بتأدية الأمانة التي تحملها وهي مناصرة الغلابة والتصدي لكل عابث وفاسد يستغل الأوضاع التي يمر بها الوطن والشعب لحصد المكاسب الذاتية على حساب المزيد من المعاناة للغالبية الشعبية بذريعة مواجهة العدوان مع العلم ان الفاسد في الأوضاع الطبيعية يحاكم ويعزل لكن من يفسد ويعبث في زمن الحرب يعدم بدون محاكمة..؟!

احمد سيف ناضل دفاعا عن حقوق المواطنة وعن حرية وكرامة المواطن، واتذكر إنه كان من أوائل من وقفوا ضد حروب صعدة وحين أقدم النظام السابق علي اعتقال بعض رموز (الشباب المؤمن) كان أحمد سيف في طليعة المسيرات التي كانت تتحرك لمبنى جهاز الأمن السياسي مطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمخطوفين ولم يتردد في إثارة تجاوزات النظام السابق أمنيا وسياسيا واجتماعيا عبر مختلف الوسائط والمنابر الإعلامية وكان مع حقوق أبنا الوطن العادلة من صعدة للمهرة ومن سقطري لكمران، وكان في طليعة من تصدرا لمسيرة التغير عام 2011م ورافقته عام 2012م إلى بيروت للمشاركة بأعمال (اليمن والتحديات المستقبلية) الذي نظمه تنظيم الأحرار والنائب عبده محمد بشر وشارك فيه كوكبة من الناشطين اليمنيين من كل المحافظات اليمنية الشمالية والجنوبية وبحضور ومشاركة الشيخ سلطان السامعي، وقدمت خلال المؤتمر روي وطنية راقية وصادقة وعملية وقدم المناضل حاشد روي وطنية صادقة.

وظل متمسكا بمواقفه الوطنية رافضا الارتهان ومقاوما لكل الإغراءات التي قدمت له وقدمت لآخرين منهم الشيخ سلطان السامعي والنائب عبده محمد بشر، حتى العبد لله كاتب هذه السطور تسلل لغرفته بالفندق عدة وسطاء عرضوا عليا إغراءات لم اكون احلم بها وقد رفضتها كما رفض الجميع الإرتهان وفضلنا الانتماء للوطن والقبول بأن نموت جوعا فيه خيرا وأشرف من الارتهان والمتاجرة بعاهات ومعاناة شعب، لم نفعل هذا لأننا (ملائكة) بل لأننا نحمل قيم وأخلاقيات ومبادئ وطنية تربينا عليها كما تربينا على مقاومة الظلم والفساد والاستبداد والعمالة والخيانة والارتهان..

إذا من يجرؤ اليوم ليحاكم شخصية وطنية بحجم أحمد سيف حاشد أو يتطاول على هامة وطنية بحجم ومكانة الشيخ سلطان السامعي الذي لم يسلم من سهام الحقد التي تناله من حين لآخر أو تناول نائب وطني آخر هو النائب والشيخ عبده محمد بشر، أن من يحاول النيل من هذه الهامات لأي سبب من الأسباب إنما هو (خادم للعدوان) وزبانيته و(طابور خامس) يجب محاكمته..؟

لقد فوجئت بخبر يتداول عن محاكمة النائب أحمد سيف حاشد وهو صاحب حصانة. وهنا اتسأل عن الجهة التي ستحاكمه؟ والتهم التي سيحاكم بموجبها؟!

وهنا أتوجه للأخوة في (قيادة أنصار الله) وحكومة الإنقاذ واقول لهم صادقا طهروا أوساطكم من المندسين الذين يسعون لإسقاطكم من الداخل من خلال استعداء مثل هذه الرموز الوطنية التي أن تحدثت ففي حديثها ما يلفت انظاركم إلى مكامن الخلل وعليكم إصلاح هذه الاختلالات، وهم يتحدثون بصراحة وشجاعة وامامكم وأمثال هؤلاء يستحقون التكريم لا التجريم وتذكروا انكم وقبل سنوات غير بعيدة كنتم في مربع المظلومين ونلتم تعاطف وتضامن الكثير من أبناء شعبنا، فلا تغريكم السلطة والقوة وتدفعكم لإعادة إنتاج مظاهر القهر والغطرسة التي ثرتم ضدها.. وتذكروا القول المأثور القائل _ أن الله يهلك الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة وينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة _..!

تحية إجلال وتقدير للمناضل والنائب أحمد سيف حاشد ولكل الأحرار والشرفاء من نشطاء وأبناء وطني الذين لا يخشون في كلمة الحق لومة لائم.

واتمني في الختام أن تكون أخبار محاكمة النائب أحمد سيف حاشد كاذبة ولا أساس لها من الصحة..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى