العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة .. ضد الفساد والنهب والتقسيم

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

من يقف ضد صرف الرواتب واستحقاقات شعبنا في حقوقه؛ نحن ضده.

من يغيّب أو يعزل الشعب عن معرفة إيراداته في صنعاء أو عدن وعموم اليمن نحن ضده.

من يعزل الشعب عن معرفة ما يتم بيعه أو الاستيلاء عليه من نفط وغاز وذهب وغيره من الثروات نحن ضده.

من يريد توريد العائدات النقدية إلى البنك الأهلي السعودي أو غيره بدلاً من البنك المركزي اليمني نحن ضده.

نحن ضد النهب والفساد واللصوصية بكل أشكالها وأنواعها وصورها، كان في صنعاء أو عدن أو أي مكان في اليمن.

نحن ضد الدول والجماعات التي تنهب وتسرق وتتحكم وتبتز بحقوق شعبنا وأمواله وعائداته، وتعمد إلى تعطيل مصالحه، أو يجري هذا أو ذاك برعايتها وحمايتها.

(2)

يوغسلافيا القوية مزقوها إلى ست دويلات..
السودان قسموها الى دولتين
اثيوبيا اخذوا منها إرتيريا
الصومال صيروها قسمين
واليمن يريدون تقاسمها محاصصة..
العراق وليبيا وسوريا يريدون تقسيمها بعد اضعافها ونهبها.
ويريدون اضعاف ونهب الجميع

لهذا نحن ضد سياسة الرعاة الولايات المتحدة وبريطانيا، وتضاف إليهم فرنسا، وجميعها عملت وتعمل على تقسيم واضعاف الدول، قابلتها سلبية روسيا والصين حالما كانت هذه الدول التي يجرى هدمها تحتاج إلى فعلها أو تأثيرها، أو ممارسة وجودها فيما يسمى بمجلس الأمن الدولي.

(3)

مطالب الشعب يجب أن لا تنحصر بالمرتبات
وفتح الطرقات يجب أن لا تنحصر على طرقات تعز
الأسرى لم يعد أحد يتحدث عنهم، وباتت قضيتهم منسية تماما

والعبور إلى السلام واستعادة الحقوق وتطبيع الأوضاع وإنهاء آثار الحرب هو ما يجب أن تنصب عليها الجهود، وليس الهدن التي تفرض وتكرس مخرجات الحرب والفساد والقمع والانتهاكات، وقبلها تقسيم وتمزيق اليمن.

(5)

عندما تتحول الهدن إلى غطاء لنهب وسرقة مقدرات شعبنا، ويتورم فيها النهابين والفاسدين واللصوص وبياعي الأوطان، وفي المقابل يحاصر شعبنا ويجوع ويموت كمدا وقهرا وجوعا، ويتم ابتزازه بأرضه وحاجته، بهدف اخضاعه وابتزازه واستباحة مقدراته؛ نكون احوج إلى قيامة تقوم ضد الجميع هنا وهناك.

(6)

ليست الولايات المتحدة وحدها من دأبت وتدأب على تطبيق إدارة الأزمات والصراعات والحروب، والإبقاء عليها والحفاظ على استدامتها دون حلها..
ايضا الامم المتحدة ومجلس أمنها يتبع نفس السياسة.. إنها اقذر السياسيات التي يتحمل أوزارها الشعوب المنكوبة بالحروب والصراعات..

هذه السياسة القذرة وضع مداميكها وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كيسنجر ثم صارت عنوان السياسات القذرة التي أتبعتها كثير من المنظمات والدول وفي طليعتها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ومجلس أمنها..

جمعيهم غير معنيين بالحلول وإنما معنيين بإدارة الازمات والصراعات والحروب واستمرارها اكبر مدة ممكنة.. وحتى إن وجدت أنصاف الحلول التي دفعت إليها أسباب قوية في نهاية المطاف، فتظل حلول ملغومة يمكن تفجيرها متى شاءت تلك الجهات التي صنعتها مضطرة..

(7)

هل باتت الهدنة المعلنة تحتاج إلى هدنة غير معلنة
أم هي عودة الحرب مرة ثانية
ربما ..!!
هذا ما سنعرفه خلال الساعات أو الأيام القادمة

(8)

من مذكراتي:

كثيراً ما يستفزني الفقر والجوع والظلم والفساد.. يستفزني الاستبداد بكل صنوفه حتى وإن لبس ثوب الأب أو المعلم أو القائد، أو القديس أو الكاهن.. يستفزني أكثر غرور السلطة وعنادها وخواء التعالي والاستكبار في وجه الحق والعدالة التي أحلم بها وأهتم بأمرها.. لم أعتد الظلم لأهوّن منه أو أتصالح معه مهما طالت سنينه.. لا أتسامح مع الظلم وأنا المجبول على النسيان، حتى يتم كسره أو إسقاطه أو التحرر من ربقته.

روحي لا تهدأ ولا تستكين، وتظل دوما متحفزة للتململ والتمرد والثورة.. مسكوناً على الدوام بالقلق وعدم الرضى، حتى وإن لذتُ بالصمتِ قليلا، أو شعرت بخذلان مُحبط إلى حين، أو تعاميتُ مرغما عن الحق لبعض الوقت، أو حتى تواطأت لأسباب تخصني، فإنني أعيش صراعاً داخلياً أقوى وأكثر احتداما مع ضميري، وتأنيب ضميري يظل يرفسني من الداخل كحمار وحشي، حتى أعود إلى الصواب أو الصحيح ما أمكن.

ربما هذه الروح غير القطيعية هي من كانت السبب في استبعادي من فرص متاحة اغتنمها غيري، وأهدرتها أنا بوعي وقناعة وزُهد، لأنني اعتبرتها في حقيقتها بل ولازلت، مجرد مصائد ومكائد، ومعتقلا للاستعباد لا فكاك منه ولا مفر.

أشعر أحياناً بالتعب والضنك، ولكن ما إن أستريح قليلاً أو أسترجع الأنفاس حتى أعاود الكرّة مرتين وثلاثاً.. أعود إلى إعلان الرفض، وفعل التمرد، والمقاومة حتى تستقيم الأمور، أو تنتهي إلى زوال.

أخوض مع الواقع صراعاً صبوراً كـ “سيزيف” رمز العذاب الأبدي مع الصخرة، أو كإبليس الذي شق عصا الجماعة، وعصى ربه منفرداً وشاذاً؛ لإنفاذ مشيئة الرب، مقدماً إياها على أنانيته.. أحاول أن أوصل صوتي المضطهد إلى أقصى مدى ممكن، حتى وإن أكلت بعضه الدود، فإنني على الدوام أحاول أن أجد نفسي مصطفاً مع المضطهدين في قضاياهم العادلة، وفي مقاومة من يصنع ذلك الظلم والاضطهاد، بل والاستعباد أياً كان صاحبه.

ربما أبدو قلقاً على الدوام، وغير راضٍ على سير الأمور والأحوال، بل وربما ساخطاً على هذا العالم الدامي، ونظامه المرتكز على الظلم والاستغلال، وثائراً في وجه الأقدار التي أشعر أنها غير عادلة.. كل ذلك أدركته اليوم ملياً، وما كنت أدركه فيما خلا، وكانت البداية في أول احتجاج أشارك فيه حالما كنت مراهقاً، أو في مطلع الشباب الباكر.

زر الذهاب إلى الأعلى