العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة .. هدنة ومعلم واختبار

يمنات

احمد سيف حاشد

(1)

في اليمن فقط المعلم بدون أحذية..!!
سحقا لمن أوصلنا إلى هذا القدر من الامتهان واستباحة الكرامة..

سحقا لكل المطبلين والأقلام السيالة مدحاً لسلطات الأمر الواقع ورموزها الذين استنزفوا أرواحنا واهانوا معلمينا، وضربوا التعليم في الصميم.

(2)

لم يُهن معلم في العالم كما تم إهانة المعلم اليمني..

معلم يعمل مرغما من غير راتب، ليحافظ بذلك على حقوق عمره أو ما مر من السنين، وقد باتت مهددة بالاستيلاء عليها إن لم يكن قد تم بالفعل الاستيلاء عليها من سنين.

حتى في عهد العبودية الأول كان المعلم يتقاضى أجرا..

في هذا العهد تم مصادرة راتب المعلم، وحقوقه المالية ليتم منحه بدلا عنها ما سمّي بـ “نصف راتب” ، ولكنها في حقيقتها صدقة تضاعف إهانته واستعباده.

(3)

بُلينا بنخبة دمرت التعليم، ودمرت المعلم، ودمرت المواطن ودمرت الوطن.

نخبة تافهة، ومرتهنة، وغير مبالية، ولا تفهم إلا ما تجنيه من خراب الوطن.

(4)

هدنة بلا هدنة، تعني هدنة بلا شروط..

كلفة الهدنة بلا إعلان هدنة معناها أن المواطن هو من يدفع ثمنها واستحقاقاتها دون مقابل، فيما جميع أطراف الحرب تستفيد منها دون أن يترتب عليها أي التزامات أو استحقاقات نحو الشعب.

(5)

جميع من تسلط على رقاب هذا الشعب ارتكب الخطايا بحقه..
خطايا باتت كلعنة لا تنفك عنه.

قدر صار كقضاء ونازلة حلت عليه، وباتت ترافقه دون أن نعلم لها نهاية وأكثر منها آثارها.

جميعهم ارتكبوا الخطايا بحق وطن بات منكوبا ومنهكا وممزقا ومتلاشيا..

صُعب واستحال على أي منهم الاعتراف بالخطايا التي تم اقترافها بحق هذا الشعب المنكوب بهم.

(6)

نسمع في كل مرة انفجار أو أكثر، ولم تكشف الجهات المعنية أو المختصة عن الواقعة أو سبب حدوثها، الأمر الذي يترك فضاءات متعددة لتفسيره، بما فيها تلك التفسيرات التي يقولوا عنها تخدم العدوان.

كان بإمكانك تفسير ما حدث، وتنتهي كل الشائعات أو الاحتمالات، حتى قبل أن تبدأ أو تروج.

عندما تصمت ثم تتهم المواطن بترويج الشائعات ومساندة العدوان وإدارة الحرب الناعمة، فيما انت تصادر حق المواطن في الحصول على المعلومة، ومعرفة ما يحدث في وطنه، بل تحاول عبثا أن تلقي مسؤوليتك وتقصيرك على الموطن الممنوع من قبلك حصوله على المعلومة، وأكثر منه اتهامك له جزافا وبهتانا بإثارة ما تسميه بالإرجاف أو البلبلة.

وهذا معناه إنك تحاول عبثا بإلقاء مسؤوليتك وتقصيرك على غيرك، وعلى الموطن بالتحديد، رغم انعقاد المسؤولية عليك مرتين.

من الطبيعي أن تروج وتنتشر الاشاعات عندما تحكمنا سلطة تأثر السرية، وتفتقد الحد الأدنى من المسؤولية والمصداقية، وتصادر حقنا في الحصول على المعلومة.. سلطة تمتنع من إيضاح ما يحدث في الوطن، وتحتكر المعلومة وتسيجها بكل ممنوع، وتتعمد إخفائها عن الشعب الذي يفترض أن يكون على علم بما يحدث، وأكثر منه أن يكون بمنأى عن الإشاعات والاراجيف التي تزعمها.

من يعوض المواطن الذي طاله الضرر من هذا أو ذاك الانفجار، طالما أنت لا تعرف مصدره والسلطة عديمة المسؤولية لا تخبرك ماذا حدث..

هكذا تتملص السلطة من مسؤوليتها وتهدر استحقاقات المواطن وحقوقه دون الشعور بالحد الأدنى من المسؤولية.

(7)

نرفض الخرافة بكل مسمياتها..
غير أن هذا لا يمنع من اختبار إنسانيتك وأن تثبت لنفسك إنك إنسان أولا..

عندما يقضي إنسان تسع سنوات بين جدران السجون دون محاكمة ودون قضاء ودون حكم قضائي يكون مستحقا لتضامنك..

ظهور العديد من شخصيات المهدي المنتظر تضرب فكرة القداسة لمن يريدون أن يحتكرون القداسة.
أما الخرافة فإن العلم هو المعني بتبديدها وهذا ما يجب النهوض به..

اما ما يجري اليوم من ضرب التعليم في الصميم فإنه يأتي في سياق الردة المريعة التي تشهدها شعوبنا.

لذلك نقول المهمة الملحة اليوم مواجهة الفقر وفي المقابل النهوض بالتعليم الغير مؤدلج والغير مرتهن والغير مسيس والغير مكرس لتدعيم الخرافة، بل أن مهمة التعليم في إحدى وجوهه تفكيكها وتنمية الوعي المجتمعي على كل الأصعدة والمستويات.

(8)

بعض انصار حسن التهامي ارادوا الذهاب إلى صعدة للمراجعة ومحاولة الحصول على أمر للإفراج عن حسن التهامي، فتم حبسهم في الأزرقين.. ولازالوا في السجن دون تهمة.

(9)

كامل تضامني مع حسن التهامي الذي مكث في المعتقلات بين السعودية واليمن تسع سنوات ثقال.
يقال أن أصل حسن التهامي من ريمه، وهو من مواليد مكة في المملكة.

تم ترحيله مع المغتربين عام ١٩٩٠ وسكن مع أسرته في الحديدة.

ثم سافر إلى مكة وأدعى المهدية هناك
تم اعتقاله وسجنه في السعودية اربع سنوات
سجن في عهد صالح سنتين
والأن مسجون لدى الأنصار من ثلاث سنوات
سبق أن ألقى محاضرات في صنعاء والحديدة، وسجل حضور عبر الإنترنت، وله أنصار كثر في مختلف دول العالم منها تونس وليبيا والمغرب، وكان يسافر إليهم ويلقي لهم محاضرات ويرجع إلى اليمن.
تلك بعض من مقتطفات تعريفية لـ “راشد معروف” أخذنا ما أطمئنا إليه وتركنا ما تنال منه.

زر الذهاب إلى الأعلى