عن الحمدي وصالح الصماد
يمنات
محمد ناجي أحمد
هناك قصدية غير بريئة تقوم بها (الهاشمية السياسة) حين تقارن بين الرئيس إبراهيم محمد الحمدي وبين صالح الصماد، والغرض من ذلك إسقاط القدوة الوطنية الوحدوية الممثلة بالرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي…
لم يكن الأخ صالح الصماد الرجل الأول في دولة أنصار الله ،وبالتالي لم يكن صاحب القرار السياسي والمؤثر السيادي ،فيما الحمدي كان رئيس دولة وصاحب قرار وطني ومشروع يتداخل بدوائره من الذاتية اليمنية كونه ينتمي فعلا ونشأة وتكوينا لطبقة القضاة ، وكونه ينتمي اكتسابا لأفق العروبة بالتحاقه بحركة القوميين العرب عالم 1961م حين كان طالبا في كلية الطيران بصنعاء، ثم انتمائه للحزب الديمقراطي الثوري اليمني في يونيو 1968م كتحول وانتقال في الاسم والقرار من حركة القوميين العرب إلى الحزب الديمقراطي ،أي انفصال الحركة عن قيادتها الحركية المركزية في لبنان ،لتكون يمنية مستقلة في خياراتها وسيادة قرارها الوطني، ثم منذ تواصله مع الناصريين في الطليعة العربية عام 1973م، وصولا إلى التلاحم بينهما من خلال إسناد الناصريين لحركة 13 يونيو 1974 ومشروعها التصحيحي …
اتفق الحمدي مع الناصريين شريطة أن يكونوا حزبا يمنيا دون ارتباطات خارج الوطنية اليمنية الوحدوية ، فبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر لم يعد هناك من رمزية قومية جامعة ، وكان الارتباط بمصر السادات يعد ارتباطا بأفق قطري لا عروبي قومي، ومن هنا لم يعد هناك مسوغا من ارتباط الناصريين بتنظيم قومي قراره بيد الرئيس أنور السادات ،صانع اتفاقية كامب ديفيد بعد ذلك ، ومن أفرغ انتصار حرب 1973 من إمكانياته، و حوله من نصر إلى هزيمة سياسية!
كان الأخ صالح الصماد رئيسا في دائرة من دوائر سلطة الأمر الواقع في صنعاء ؛ أي أنه لم يكن حتى الرجل الثاني في سلطة حركة أنصار الله، فرموز الهاشمية السياسية تتجاوزه في الموقع والتأثير وصنع القرار…
أتذكر حين كنَّا في لقاء بين صالح الصماد وعدد من الأدباء والكتاب اليمنيين كيف كان صوت محمد المنصور أعلى من صوت الصماد، فما كان من الأخير إلاَّ أن قال ” من رئيس الجلسة ، أنا أم أنت يا محمد المنصور” سلطته لا تتجاوز رمزية إدارة جلسة سطا عليها محمد المنصور! وهو ما جعل الشاعر محمد عبد السلام منصور يبادر بالانسحاب من اللقاء لولا إصراري عليه بالبقاء حرصا مني على أن يتكلل هذا اللقاء بتوجيه ووعد بإطلاق الشاعر محمد اللوزي من معتقله، ولقد كان الوعد وكان التنفيذ بعد متابعة ومثابرة في الإلحاح…
بعد مرور عام من اغتيال الأخ صالح الصماد كان لـ(الجبهة الثقافية لمواجهة العداون) التابعة لحركة أنصار الله، بقيادة ابتسام المتوكل –فعالية ، جُل ما في تلك الفعالية هو رغبة وإصرار (جبهة) ابتسام المتوكل أن تجعل من الأخ صالح الصماد أعلى مرتبة من الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي ،، زاعمين أن الصماد جاء إلى السلطة وهو غني ، وفي ذلك مصادرة لحقائق التاريخ، فالصماد ينتمي إلى شريحة صغار الفلاحين ،وعمل في مهنة بيع القات ،فيما الرئيس إبراهيم الحمدي ينتمي إلى طبقة القضاء ، ومارس هو وأبوه مهنة حاكم ذمار قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م…
كان إبراهيم محمد الحمدي وما زال رمزية جامعة ، وصاحب مشروع اختزل وجمع الذاتية اليمنية والقومية العربية ، وجمع على المستوى الوطني بين كل فرقاء العمل السياسي الوطني المحافظ واليسار الراديكالي ، من أصحاب الذاتية اليمنية ممثلة بعبد الله الحجري إلى الحزب الديمقراطي الثوري اليمني ذي الأيديولوجية الماركسية ،إلى الطلائع الوحدوية اليمنية ذي النهج الوطني القومي الناصري…فيما كان الأخ صالح الصماد تابعا لقائد حركة أنصار الله (عبد الملك بدر الدين الحوثي)؛ أي أن الصماد كان خاضعا ومسلما بولاية (السيد) ومشروع الإمامة المصطفاة ،فيما كان الحمدي اصطفاء وطنيا ويساريا عربيا وإنسانيا خالصا…
حين بدأت شخصية الأخ صالح الصماد تؤسس لكارزمية تخصها ، وتساوي بين خطر مشيخات الخليج ودورها الوظيفي ، سواء السعودية أو قطر أو الإمارات ، حينها كان قرار تصفيته ،فقد ظنوا أنهم يرمزون تافها وتابعا ، وأراد هو أن يكون رمزا وطنيا يمنيا ، بما يتجاوز الدور المنوط به ، أي أنه أراد من خلال خطابه أن يتحول إلى فعل ثوري ،وهم أرادوه مجرد ترميز بسقف سطحي وتابع ، في زمن ترميز التافهين !
ملاحظة:
محمد المنصور الأمين العام المساعد لحزب الحق، وهو من أدباء التسعينيات…
ومحمد عبد السلام منصور عضو مؤسس في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، وممن شاركوا في الدفاع عن الجمهورية في حصار السبعين يوما، فقد كان يومها ضابطا ،ودافع عن صنعاء هو والشهيد جار الله عمر في موقع مطار الجراف بصنعاء…
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.