العرض في الرئيسةتحليلات

لماذا حذر السفير الامريكي من تدمير “سقطرى”؟

يمنات

ما تشهده جزيرة سقطرى منذ وصول ” بن دغر ” رئيس حكومة هادي وعدد من وزراءه اليها ليس بالحدث العادي فهو اولا يعكس نوايا الامارات الاحتلالية للجزيرة كونها لاتشهد اي صراعات مسلحة او تخوف من اندلاعها هناك ليغطى توجه الامارات بقوة مسلحة اليها بغطاء مهمة ” التحالف السعودي ” في اليمن بل انها تتم ضد سلطة طرف ” الشرعية ” بشكل مباشر وفي وجه رئيس حكومتها كما تشهد سجالا عاليا شغل والعديد من وسائل الاعلان وهذا كله كان يفترض ان يولد مواقف تجاهه لم تصدر حتى الان.

السفير الامريكي السابق ” جيرالد فايرستين ” غرد اليوم في موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر ” محذرا من ان يؤدي الصراع في سقطرى الى تدميرها , وتغريدته تجعل العيون تفتح على الموقف الامريكي مما يدور في الجزيرة ولم يعلق عليه مسئول امريكي في اي مستوى , ووجه التركيز في هذه الاحداث على الموقف الامريكي هو ان سفير الولايات المتحدة الحالي كان له موقف فيما يتعلق بالصراع الذي تشهده المحافظات الجنوبية اعلنه من القاهرة قبل الاتفاق على عودة ” بن دغر ” الى عدن كان مساندا لها و ضد خصمها  المحلي – على الاقل – الحراك الجنوبي الانتقالي الذي قال عنه انه ليس من حق احد ان يدعي انه من يمثل الجنوب , وكان هذا التعليق الامريكي في توقيت حساس ذو علاقة بوضع سلطة طرف ” الشرعية ” في الجنوب بعد ان كان المبعوث الاممي ” غريفث ” قد اعلن عن اعتزامه زيارة عدن والمكلاء ولازالت حكومة ” بن دغر ” ممنوعة من تلك المحافظات وكان واضحا ان للولايات المتحدة دور في اقناع ” غريفث ” بعدم التوجه لعدن والمكلا و حكومة ” بن دغر ” لاتزال خارجها.

تغريدة السفير الامريكي السابق اليوم لا يمكن النظر اليها كموقف امريكي لا مباشر ولا غير مباشر كما ان موضوعها ليس ذو علاقة بالابعاد السياسية لما تشهده سقطرى وانما اعتنت بالجانب الحيوي للجزيرة و عبارة التدمير التي اوردها لا تعني تدمير الجزيرة عسكريا وانما تدمير الانظمة الحيوية الفريدة للجزيرة , لكن حديثه عن من سيتسبب في هذا التدمير هو ” الصراع الدولي ” يكشف جانب اخر يمكن من خلاله تفسير غياب الوقف الامريكي الرسمي تجاه مايدور في الجزيرة وطبيعة ما يدور فيها ابتداء , فهي بحسب تصريحه باتت محل صراع هيمنة دولي.

هذا الصراع الدولي على الجزيرة هو امر معروف ولكن تصريح السفير الامريكي السابق به يؤكد ان ما يتم حاليا من دفع الامارات بقوة عسكرية للجزيرة و التصعيد الكبير هناك والسيطرة على المطار والميناء هو عمل ذو علاقة بالسعي للهيمنة بشكل مباشر وليس داخلا فقط ضمن الصراع بينها وبين طرف ” الشرعية ” في محافظات الجنوب , و كان اكثر وضوحا عند القول في تغريدته ” حن بحاجة إلى اتخاذ موقف حازم في مواجهة أولئك الذين سيدمرون هذا النظام البيئي الفريد والهش للمصالح التجارية أو الأمنية ” , اي ان ما يخشاه على الجزيره سببه هو السعي للمصالح ” التجارية و الامنية”.

جزيرة مثل سقطرى تمتلك موقعا استراتيجيا غاية في الاهمية دوليا و تنوعها الحيوي و فرصها للاستثمار التجاري كلها تجعل وضعها في مقدمة اهتمامات الادارة الامريكية ولا يمكن تصور ان ما تقوم به الامارات تصرفات بعيدة عن الامريكيين , بل يمكن القول ان الولايات المتحدة تعتمد على الامارات للتمكين لها في هذه الجزيرة لاستعدار الامارات الاقدام على انتهاكات لاتريد الولايات المتحدة الاقدام عليها بشكل مباشر طالما هناك من يحقق لها النتيجة التي تريد وفي ذات الوقت يعفيها من الظهور في صورة الدولة المنتهكة بشكل سافر كما تفعله الامارات , كما ان استخدام الامارات للتمكين لها في سقطرى يخفف من لفت العيةن لما يراد للجزيرة ما يرفع احتمال مواجهة معارضة على خلفية الصراع العالمي المحتدم.

غياب الموقف الامريكي حتى الان هو امر طبيعي في ظل التنسيق مع الامارات كمخرج لطموحات الولايات المتحدة في الجزيرة , كما ان الدولتين كان لهما محاولات للاستحواذ عليها بصورة رسمية بطلب امريكي قديم بالسماح باقامة قاعدة عسكرية فيها رفض في حينه وكذلك طلب اماراتي باستئجار الجزيرة رفض  هو الاخر . و هو صمت من الارجح ان يستمر بالنظر للاهمية الفائقة للجزيرة و المطامع الكبيرة لها هي ايضا فيها ولان ما يتم يسير في طريق التمكين لها وليس الامارات فقط  وكل ما يتم هو تحت عينها.

المضدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى