أرشيف

الكونجرس يطالب باعتبار اليهود الفارين من الدول العربية لاجئين

اعتبر مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس)،في قرار صوت عليه بالإجماع اليوم،اليهود الذين خرجوا من الدول العربية خلال الأزمات ، بمثابة "لاجئين"،وطالب بإدراج قضيتهم ضمن أي اتفاق لتسوية مشكلة الشرق الأوسط،الأمر الذي رأى فيه مراقبون أنه ربما يفضي إلى مقايضة بالمال أو بالأشخاص لللاجئين الفلسطينيين.

وسرد القرار غير الملزم،الذي لم يصادق عليه مجلس الشيوخ بعد،تاريخ ماوصفه بـ"معاناة اليهود على مدى العقود" داعيا الولايات المتحدة إلى أن تأخذ في الحسبان قضية اللاجئين اليهود والمسيحيين عند استصدار أي قرارات دولية بشأن تسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

وتقدم بالقرار النائبان الديمقراطي جيرولد نادلر والجمهوري مايك فيرجسون ووضع 40 نائبا أسماءهم في قائمة الرعاة له.

وقال القرار ان الصراعات في الشرق الأوسط قد تسببت في تحول الملايين من الناس إلى لاجئين من كافة الأعراق والديانات والخلفيات القومية وأن اليهود عاشوا كأقلية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي لنحو 2500 عاما.

وزعم النواب في قرارهم الذي تم التصويت عليه صوتيا دون اعتراض أحد أن قضية اللاجئين الفلسطينيين حظيت باهتمام كبير من قبل دول العالم بينما لم يحظ اللاجئون اليهود الذين خرجوا من الدول العربية والإسلامية بنفس القدر من الاهتمام.

ودفعوا بأن السلام الشامل في الشرق الأوسط سيتطلب حسم جميع القضايا العالقة من خلال مفاوضات ثنائية ومتعددة الأطراف وزعموا أنه تم إجلاء مايقرب من 850 ألف يهودي من الدول العربية منذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

كما أشار النواب إلى إعراب الولايات المتحدة في العديد من المناسبات والوثائق عن قلقها بشأن سوء المعاملة وانتهاك الحقوق، والتهجير الإجباري، ومصادرة ممتلكات الأقليات عامة واليهود الذين أخرجوا من الدول العربية خاصة.

واستشهدوا بشكل خاص بمذكرة التفاهم التي وقعها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ووزير الخارجية الإسرائيلي موشي ديان في 4 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1977 والتي تنص على أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين اليهود ستبحث حسب القواعد التي يتم الاتفاق عليها. كما استشهدوا بتصريحات لكارتر في مؤتمر صحفي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام ذكر فيه أن هناك لاجئين يهودا لهم نفس حقوق اللاجئين الآخرين. وأيضا بتصريحات للرئيس السابق بيل كلينتون في يوليو/ تموز عام 2000 طالب فيها بإنشاء صندوق دولي للاجئين وأن يكون هناك صندوق للإسرائيليين الذين حولتهم الحرب إلى لاجئين.

وقال كلينتون في تلك التصريحات أن إسرائيل مليئة باليهود الذين عاشوا في دول عربية وجاءوا إلى إسرائيل بعد أن تحولوا إلى لاجئين في بلدانهم التي كانوا يعيشون فيها.

وزعم النواب في قرارهم أن تعريف "لاجيء" ينطبق على اليهود الذين "فروا من اضطهاد الأنظمة العربية". كما أشاروا إلى تصريح مفوض اللاجئين بالأمم المتحدة في 29 يناير/كانون الثاني عام 1957 الذي قال فيه أن اليهود الذين فروا من الدول العربية هم لاجؤون يندرجون تحت مظلة المفوضية العليا للاجئين.

وكشف النواب في قرارهم أن هناك حملة عالمية تجري حاليا في 40 دولة لتسجيل تاريخ وميراث اللاجئين اليهود في الدول العربية. وأكدوا أنه لايمكن التوصل إلى سلام شامل بين العرب وإسرائيل بدون التعامل مع قضية اجتثاث التجمعات اليهودية التي تعود لقرون في الشرق الوسط وشمال أفريقيا ودول الخليج، محذرين من أنه لن يكون من اللائق أن تعترف واشنطن بحقوق اللاجئين الفلسطينيين دون الاعتراف بحقوق مساوية للاجئين اليهود من الدول العربية.

ودعا القرار الرئيس الأمريكي إلى إصدار تعليماته لمندوبه في الأمم المتحدة وكافة ممثلي الولايات المتحدة في المحافل الدولية لكي يقرنوا أي إشارة إلى حقوق اللاجئين الفلسطينيين بإشارة مماثلة إلى حقوق اللاجئين اليهود من الدول العربية.

كما طالبوا بأن يوضح ممثلو الحكومة الأمريكية في كل مكان ضرورة الاعتراف بحقوق اليهود اللاجئين من الدول العربية في أي اتفاق للتسوية الشاملة في الشرق الوسط.

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها الكونجرس الأمريكي باعتبار اليهود الذين خرجوا من الدول العربية بمثابة لاجئين مما يمهد للمطالبة بتعويضات من الدول العربية أو تثبيط الدول العربية عن الإصرار على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.

واشنطن

زر الذهاب إلى الأعلى