أرشيف

«أصول الشغل» والتفكير السياسي في اليمن

عزيزي القارئ.. ممكن تهدأ شوية.. مساحة قراءة هذه الصفحة فقط .. صحيح أن الحياة في هذه البلاد تطلع الضغط والأسعار ومؤشر الطفح والفقر والنكد والخ نهاية عظمى، لكن حاول أن تكون ريلاكس برضه ففي هذه الصفحة ما يرفع الضغط أيضاً..

 

فتطرح المعارضة برنامجاً للإصلاح الشامل في البلاد وترى السلطة أن هذا البرنامج خيالي وشاطح وغير مناسب للحالة اليمنية..

وترد  المعارضة بأن السلطة لا تقبل بالاخر ولا تنصت لطرح جاء من خارجها.. فيما ترى السلطة أن مبادرتها التي تغيرت مرتين قبل الطرح للمناقشة هي الافضل..

كانت المبادرة الرئاسية ترى أن التحول الى النظام الرئاسي حل للمشكلة ويرى مراقبون أن هذا يعني وبشكل ما اعتراق السلطة من خلال هذه المبادرة  بعدم المسئولية خلال ما يقارب 30سنة سابقة وأن الجديد هو اللعب على طريقة "حريق حريقين نبدأ من جديد».. وبحسب ذات المراقبين فإنه ومن خلال تلك المبادرة يمكن استشفاف أن حرب 94 والتعديلات السابقة بمحطاتها واشكالها المختلفة لم تكن صحيحة كون المبادرة لم تأت الا لتصحيح الامور…. ومع أن في المبادرة ما يعني أن يلحق المؤتمر بالاصلاح خروجا من السلطة حيث كان التعديل الاول أخرج الاصلاح وممثله في مجلس الرئاسة والتعديل الثاني يعني ان الرئيس سيتحول لمواجهة الفساد داخل المؤتمر الذي اعترف مرارا ان الرئيس لا علاقة له بالفساد وان الفساد في المؤتمر وفي هذه الحالة يفقد المؤتمراهميته كحزب حاكم على افتراض أن النظام الان برلماني "ياسعم" ويمكن للرئيس تشكيل حكومة حتى من المعارضة طالما صار هو من يرأس الحكومة والبلاد.. لكن المعارضة على مايبدو شعرت بالاهانة من مسألة التحول الى النظام الرئاسي بعد هذه الفترة كون موافقتها لربما كما تشعر المعارضة تعني قبولها بأنها كانت ضحية استغفال خلال مساحة كل تلك السنين السابقة..

المبادرة العليا تغيرت الان.. يبدو أن السلطة لا تحتمل أن تشعر المعارضة بالاهانة وربما كان توزيع شعور ما على مساحة أوسع من الناس يجعل نصيب كل واحد في المدى الاقل حدة.

المبادرة الرئاسية الان ترى أن التشريع يفترض أن لايقتصر على البرلمان وحده بل على خليط من مجلسي النواب والشورى في مجلس كبير يسمى "مجلس الامة".. وتتحول آلية الانتخاب التشريعي كالتالي ..مجلس النواب من الشعب ومجلس الشورى من المجالس المحلية "قسم مضمون حالياً" كأن السلطة هنا حسبت التعديل بطريقة ترقيع الشوارع «بينما ياتي الحفار الثاني» مسألة اخراج خصوصية التشريع من البرلمان ربما يكون فيها بعض المشاركة بين السلطة والمواطن اذا نظر للأمر من زاوية تعتمد مستوى أداء البرلمان الحالي " بمعنى «حرام نطرح مسائل سيادية وتشريعية في يد برلمان ماهوش ركنة وفي هذه الحالة تكون السلطة أيضاً اعترفت بطفشها من برلمان مقلب لها فيه الغالبية المريحة وللفساد فيه قوة 246حصان حد وصف احد معلمي العلوم التطبيقية.

امسك بطنك

> هل يعتبر طرح المعارضة برنامج الإصلاح الشامل سابق لأوانه؟

حول هذا السؤال تتمحور إجابات عديدة ورؤى عجيبة لعل أكثرها طرافة وألماً رؤية قادمة من جهة خبير اقتصادي استطاع ربما وبكلمات بسيطة صياغة ما يمكن وصفه بنظرية التطور ذات الخصوصية اليمنية .

الخبير الاقتصادي المشار إليه بنى رؤيته أو نظرية الخصوصية اليمنية"إن جازت التسمية على أساس خبرة تراكمية لدى معلمي البناء الإنشائي "الوساطية" بالتسمية المحلية حيث يعتمد هؤلاء أسلوباً معيناً في وصف تشييد المنشأة فللمنشأة الجديدة المزمع إقامتها عند هؤلاء برنامج يختلف بشكل أو أكثر عن عملية تشييد مبنى أو منشأة على أنقاض منشأة أخرى سابقة خربة فا لأولى تحتاج مرحلة واحدة هي البناء كونها تتم على أرض معدة لإقامة البناء فيما الأخرى تحتاج إلى ثلاث مراحل أساس يطلقون عليها التالي "هدم السابق الخربرفع المخلفاتثم مرحلة إعادة البناء"..

وبالمقارنة مع الحالة اليمنية يتكشف لنا العجب العجاب وهو ما يجعلنا قبل أن نخوض في تطبيق هذه النظرية على الحالة اليمنية الطلب من الجميع التزام حداً أعلى من ضبط النفس وتبريد الأعصاب حيث أن الثوابت والبديهيات التي ترسخت في الأذهان طوال ما مضى لن تتمكن من الصمود كلياً بل هناك ما سيتغير بحدة ولعله الكثير مما نعتبرنا متصالحين معه تماماً

> كيف تغدو الإجابة على السؤال الأشهر؟

والسؤال هنا هو: من الأكثر وطنية وخدمة للوطن والمواطن في هذه المرحلة وفقاً للنظرية الجديدة!

المسلم به لدى الطرف الأول أنه هو الأكثر خدمة للوطن والمواطن من خلال "المنجزات العملاقة" التي يعجنها الخطاب ويخبزها الإعلام الرسمي والتي يرى الطرف الأخر أنها مجرد وهم يهدف التسكين لدى المواطن وعلى طريقة حين يبدي المواطنون استياءهم من سلطتك اتجه فوراً لاستعراض وضع أحجار الأساس وافتتاح المشاريع للمرة الـ"لا اذكر بالضبط"فهذا يعمل عمل البرمول المسكن لوجع الرأس ولو أن أصحابنا حولوها مهرة واعتبروا البارمول علاجا معجزة متجنبين الاعتراف بمقولة احدهم رأس يمرض ويخربط الدنيا عالج بعشرة.. مستحيل "المقولة قبل جرعتين من ألان" فقط للتذكير..ما علينا المهم أن الطرف الأول كيف مع الحاصل مع شعب ما يقولش آح فيما الطرف المعارض يرى أن الواجب هو أن نذهب بالوضع اليمني المهدلق إلى طبيب مختص ويتم تشخيص المرض بدقة ومن ثم وصف العلاج والبدء بتعاطيه فوراً فمن ياترى على حق بين الطرحين .. الطرح التقليدي ولا شك سيكون تعصب كل طرف لرؤيته وبالتالي استمرار الحال على ما هو عليه بلاد سارح مع الجن والسلطة والمعارضة جالسين يتشارعوا البرمول أخرج قال لا الفحص أخرج..وللخروج من هذه المعضلة تعالوا بنا نستخدم النظرية الو سطاوية في القياس لنرى كيف تكون النتائج..

تقترح المعارضة إنقاذ الوضع من خلال إجراء إصلاحات شاملة  على الأرضية الحاصل "أنقاض بيت خربوباعتماد النظرية المذكورة فإن الطرح المعارض والنخبوي يعد اعتسافاً غير مشروع ومغامرة غير محسوبة فكيف تبني طابقاً جديداً "وقيص" على بقايا مبنى خرب وكم تتوقع أن يكون عمره الافتراضي أنت اذاً تغامر بمقدرات الوطن في سبيل انجاز وهمي يوشك ان ينهار قبيل أن يكتمل ولذلك فطرحك يعد اعتسافاً لمشروع الدولة الحديثة وأقل استيعاباً للمتغيرات  المحلية وفق «النظرية»..

الحالة الثانية هي أن نسقط رؤية الطرف الأول"السلطة" ونحللها على أساس ذات النظرية.. وبحسب النظرية المشار إليها فإن المرحلة الآن مرحلة هدم ما تبقى من الخراب وهو ما تفعله السلطة بجدارة .. واعتماداً على معطيات وفرضيات هذه النظرية فإن من يدك أسرع وأبلغ أثراً هو أكثر وطنية من الأخر بطيئ الانجاز كون الأخير يؤخر من توقيت إقامة البناء الجديد"الوطن الجديد والدولة الحديثة وقياساً على مبدأ «الدك الشامل يسبق  الإصلاح الشامل» فإن الدك الذي تمارسه الكوادر الرسمية هو دك وطني يؤسس لمشروع بناء وطني وعليه فإن المعارضة تعد ضد المشروع في هذه المرحلة لأن البناء لايقوم على أرضية من الخرائب لذلك فهي كما يقول الإعلام الرسمي المؤمن بالنظرية المذكورة بقوة كما يبدو "حالمة وغير واقعية"..

وفيما ينتج حين الانطلاق من خلال ذات النظرية أن الجانب الحاكم يمارس العمل المناسب في الوقت المناسب الدك قبل الشروع في البناء فإن المعارضة تمارس العمل المناسب في المكان والزمان غير المناسبين حيث تمتلك مشروع بناء دولة لكنها يفترض أن تنتظر حتى ينتهي المقاول الأول من دك البناء السابق المشوه الخرب والمقاول الثاني من رفع المخلفات وتهيئة الأرض للبناء لتبدأ بعد ذلك مرحلة البناء في وقتها ومكانها المناسب..

العقل والمنطق وفقاً للنظرية السابقة يقولان للمعارضة : عليك التريث وإلا كان حماسك في غير صالح المشروع وبالبلدي «رجاء يا إخوة يا مستنيرين سيبو الأول يكمل لا تعيقوا الشغل أنتم مشروعكم بناء أيش جابكم  والسرع عاده هدم في هدم».. السلطة كما يبدو تستوعب هذه النظرية بطريقة متناغمة حد التنامي فهي لا يعجبها خطاب المعارضة "مينزليش من زور  ومعها حق مش وقت الكراض استنوا لما يجي دوركم ويكون "السرع " بناء ..

ووفق ذات النظرية يعتبر الخبير المشار إليه أن السلطة أخبر بتسريع الوصول إلى مرحلة تهيئة الأرض وبجدارة لا تقارن والدليل أنها تفرح بالمكسرين كشركاء في هذا العمل الوطني التمهيدي فيما تجد في المعارضة شوية مجانين لا يعلمون حقيقة أنه "ما ينفعش البناء فوق خرابة" وكأن لسان الحال يقول خلونا نقوم بعملنا علشان تقدروا تقوموا بعملكم على خير وجه.. وبعدين الحكاية هي شوية هذي المداميك القليلة الباقية "ويلي صبرت سنة زيدي شهير عمَّرك" ثم نذهب نحن للراحة وتأتون انتم لصب القواعد ورفع البناء وإذا خالف البناء التخطيط إحنا حاضرين نشيل المناقصة وندك أبوه عملكم هذا من جذوره هيا ما عاد تشتوا..

زر الذهاب إلى الأعلى