أرشيف

قتلت نفسها بسبب سخرية زوجها

في البدء لم تقبل به عندما تقدم للزواج منها، كانت ترى أنه غير مناسب لها وربما للزواج بشكل عام، فالكتاب يعرف من عنوانه كما يقال، والزواج مسئولية أولاً وأخيراً.

كان رأيها يقف وحيداً في دائرة الآراء من حولها، وكثيراً ما يرفض رأي الفتاة في الزواج في مجتمع يؤمن ذكوره بألا رأي للمرأة في مختلف القضايا.. تكاثرت الآراء عليها وتدخل الأهل والأقارب لإقناعها بأن مصير المرأة الزواج ولا خيار غيره.. وعندما كانت تتصدى لكل هذا الطرح وتقنعهم أن الزواج قسمة ونصيب ولن يصير إلا ما كتب الله, لكن هذا لم يقنعهم في النهاية فأصروا واستكبروا وألقوا عليها بالسؤال من هو الزوج الذي يجعلك ترفضين هذا؟ لتدخل بذلك مرحلة الضغط النفسي من قبل الوسط المحيط بها وتسيطر عليها الحيرة القاتلة .. فكرت كثيراً واستسلمت للواقع على مرارته وقسوته وكآبته، هذا الواقع الذي لا يعترف بقناعات الفتاة، ومع كل هذا وذاك قررت أن تقنع نفسها لعل وعسى يصلح أمره بعد الزواج وتنازلت عن بقية شروطها وزُفت عروساً بفرحة لا طعم لها ولا لون ولا ضياء ولا نور ..

مرت الأيام واكتشفت أن الأمور مثلما كانت تتوقع فكرهت الزواج ومن أجبرها عليه.. وبعد أشهر قليلة اشتد خلافها مع هذا الزوج فقررت أن تترك له المنزل وتعود إلى بيت أبيها، ومرت شهور أخرى وتوالت الضغوط عليها لإقناعها بالعودة دون قيد أو شرط وأفلحت الضغوط وأساليب الترهيب والترغيب بإعادتها منكسرة الخاطر، وبعودتها كان الفصل الأخير من حياتها قد بدأ وهو فصل لم يستمر سوى بضع ساعات من عودتها عندما وجدت زوجها يعيرها بالعودة ويسخر منها وكلما اقتربت منه ذهب عنها بعيداً وهنا اشتعلت نار الكراهية في قلبها ورأت كيف أن هذا الذي لم تقنع به زوجاً من قبل قد استهان بها وأمعن في إذلالها ولسان حالها يقول "رضينا بالهم والهم ما رضي بنا" وفكرت بكل الحلول فوجدت أبوابها مغلقة بما فيها بيت أبيها فانسلت دون أن يشعر بها أحد وأغلقت باب غرفتها ونصبت لنفسها محكمة هي الأسرع من نوعها حيث حكمت على نفسها بالموت شنقاً ولم تقبل استئناف الحكم وهي نفسها من قام بتنفيذ الحكم قبل الفجر بقليل وأغلقت ملف القضية التي بدأت بالزواج. 

زر الذهاب إلى الأعلى