أرشيف

لست مع الدعوة لفك الارتباط وإنما مع إعادة بناء الدولة على أساس فيدرالي بحيث تكون هناك خمسة إلى سبعة أقاليم

 أكد أن استعادة دولة الجنوب وهم وأن أصوات النشاز تقتل الحراك

حذر أنيس حسن يحيى عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني من أن يؤدي انسداد الأفق في المشهد السياسي بين السلطة المعارضة إلى تمديد قادم لمجلس النواب، مشيراً إلى أنه لا يراهن على جدية الحزب الحاكم في الحوار.

وقال إنه ليس مع القطيعة بين الحاكم والمعارضة كون القطيعة أساسها وهم لدى بعض قيادات اللقاء المشترك بأن الحوار مع الحزب الحاكم سوف يفضي إلى نتائج تخدم المصلحة الوطنية العليا والحقيقة أن الحزب الحاكم لا يفكر إلا في كيف يؤمن لنفسه أغلبية كاسحة في البرلمان ،مؤكداً انه مع مواصلة الحوار مع الحزب الحاكم.

وأضاف القيادي الاشتراكي أن على المشترك أن يذهب إلى الحوار بوعي كون الحوار واجباً وطنياً لا تحكمنا بصدده أية أوهام التي بسبب سيطرتها على اللقاء المشترك فشلت كل الحوارات الأمر الذي اضطر المشترك إلى الموافقة على تمديد مجلس النواب، مشدداً على أن يتم الحوار مع الحزب الحاكم بشفافية ويعرض ما يدور في مجالس الحوار على الرأي العام.

وفي حوار مع "أخبار عدن" دعا القيادي الاشتراكي أنيس السلطة إلى التعامل مع القضية الجنوبية بوصفها قضية عادلة، مبيناً أن السلطة لو أحسنت تعاملها مع هذه القضية لما برزت فيها أصوات غير عاقلة تدفع الوطن باستمرار نحو المجهول ، مؤكداً أن حزبه لا يدعو إلى الانفصال ولا إلى فك الارتباط وأن التاريخ أكد منذ آلاف السنين أن الهوية اليمنية واحدة قد تتفرع منها خصوصيات محلية لكنها لا ترقى إلى مستوى الهوية بل ترفد الهوية اليمنية وتعنيها.

وحذر أنيس حسن يحيى من أصوات غير عاقلة عند بعض رموز الحراك، معرباً عن خشيته على القضية الجنوبية والحراك من هذه الأصوات التي ستصيب الحراك في مقتل.

وأوضح أنه ليس مع الدعوة إلى فك الارتباط وإنما مع إعادة بناء الدولة على أساس فيدرالي بحيث تكون هناك خمسة إلى سبعة أقاليم، مشيراً إلى أن من ينادي بالعودة إلى دولة الجنوب العربي فقد سقطت هذه الفكرة من أدبيات الحركة الوطنية والحزب الاشتراكي اليمني منتصف العام 1955م الذي هو امتداد إيجابي لهذه الحركة وتطور نوعي لها في التوجه الفكري والسياسي الذي يحمله الحزب حيث أن الاشتراكي منذ وقت مبكر يؤمن بواحدية القضية اليمنية.

وقال عضو المكتب السياسي لاشتراكي إن الحزب من خلال تصريحات متعددة لبعض رموزه يرى أن هناك حاجة موضوعية لإعادة صياغة دولة الوحدة على أساس فيدرالي ، مشيراً إلى أن الفيدرالية هي الصيغة التي تقدمت بها صنعاء قبل توقيع اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م وللأسف إن الرفاق في قيادة الحزب الاشتراكي حينها لم يتفهموا أهمية القبول بهذه الصيغة فاندفعوا نحو اندماجية غير واقعية وأثبتت الحياة فشلها، مشيراً إلى أن الفيدرالية لا تمس الوحدة وإنما تدعمها وتقويها من خلال التأكيد على المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروات واحترام القوانين والدستور إذ كل الدول الفيدرالية في العالم ناجحة وتشهد حالة من التطور والنمو، مبدياً عجبه من أن يطرح مثقفون في الحزب الحاكم أن الفيدرالية تعني خطوة نحو الانفصال.

وحول رفع الاشتراكي لشعار "النضال السلمي طريقنا في سبيل القضية الجنوبية واستعادة كافة مؤسسات دولة الجنوب" وذلك في المؤتمر الفرعي للحزب في الدائرة "25" بمديرية المنصورة بمحافظة عدن أوضح أنيس حسن يحيى أن هذا الشعار امتداد للوهم المسيطر على بعض رموز الحراك والاشتراكي ورغم ما يعانيه من تعنت السلطة إلا أنه متمسك بالوحدة لكن ليس بصفتها الراهنة وإنما يدعو إلى إعادة بناء الدولة على أساس مختلف يؤكد على المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة وهذا يتفق مع مضمون الفيدرالية ، مردفاً: بالنسبة لمؤتمر فرع الإشتراكي بالمنصورة فأنا أعرف الرفيق صالح ناجي كمناضل وحزبي قديم،كما أني على يقين أنه ليس مع هذا الشعار.

وأشار إلى أن الاشتراكي لا يتحمل تبعات تبني مثل هذه الشعارات ولكن الحزب يتحمل مسؤولية أن ترك فراغاً في الجنوب فملأه آخرون وأنه كان يتمنى على قيادة الاشتراكي هي من تقود الحراك ، مستدركاً بالقول إن الاشتراكي أعطى الحراك بعداً وطنياً والمسألة قابلة لتداركها من قبل قيادة الحزب.

معتبراً الاعتقالات في أوساط الحراك ضريبة يدفعها المناضلون وثمن يجب أن يدفعوه.

وأضاف أنه وبغض النظر عن جدية الحزب الحاكم يجب ألا تسد أبواب الحوار وإن كان المناخ السياسي غير مهيئ كون الحراك سيستمر ويجري بصعدة أيضاً فهل يعني أن يدير المشترك ظهره للحوار.

وقال القيادي الاشتراكي إنه ضد الحرب في صعدة رغم قناعته بأن الحوثيين ليس لديهم مشروع وطني غير مستبعد أن يكون لإيران دور بحكم أجندتها الإقليمية ، موضحاً أن كل الأطراف الإقليمية والدولية لها مصلحة في أن يكون لها حضور فاعل في حياتنا السياسية وعلينا أن نمتلك قرارنا المستقل الذي لن يكون إلا بتوافق القوى السياسية.

وأوضح أن تنظيم القاعدة يحاول أن يستفيد من أي فراغ سياسي أو اضطرابات اجتماعية واقتصادية ليملئها، معرباً عن خوفه من أن تكون القاعدة قد نجحت في إيجاد جذور لها في اليمن ،واصفاً أن ذلك يعني الوصول إلى كارثة.

ودعا الحزب الحاكم إلى الابتعاد عن الأساليب العقيمة في التعامل مع المعارضة وأن يتعامل معها بصدق وجدية لمصلحة الوطن حتى نجنب البلاد الوصول إلى الصوملة أو العرقنة.

زر الذهاب إلى الأعلى