سأعود برغبتي

لم أكن أتصور أن الحال هنا بهذا القدر من السوء والدمامة ..لم أكن اعلم أن مؤسسة دولية اسمها اتحاد البرلمان الدولي ولجنة حقوق الإنسان بهذا القدر من الهشاشة والأداء الضعيف والتأثير المنعدم ..

لقد خذلوني هنا أكثر من ستة أشهر ..إنني مصدوم من هذا الوضع إلى حد بالغ ..

إن التجربة التي قضيتها هنا للأسف هي من كشفت لي هذه الحقيقة المرة لقد خذلتني اللجنة والبرلمان الدولي كما خذلت سلفي البرلماني عبد الحبيب سالم الذي مات في اليمن مقتولا ومقهورا ومغدورا به ولم تعد اللجنة والبرلمان يعرفان شيئا عنه ولا يتذكران حتى اسمه ..

اعترف الآن إنني كنت واهما إلى حد السذاجة ..اعترف إنني أسأت التقدير إلى حد بعيد ..أعترف إنني اكتشفت هنا أيضا إنهم يكذبون ..

لا بأس ..الآن سأعود برغبتي للوطن ربما محبطا ومنكسرا وبائسا من أن أجد ملاذا ينتصر لحقوقي كبرلماني أولا وناشط حقوقي ثانيا أراد أن ينتصر لحقوق الإنسان في اليمن فتم خذلانه بدم بارد ورتابة مميتة ..

لن أموت هنا ببطىء ولن استسلم أو ارتمي بأحضان السلطة بعد عودتي مهما كانت الكلفة باهظة ..سأظل أنتصر لحقوق الإنسان ..سأعود أكثر شجاعة وقوة ومستعداً لتقديم ثمن أكبر ..أياً كان الثمن ..

سأشرح لكم لاحقا إن بقى في العمر بقية رحلة المعاناة والضنك ..تجربتي المريرة والدامية ..لن أهاب الشماتة فالحقيقة أيضا يمكن أن تكون أشد نزفاً وأكثر مرارة .