أرشيف

الشعر اليمني يبحث عن بيت

دعا عدد من الشعراء والأدباء إلى التشاور من أجل تأسيس بيت للشعر اليمني يضم الشعراء في عموم اليمن ويمثل مختلف الأجيال والاتجاهات. وأعلن بيان موقع من 43 شخصية أدبية يمنية رفضهم وعدم اعترافهم بأي كيان يدَّعي تمثيل الشعراء اليمنيين تحت هذا الاسم، داعين إلى أن يكون البيت المزمع تأسيسه قائماً على أسس ديمقراطية بحيث يتم انتخاب مجلس أمنائه وإدارته من الأعضاء المؤسسين

وقال البيان: «وفي طريقنا للاجتماع التأسيسي الذي سنعلن عن موعده قريبا ندعو الهيئات الرسمية والأهلية محلية وعربية إلى عدم الاعتراف بأي كيان شخصي يدعي تمثيل الشعراء اليمنيين، بل نطالب بمحاسبة الهيئات الرسمية التي تمنح الدعم لهذه الكيانات التي تعمل على تمييع المناشط المطلوبة وتحويلها إلى بهرجة إعلامية».

الجدير ذكره أن الشاعر عبد السلام الكبسي يرأس كياناً أدبياً أسماه "بيت الشعر اليمني" كان أنشأه عام 2006م، يهدف إلى الارتقاء بمستوى القصيدة اليمنية المعاصرة نحو الاختلاف، وتنظيم لقاء الشعراء بالجمهور النوعي للمتلقين من خلال تنظيم الأمآسي والصباحيات الشعرية بصورة دائمة، حسب بيان التأسيس.

وكان بيت الشعر تعرض لانتقادات كثيرة خلال العامين الماضيين وصلت حد اتهامه بالعمل الجهوي والمناطقي، والاستخباراتي أيضاً، ومن ذلك ما قاله مبارك سالمين مؤخراً في مقال نشرته عدد من الصحف والمجلات الإليكترونية أنه -يقصد الشعراء- في عدن ومدن الجنوب والشرق الأخرى؛ يزدادون شعوراً بأن بيت الشعر اليمني هو بيت شعر جهوي بامتياز لا غرفة فيه لشرق البلاد أوجنوبها, حيث هو "بيت لايعرف من جهات الجغرافيا الطبيعية إلا جهة واحدة,  وتلك ممارسة  لفلسفة خاصة ورأي كان قد صدح به  الدكتور الكبسي  في أطروحته للدكتوراة, ويبدو أنه قد تبناه  في بيته الشعري, حيث قال بعد مقدمة طويلة في أن معظم ماكتب من الشعر اليمني في السبعينيات  قد صدمه  بضعفه وركاكته. وذلك في إشارة إلى ما ورد في أطروحة الدكتوراة للكبسي عن "سقوط كل منشورات دار الهمداني بعد طبعها مباشرة, بانصراف الناس منصتين لشعراء العمود الشعري, كعبد الله البردوني, وأحمد بن محمد الشامي, وعلى بن علي صبره, ومحمد الشرفي, ومحمد أحمد منصور" التي نشرت عام 2004م ضمن منشورات وزارة الثقافة, بمناسبة صنعاء عاصمة للثقافة العربية.

وقال مبارك سالمين: "نسي الكبسي  حتى أن يذكر شاعراً واحداً من شعراء الجهات الأخرى مثل محمد سعيد جرادة ولطفي جعفر أمان, والحامد, وإبن عبيد الله السقاف على سبيل المثال، وكأن الناس الذين يقطنون حول دار الهمداني هم رهن إشارته حتى في انصرافهم عن المنتج الشعري اليمني العربي الجنوبي الحديث".

وتابع سالمين مخاطباً الكبسي: "سينظرون فقط إلى جهة الشمال؛ فكيف يمكن أن يكون هذا البيت بيتاً للشعر اليمني إذا كان يُدار بهذه العقلية الجهوية يا دكتور؟!".

وفي نفس السياق يرى سعيد الجريري رئيس اتحاد أدباء محافظة حضرموت أن بيت الشعر الحالي واقع تحت الضغط الجهوي، معتبراً الضغط الجهوي في مثل هذا النموذج، متعالٍ على الثقافي ، ملحِقٌ إياه بالبيت بمعناه القبَلي ، منتجٌ فكرة بيوتية ذات مرجعية قبلية أو جهوية أو سواهما ، تعيد تمظهر الوعي الزائف ولكنْ القارّ في الذهنية غير الثقافية المهيمنة على تجليات المشهد العام.

وقال الجريري في مقال له نشرته "عناوين ثقافية": "على خلفية كتلك يتسق موقف صاحب البيت المعني ليغدو تحصيل حاصل إذ يؤكد في رسالته لنيل الدكتوراة "سقوط كل منشورات دار الهمداني بعد طبعها مباشرة, بانصراف الناس منصتين لشعراء العمود الشعري, كعبد الله البردوني, وأحمد بن محمد الشامي, وعلي بن علي صبرة, ومحمد الشرفي, ومحمد أحمد منصور …". وهو تأكيد متهافت زائع  باتجاه واحد، وتصعب استساغته في رسالة علمية، إلا على قياسه بالمثل الشعبي: "الطبل في الحوطة والشرح في سفيان"، أو على أنه تأكيد لعقلية جهوية صرف. وإنْ لا، فكيف يتسق القول – ولا أقول الاستنتاج – بسقوط كل منشورات دار الهمداني في عدن (!!) ، ثم يكون الانصراف عنها إلى شعراء العمود بعيداً عن فضاء عدن (!!) ، فليس بين الشعراء الذين ذكرهم شاعرٌ على مقربة من تلك الدار ؟!..ألا يعني ذلك إسقاطاً جهوياً للشعر؟! .. ثمة خلل منطقي بيّن ، فضلاً عن أن القول بسقوط كل المنشورات تجديف واهن ، يستقوي بتلفيق غائم ، ونرجسية جهوية إنْ جاز الوصف.

وحتى الآن لم يصدر أي رد أو تعليق من بيت الشعر أو عبد السلام الكبسي على كل ذلك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى