أرشيف

اليمن خالية رسميا من شلل الأطفال مع استمرار خطر العدوى من السودان

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليمن بلدا خاليا من شلل الأطفال في أعقاب ما وصفته بالجهود الموفقة المبذولة خلال السنوات الثلاث الماضية لاستئصال الفيروس والقضاء عليه.

وقد سبق اعتماد اليمن خالية من الشلل لأول مرة في شهر فبراير 2005 بعد مرور فترة أمان استغرقت أكثر من ثلاث سنوات غير أن الفيروس عاد لينتشر في البلد مرة ثانية بعد أن أصيب أحد الحجاج العائدين من السعودية بعدوى الفيروس من حاج آخر من أصل نيجيري. وقد نتج عن ذلك انتشار عدوى الفيروس من جديد وإصابة 473 شخصا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ولكن منذ 2006، لم يتم التبليغ عن أية إصابة جديدة بالفيروس.

وفي هذا السياق، قال محمد أسامة ميري، مستشار فني للبرنامج الموسع للتحصين بمنظمة الصحة العالمية، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 16 مايو/أيار: "يمكننا القول الآن أن اليمن أصبحت خالية من شلل الأطفال خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وقد استغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات تم خلالها تنظيم العديد من الحملات الخاصة بمكافحة شلل الأطفال والقضاء عليه".

وأوضح ميري أن منظمة الصحة العالمية أجرت عملية تحقق من صحة اندثار الفيروس عبر إرسال استشاريين لرصد حملات مكافحة شلل الأطفال خلال السنوات الثلاث الماضية، قبل أن تعلن خلو اليمن من المرض. وأضاف: "لدينا أيضا نظام المراقبة الذي أنشأته وزارة الصحة بالتعاون معنا. وهو نظام حساس بما يكفي للكشف عن أي فيروس للشلل والتعرف على أية حالة من حالات الإصابة به".

وأشار ميري إلى أن وزارة الصحة ترسل أسبوعيا عينات من حالات مشتبه بإصابتها بشلل الأطفال لمكتب منظمة الصحة العالمية في صنعاء التي تقوم بدورها بإرسال العينات إلى المختبر الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة. كما قامت منظمة الصحة العالمية بمراقبة دقيقة لسير التطعيم الروتيني ضد شلل الأطفال. وأفاد ميري أن نسبة الاستفادة من التطعيم بلغت 87 بالمائة، وهي نسبة مهمة.

ووفقا لمري، تمثل آخر إجراء تم اتخاذه قبل إعلان اليمن خالية من شلل الأطفال في فحص نسبة التلوث بالمختبرات. حيث عينت وزارة الصحة فريقا كبيرا قام بزيارة كل المختبرات الطبية في البلاد وأصدر الاستبيانات حول عينات البراز بهدف الكشف عن حالات الإصابة بشلل الأطفال.

وأضاف مري: "مرة أخرى، قمنا في منظمة الصحة العالمية، باعتبارنا هيئة مستقلة، بإرسال فريقا للتحقق من المعلومات لتي تلقيناها من وزارة الصحة والإطلاع على الاستبيانات. كما قمنا باستقدام خبير استشاري دولي لتقييم الوضع على الأرض".

أفاد عيسى محمد، رئيس البرنامج الوطني للتحصين بوزارة الصحة، أنه بالرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية، ستسمر الحملات الوطنية لمكافحة شلل الأطفال بغية منع أي دخول محتمل للفيروس من البلدان الإفريقية المجاورة،. وقد أوضح محمد أن حملات مكافحة شلل الأطفال سوف تجرى من وقت لآخر "كتدابير تكميلية". كما قال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن حملة جديدة لمكافحة شلل الأطفال تستهدف 4,181,729 طفلا دون سن الخامسة قد بدأت في 17 مايو/ أيار في جميع أنحاء اليمن.

وأوضح أن أحد أهداف الحملة الحالية يتمثل في ضمان الوقاية من الفيروس الذي تقول منظمة الصحة العالمية بأنه موجود حاليا في السودان. كما أفاد أن 38,487 عاملا صحيا ومتطوعا يشاركون حاليا في حملة مكافحة تتنقل من بيت لبيت بتمويل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) والحكومة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لا زالت هناك أربع دول في العالم يعتبر شلل الأطفال مستوطنا فيها وهي أفغانستان والهند ونيجيريا وباكستان.

زر الذهاب إلى الأعلى