أرشيف

الدكتور مسدوس ل ” التغيير ” : مستقبل اليمن بيد السلطة .. الاشتراكي ليس له مستقبل إلا بالانضمام للحراك.. ولا يوجد انفصال، لأنه لا توجد وحدة

يتحدث الدكتور محمد حيدرة مسدوس ، نائب رئيس الوزراء السابق واحد ابرز القيادات الاشتراكية اليمنية التي نادت مبكرا بـ " إصلاح مسار الوحدة اليمنية " في هذا الحوار ، عن نقاط محددة بشأن التطورات الأخيرة في البلاد وخصوصا في الجنوب .. فماذا يقول بشأن عودة البيض وعن تواصله مع الرئيس صالح وبشأن " الحراك " .. إلى نص المقابلة :– كنتم بالأمس كأصوات محدودة أنت ورفيقك حسن باعوم، تطالبون بإصلاح مسار الوحدة .. هل كنتم تستشعرون خطورة الوضع مبكراً ولماذا برأيكم وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم ؟* من يفكر بتفكير موضوعي وينطلق من ثنائية اليمن ويسلم بان اليمن لم يكن يمنا واحداً وإنما كان يمنان بدولتين وهويتين هما : اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ، كما كان في الواقع ، وكما هو معروف لدى المنظمات الدولية ، سيدرك منذ البداية بان الأمور ستصل بشكل حتمي إلى ما هي عليه الآن ، لأن الحرب ألغت الوحدة في الواقع وفي النفوس وأسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه وخلقت واقعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه . أما من يفكر بتفكير ذاتي وينطلق من واحدية اليمن الجنوبية واليمن الشمالية ، ومن واحدية هويتيهما وثورتيهما ، ومن واحدية تاريخيهما السياسيين .. الخ ، ويظل يلوك هذه الواحدية خلافا للواقع الموضوعي الملموس ، فانه لن يرى ذلك حتى يقع الفأس في الرأس . وهذا هو ما حصل بالفعل، لان الوحدة ليست وحدة الواحد، وإنما هي وحدة الاثنين. وبالتالي فان إزالة هذه الواحدية يساوي الحل ، لان هذه الواحدية في حد ذاتها هي بالضرورة نافية للوحدة . كما أن من يعتقد بان الوحدة موجودة في ظل الإصرار على هذه الواحدية وفي ظل نهب الأرض والثروة وحرمان أهلها منها ، وفي ظل طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو بلا عقل . صحيح أن اسم الوحدة مازال موجوداً ، ولكن الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فعلى سبيل المثال اسم والدي – رحمه الله – موجود، فهل يعني ذلك انه موجوداً ؟؟؟– بالأمس كانت المطالب محدودة ومحصورة ولكن اليوم ارتفع سقف المطالب.. فهل سقف المطالب كان موجودا في السابق أم أن هناك ثمة ظروفاً جعلته كما هو حالياً ؟* من البديهي انه كلما كابرت صنعاء ورفضت الاعتراف بالقضية الجنوبية كلما يأس الشعب في الجنوب من الحل في إطار الوحدة، وكلما يأس من الحل في إطار الوحدة كلما صمم على الحل خارج إطارها. ولذلك فان السقف يتحكم فيه موقف صنعاء من القضية.– الناس يتساءلون : لماذا خفت ثم ضاع صوت مسدوس وقد كان الأول في الجهر بالمطالب ؟* عندي ظروف صحية لا تسمح لي بذلك ، ثم أن القضية خرجت الآن إلى يد الشعب ، وهي رسالة إلى العالم بان صنعاء في صراع مع شعب وليست في صراع مع قوى سياسية معينة ، والشعب سيخلق من بين صفوفه قيادات شابة لديها طاقة النضال وخالية من مشاكل الماضي وغير ملزمة بشيء وصالحة للإجماع الوطني ، ونحن إلى جانبهم .– هل لديكم اتصالات معينة بالأخ رئيس الجمهورية بشأن الأوضاع في الجنوب ؟* ليست لدينا اتصالات مع أي مسؤول في السلطة غير علاقتنا الجنوبية مع الجنوبيين .– هل يعتبر الدكتور مسدوس احد قيادات " الحراك الجنوبي " ؟* نحن مع الحراك ونسعى إلى توحيد أطرافه وخلق قيادات سياسية شابه من بين صفوفه، ونحن إلى جانبهم كما قلت سابقاً.– ماذا عن علاقتكم بالحزب الاشتراكي كقيادي أولاً.. وثانيا ما هي قراءتكم لمواقفه إزاء القضايا الوطنية بشكل عام " وقضية الجنوب " بصورة خاصة ؟* الحزب منذ بداية تكوينه تشكل على أساس انه غاية في حد ذاته ، ولم يدرك مشكلوه وقياداته المتلاحقة بأنه وسيلة . فبدلا من استخدام الحزب كوسيلة نضالية لخدمة القضية الجنوبية بعد الحرب ، تم استخدامه لصالح ذاته ، وهذا ما ادخله في علاقة نفي النفي مع القضية الجنوبية ، وجعل الجنوبيين في الحزب أمام خيارين لا ثالث لهما ، وهما : أن يخسروا الحزب أو يخسروا الوطن . وبعد حيرتهم التي دامت أكثر من عشر سنوات اختاروا الوطن وخسروا الحزب . فلو كان الحزب قد تبنى القضية الجنوبية بعد الحرب وكرس نضاله لخدمتها لكان ظهر الحراك الوطني الجنوبي تحت قيادته، ولا يمكن بالضرورة أن يبحث عن قيادة غيره.– كيف تنظرون إلى مستقبل الحزب ؟* على أساس ما سبق ليس له مستقبل إلا إذا انضم رسميا إلى الحراك الوطني الجنوبي أو عاد إلى فرعين كما كان سابقاً ، ومن لم يصدق ذلك عليه أن يحفظ هذه المقابلة للتاريخ حتى يؤكدها وينصفني أو يدحضها ويدينني بها .– هل تعتقدون أن الجواب ربما سينجح في الانفصال وهل مستقبل اليمن مرهون بحروب أهلية أو ربما بتقسيم إلى دول ؟* من الناحية الموضوعية والمنطقية ليس هناك انفصال، لأنها لا توجد وحدة أصلاً حتى يكون هناك انفصال. ثم أن كلمة الانفصال تتضمن الاعتراف الضمني بوجود الوحدة وتقدم شهادة زور لصنعاء بأنها تدافع عن الوحدة، بينما هي تدافع عن نهب الأرض والثروة في الجنوب وحرما أهلها منها باسم الوحدة. أما مستقبل اليمن ككل فهو بيد السلطة ويمكنها أن تخرجه إلى بر الأمان عبر الاعتراف بالقضية الجنوبية والقبول بالحوار من اجل حلها أو أن تقوده إلى المزيد من المآسي برفضها.– هل تعتبرون كلام الرئيس صالح من حرب من " بيت إلى بيت ومن طاقة إلى طاقة " حقيقة أم مجرد تخويف لـ " الحراك " ؟* هذا كلام عليه وليس له سواء كان حقيقة أم تخويف . أما الحراك فلن يخسر إلا قيوده . فالرئيس بيده السلطة والمال ويستطيع أن يجنب البلد هذه الكارثة أو أن يقودها إليها . وكان عليه أن يشكل لجان للتأكد من وجود الوحدة في الواقع وفي النفوس قبل أن يشكل لجان للدفاع عنها وهي أصلاً غير موجودة.– ماذا تقرأون في المواقف الخليجية المعلنة والمناهضة للمساس بالوحدة اليمنية .. وهل هي إستراتيجية أم تكتيكية ، خاصة في ظل أن البعض يطرح أن لولا أي دعم خليجي لما قام الحراك أصلاً ؟* حسب علمي أن البيان الصادر عن دول الخليج لم يذكر اليمن، وان ما تقوله وسائل إعلام السلطة غير صحيح. وحتى لو كان ذلك صحيحاً ، فانه يعني بان دول الخليج وحتى بقية دول العالم الأخرى ليست مع الضم والإلحاق ، وإنما هي مع الوحدة التي تؤمن مصالح الطرفين لتحقيق الاستقرار .– ما هو تعليقكم على خروج البيض بعد هذه الفترة وإزاء مواقف الآخرين.؟* اعتقد أن خروج البيض من سلطنة عمان وبيانه الأخير  ومقابلته الأخيرة ومقابلة رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس في قناة " الحرة " ، قد حسمت هذا الموضوع ولم تبق أية ضبابية بعد ذلك . 

زر الذهاب إلى الأعلى