أرشيف

علي ناصر الانفصاليون الحقيقيون هم أولئك الذين يكرسون هذا الواقع المأزوم بممارساتهم الهمجية وليسوا أصحاب الحقوق المشروعة  

دعا الرئيس اليمني الأسبق، علي ناصر محمد، السلطة إلى التعاطي مع الحراك الجنوبي بصفته السلمية 

وعدم اللجوء إلى العنف الذي قال بأنه لا يولد إلا العنف  وإلى إطلاق سراح المعتقلين فوراً ودون شروط، والكف عن ملاحقة الناشطين وحبس الصحفيين ومحاكمتهم ، داعياً في السياق ذاته إلى الإفراج الفوري عن صحيفتي الأيام والطريق والكف عن مصادرة صحف أخرى والاحتكام إلى كلمة سواء "من خلال لغة الحوار ومنطق العدل الذي يقول بأن الوطن ملك لجميع أبنائه .

وطالب ناصر من أسماهم "المسئولين عن تهيئة مناخات التوتر" بأن يدركوا أن الانفصاليين الحقيقيين هم أولئك الذين يكرسون هذا الواقع المأزوم بممارساتهم الهمجية وليسوا أصحاب الحقوق المشروعة.

وأكد الرئيس اليمني الأسبق بأن أي حوار أو دعوة إلى حوار غير مقبولة دون القيام بهذه الإجراءات العاجلة وغيرها من الإجراءات التي تؤيد صدق الدعوة إلى الحوار وتضع الداعين إليه أمام اختبار حقيقي.

وفيما وصف ناصر لأوضاع في اليمن بـ" المؤسفة"، قال بأن من بيده الحل والعقد لا يريد أن يسمع ولا يشرك القوى الوطنية في صناعة الحلول فضلا عن صناعة القرار ولا يريد للثعابين أن تدخل إلى جحورها لينتهي هذا الرقص الطويل والممل. معتبرا تلك الأوضاع والتعامل اللامسئول معها يتجه بالبلد نحو مصير مجهول.

وأضاف " والمؤسف أكثر هو أن نشهد أوضاعاً حذرنا منها مراراً ومنذ وقت مبكر، وكان البعض يعتقد بأننا نبالغ أو نكايد، فيما القضايا الوطنية لا مجال فيها للمبالغة والمكايدة"، مشيراً إلى عوامل عدة قال بأنها أوصلت البلاد إلى هذه الحال وفي مقدمها حرب 94م وآثارها.

وعن الدعوة إلى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية "علي عبد الله صالح"، اعتبر ناصر "إطلاق الدعوة للحوار أمر مهم، ولكن الأهم هو أن يتحول إلى واقع ملموس؟!".

وقال "الأنباء الواردة والتي تطالعنا بها وسائل الإعلام مخيبة للآمال، وهناك قوى غير مسئولة تراهن على الوقت على حساب حاضر ومستقبل الوطن لا زالت ترفض الإجماع الوطني على ضرورة إشراك الحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضة في الخارج في أي حوار وطني".

وأكد بأن الخطر محدق باليمن برمته وليس فقط بوحدته، "فالمحافظات الجنوبية والشرقية في غليان متصاعد وهذا الغليان يواجه من قبل السلطة بالعنف وعسكرة الحياة وتكميم الأفواه وتوقيف الصحف والتعدي على ما تبقى من اتفاقية الوحدة المتمثل بما يسمى الهامش الديمقراطي، وفي صعدة تقرع طبول الحرب السادسة وهناك حراك في تهامة ، وآخر يعتمل في المناطق الوسطى وكل هذه الأوضاع كافية للشعور بالخطر ودق ناقوسه وتحمل المسؤولية التاريخية" – حد تعبيره.

وأكد الرئيس اليمني الأسبق بأن عدالة القضايا الوطنية وحتميتها هي من يجب التعويل عليها اليوم للخروج من هذا المأزق التاريخي الصعب، ومن غير المجدي الإجماع على شخصية بعينها للقيام بذلك.

وعن مدى ملائمة الفيدرالية للأوضاع في اليمن، قال ناصر "الفيدرالية بكافة نظرياتها مشاريع تطرح على طاولة الحوار التي تضم كافة القوى وكافة القضايا وفي مقدمها القضية الجنوبية التي تحظى بإجماع وطني غير مسبوق.

وعن الشراكة الوطنية التي ينادي بها، قال "هي تلك التي يتم التوافق عليها وتطمئن جميع المواطنين بأنهم سواسية أمام العدالة.. شركاء في الأرض والثروة والحقوق والواجبات، وأنهم متساوون في المواطنة ويحتكمون إلى قوة القانون لا قانون القوة".

وقال بأن الحراك الجنوبي قام على مبدأ يُعد من أسمى المباديء السلمية وهو مبدأ التصالح والتسامح، وكان منذ انطلاقته سلمي بامتياز، منوهاً إلى أن الحراك الجنوبي شب عن الطوق وباتت له أطره التنظيمية القادرة على إدارته انطلاقاً من مبادئه السلمية حتى عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي.

يمنات تنشر نص مقابلة الرئيس عاي ناصر ممد مع صحيفة (المنابر)

*لا يخفى على سيادتكم الوضع في الوطن الحبيب " اليمن " ومعروف عنكم بأنكم مهتمون ومتابعون لذلك كيف ترونه من منظوركم وإلى أين تتجه الأوضاع؟

لا شك بأن الأوضاع في اليمن مؤسفة والمؤسف أكثر هو أن نشهد أوضاعاً حذرنا منها مراراً ومنذ وقت مبكر ، وكان البعض يعتقد بأننا نبالغ أو نكايد، فيما القضايا الوطنية لا مجال فيها للمبالغة والمكايدة ، وبتقديرنا أن عوامل تظافرت أوصلت البلاد إلى هذه الحال والكل بات يعرفها وفي مقدمها حرب 94م وآثارها إلا أن كل العوامل المتظافرة تدور حول محور واحد هو أن من بيده الحل والعقد لا يريد أن يسمع ولا يشرك القوى الوطنية في صناعة الحلول فضلا عن صناعة القرار ولا يريد للثعابين أن تدخل إلى جحورها لينتهي هذا الرقص الطويل والممل. ولاشك -والحال هذه- أن البلد متجه نحو مصير مجهول.

*ما مدى علاقتكم بفخامة الرئيس على عبد الله صالح في الوقت الراهن وهل من تواصل فيما بينكم؟

إذا كنت تقصد العلاقة الشخصية فهي على حالها ، والعلاقات الحقيقية والفاعلة هي تلك التي تؤثر إيجاباً في حلحلة الأزمات ومعالجة قضايا الوطن والمواطنين ، وقد حرصت على توجيه رسائل متعددة لرئيس الجمهورية مع كل تطور كان يحصل على الساحة حرصاً على حاضر ومستقبل البلاد والعباد.

* فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وجه دعوة إلى الحوار الوطني من أجل الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد هل لك من تعليق على هذه الدعوة؟

-إطلاق الدعوة للحوار أمر مهم ولكن الأهم هو أن يتحول إلى واقع ملموس ، وهناك أحزاب وقوى سياسية واجتماعية وثقافية تتابع هذه المسألة عن كثب ، وحتى الآن الأنباء الواردة والتي تطالعنا بها وسائل الإعلام مخيبة للآمال ، كما أن هناك إجماع لدى الكثير من هذه القوى بضرورة إشراك الحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضة في الخارج في أي حوار وطني إلا أن هذا الإجماع لا يزال يصطدم بقوى غير مسئولة تراهن على الوقت على حساب حاضر ومستقبل الوطن. وستجد أن قياديين في الحزب الحاكم يقولون بهذه الفكرة كالأستاذ عبد السلام العنسي على سبيل المثال.

*هل ترون أن الخطر مُحدق بوحدة اليمن؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأمور برأيكم؟

-الخطر محدق باليمن برمته وليس فقط بوحدته المحافظات الجنوبية والشرقية في غليان متصاعد وهذا الغليان يواجه من قبل السلطة بالعنف وعسكرة الحياة وتكميم الأفواه وتوقيف الصحف والتعدي على ما تبقى من اتفاقية الوحدة المتمثل بما يسمى الهامش الديمقراطي ، وفي صعدة تقرع طبول الحرب السادسة وهناك حراك في تهامة ، وآخر يعتمل في المناطق الوسطى وكل هذه الأوضاع كافية للشعور بالخطر ودق ناقوسه وتحمل المسؤولية التاريخية.

*علمت " المنابر " من مصادر أن هناك إجماع على شخصكم الكريم من قبل المعارضة الجنوبية كما أنه معروف لدى الجميع مدى الاحترام والتقدير المتبادل بينكم وشخصيات قيادية في (اللقاء المشترك).. إلى أي مدى سيكون هذا مؤثراً إيجابياً في أي حوار وطني قد يقوم؟

-لم يعد الإجماع على شخصية بعينها أمراً مجدياً في ظل الظروف الراهنة كما أن الكفاءات الوطنية المخلصة والمؤهلة كثيرة ، فلذا يجب التعويل اليوم على عدالة القضايا الوطنية وحتميتها وعلى ضرورة الخروج من هذا المأزق التاريخي الصعب.

*" علي ناصر محمد " دائماً ينادي بالشراكة بدولة النظام والقانون.. ما هي الشراكة التي ينادي بها؟

-الشراكة التي نادينا وننادي بها هي تلك التي يتم التوافق عليها وتطمئن جميع المواطنين بأنهم سواسية أمام العدالة.. شركاء في الأرض والثروة والحقوق والواجبات ، وأنهم متساوون في المواطنة ويحتكمون إلى قوة القانون لا قانون القوة .

* ما رأيك بـ (الفدرالية) وهل تصلح لليمن؟

-أعتقد بأن هذه المسألة رهن الحوار الوطني الشامل ، والفيدرالية بكافة نظرياتها مشاريع تطرح على طاولة الحوار التي تضم كافة القوى وكافة القضايا وفي مقدمها القضية الجنوبية التي تحظى بإجماع وطني غير مسبوق .

* الحراك الجنوبي هل يسير في المسار الصحيح من وجهة نظركم.. وهل تؤيدون مساره السلمي؟

-الحراك الجنوبي منذ انطلاقته هو سلمي بامتياز ، بل إنه قام على مبدأ يُعد من أسمى المباديء السلمية وهو مبدأ التصالح والتسامح ، فهل هناك تصالح وتسامح غير سلمي ،أما عن مساره فنحن نعتقد بأن الحراك الجنوبي شب عن الطوق وباتت له أطره التنظيمية القادرة على إدارته انطلاقاً من مبادئه السلمية حتى عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي.

*كلمة تود أن تقولها وتوجهها عبر " المنابر "..

-ندعو السلطة إلى التعاطي مع الحراك الجنوبي بصفته السلمية وعدم اللجوء إلى العنف الذي لا يولد إلا العنف ، وعلى المسئولين عن تهيئة مناخات التوتر أن يدركوا أن الانفصاليين الحقيقيين هم أولئك الذين يكرسون هذا الواقع المأزوم بممارساتهم الهمجية وليسوا أصحاب الحقوق المشروعة، وننتهز هذه المناسبة للدعوة إلى إطلاق سراح المعتقلين فوراً ودون شروط والكف عن ملاحقة الناشطين وحبس الصحفيين ومحاكمتهم كما ندعو إلى الإفراج الفوري عن صحيفتي الأيام والطريق والكف عن مصادرة صحف أخرى والاحتكام إلى كلمة سواء من خلال لغة الحوار ومنطق العدل الذي يقول بأن الوطن ملك لجميع أبنائه. ونؤكد أن أي حوار أو دعوة إلى حوار غير مقبولة دون القيام بهذه الإجراءات العاجلة وغيرها من الإجراءات التي تؤيد صدق الدعوة إلى الحوار وتضع الداعين إليه أمام اختبار حقيقي.

زر الذهاب إلى الأعلى