أرشيف

تيار المستقبل الكوردي يدعو الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلى تشديد النضال لإيقاف سياسة النظام التي تستهدف الكوردي

دعا البيان الصادر عن الاجتماع الاعتيادي لمكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا «كافة الفصائل والأحزاب الكوردية وقوى المجتمع المدني وكذلك منظمات حقوق الإنسان ورفاق وأصدقاء تيار المستقبل الكوردي في سوريا إلى تشديد النضال في الداخل والخارج والضغط على النظام  الاستبدادي لإيقاف السياسة الظالمة التي تستهدف الكوردي في صميم إنسانيته بعيداً عن منطق العصر وحق الشعوب في تقرير مصيرها المصانة بالإعلان العالمي وشرعة الأمم المتحدة».                                            

نص البيان

بيان صادر عن الاجتماع الاعتيادي لمكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا

شهد العالم في الفترة القريبة الماضية حدثين مهمين : الأول تمثل بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة  وما رافقه من قتل ودمار واستعمال للفوسفور الأبيض المحرم دولياً رداً على صواريخ حماس باتجاه الداخل الإسرائيلي الأمر الذي ترتب عنه تنفيذ عدة أهداف :

1-  إضعاف حماس عسكرياً والحد من هيمنتها على قطاع غزة بما يعيد الاعتبار للسلطة الفلسطينية  وإدارتها للمعابر وخاصة رفح وفق اتفاقية 2005 .

2-  ضرب مرتكزات إيران الإقليمية خاصة بعد تقليم أظافرها في لبنان (حرب تموز 2006) وفشل حزب الله في حماية الجنوب .

3-  كشف عورة قوى (الممانعة) وبطلان زيف شعاراتها في مواجهة (العدو) الإسرائيلي وترك حماس ومن قبلها حزب الله ، وحيدين في مواجهة القتل والدمار .

4-     فشل النظام السوري وإيران والتيارات الجهادية القيام بأي عمل من شأنه تخفيف الضغط على (المقاومة ) .

5-  سقوط الادعاءات الإيرانية والسورية في دعم حماس ورفضها باب التطوع للجهاد من خلال تصريحات خامنئي وإغلاق حدود الجولان السورية .

6-  سيطرة موقف الاعتدال العربي بقيادة مصر والسعودية من خلال تقديم الدعم المادي والمساهمة الفعالة في استصدار القرار 1860 من مجلس الأمن الدوالي بالاستناد إلى مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك وفتح معبر رفح للجرحى والمساعدات الإنسانية واستقبال الجرحى الفلسطينين في مشافي مصر والسعودية وتقديم الملك عبد لله مليار دولار لاعمار غزة .

 وإننا نرى بأنه ستحصل متغيرات سياسية واقتصادية وعسكرية وديمغرافية في المنطقة وسوف تلقي بظلالها على الكثير من المفاهيم والأفكار التي ستولد بدورها شعوراً متنامياً بفشل التيارات الجهادية والعنفية في مقاومة المحتل.

  أما الحدث الثاني فتجسد في تنصيب الرئيس الأمريكي الأسود باراك حسين اوباما ذو الأصول الإفريقية في 20-1-2009 رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وما رافقه من تنفيذ لوعوده الانتخابية خاصة توقيعه على مرسوم بإغلاق معتقل غوانتانامو خلال عام ومنع تعذيب الموقوفين لدى أجهزة الاستخبارات بالإضافة إلى سحب القوات الأمريكية من العراق تدريجيا ، وتعيين مبعوثين لكل من الشرق الأوسط وأفغانستان وإيران الأمر الذي يؤكد جدية الرئيس في متابعة هذه الملفات الساخنة والمضطربة  ، على حين لا يزال النظام السوري يتبجح بشعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة (الوهمية )ودعم قوى التطرف والإرهاب في العراق وفلسطين  ومحاولاته الفاشلة في شق وحدة الصف العربي وإحياء جبهة الصمود والتصدي  بغية خلط الأوراق وزرع الفوضى مواصلاً هجومه على قادة مصر والسعودية لإيجاد دور له في الترتيبات المرتقبة للمنطقة كلاعب رئيسي  كل هذا يحدث والشعب السوري يئن تحت وطأة الجوع والفقر والمرض وهدر الحريات واستباحة كرامته وحقوقه من قبل فئة متحكمة لا تمت إلى الوطن وهمومه مستفيدة من استئثارها بالحكم وامتلاكها لوسائل القمع والإكراه من خلال سلطة مستبدة غاشمة اغتالت الدولة وغيبت المجتمع العمومي بكامله وصادرت الحريات ونكلت بالمعارضين الديمقراطيين وزجت بهم في سجون ومعتقلات تفتقد إلى ابسط الشروط والمعايير الإنسانية ومن بينهم  معتقلي إعلان دمشق 12 وعدد من مدوني الانترنيت الشباب ، والمعارض الديمقراطي المهندس مشعل التمو الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكوردي في سوريا الذي اختطف في 15-8-2008 بسيارته الخاصة على طريق كوباني حلب َمثِلَ بتاريخ 28/1/2009 أمام محكمة الجنايات الأولى بدمشق ليحاكم بتهمتي:

1-  إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية المنصوص عنها في المادة 298 من قانون العقوبات السوري                                   

2-  النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي وفقا للمادة 285 ومحاكمته لأجل ذلك بما ظن عليه حسب المواد 287- 288 – 307 من قانون العقوبات.وقد أكد التمو أقواله السابقة في مناهضة الاستبداد والتزامه المطلق ببرنامج التيار السياسي وممارساته العملية ،و أجلت المحاكمة إلى  18  /  2  / 2009 .                                                   

كما تم اعتقال السادة مصطفى  جمعة وسعدون شيخو ومحمد سعيد عمر أعضاء الهيئة القيادية في حزب ازادي الكوردي من قبل فرع فلسطين  مع بقاء خمسة من رفاق يكيتي معتقلين في سجن صيدنايا العسكري بدمشق بالإضافة إلى المئات من سجناء الرأي والضمير، كما أن الشعب الكوردي في سوريا يتعرض هو الأخر إلى حملة شرسة لاقتلاعه من أرضه التاريخية التي سكنها منذ مئات السنين، من خلال المرسوم  (49) العنصري القاضي بتهجير الكورد بعيداً عن مناطق سكناه من خلال عدم السماح بالتملك في المناطق الحدودية إلا بموافقة الجهات الأمنية الثلاث ، وهو ما يستحيل الحصول عليه قانونياً ، بالإضافة إلى انعكاسات المرسوم وآثاره الاقتصادية السيئة في شل حركة البيع والشراء والأعمار والعمل في قطاع العقارات الذي يعتبر شرياناً رئيسياً للاقتصاد الكوردي ، مما يجعل المرسوم استمراراً للسياسة الممنهجة للبعث السوري تجاه المكون الكوردي لسوريا المعاصرة ، كل هذا يحصل ودزينة الأحزاب الكوردية في سوريا منقسمة على نفسها ،  ومنشغلة بإحياء طقوس الموت وتقديم واجب العزاء مكتفية ببيانات الشجب والتنديد والمطالبة وتقديم العرائض على غرار الشيوعين السابقين ، دون العمل أو القيام بنشاط من شأنه إيقاف هذه السياسة من قبل النظام  والحد من ظاهرة الاعتقال التعسفي بحق القيادات الكوردية وكافة نشطاء الشأن العام  التي أصبحت سمة عامة لسياسة الاستبداد ضد المكون الكوردي في سوريا ، وفي هذا السياق كرر الاجتماع دعوته إلى كل مكونات الشعب الكوردي السياسية والحقوقية والاجتماعية والثقافية ..الخ  إلى إجراء حوار وطني شامل دون قيد أو شرط ، للاتفاق على شعارات المرحلة والآليات المناسبة لتحقيقها ، لأنه لا يمكن لأي حزب أو إطار كوردي قائم أن يدعي وحدانية التمثيل الكوردي في سوريا  ، علينا نحن الكورد الاتفاق والتوحد لوضع إستراتيجية متكاملة لمواجهة الاستبداد والدفاع عن الانتهاكات التي تجري يومياً بحق أبناء شعبنا الكوردي .                                            

كما دعى الاجتماع كافة الفصائل والأحزاب الكوردية وقوى المجتمع المدني وكذلك منظمات حقوق الإنسان ورفاق وأصدقاء تيار المستقبل الكوردي في سوريا إلى تشديد النضال في الداخل والخارج والضغط على النظام  الاستبدادي لإيقاف هذه السياسة الظالمة التي تستهدف الكوردي في صميم إنسانيته بعيداً عن منطق العصر وحق الشعوب في تقرير مصيرها المصانة بالإعلان العالمي وشرعة الأمم المتحدة  .                                            

 لقد لاحظ الاجتماع بعض الارتدادات والنكوص النضالي لدى البعض من القوى الكلاسيكية الكوردية وبعض القوى المحسوبة ولو نظرياً على الاتجاه الراديكالي في الحركة ، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية تهدد مصالح الشعب الكوردي وأمنه القومي ، الأمر الذي يستدعي إعلان النفير العام وخاصة بين جيل الشباب الكوردي المقاوم للدفاع عن كينونة الشعب الكوردي ومستقبله السياسي ، أما فيما يتعلق بلجنة التنسيق الكوردي التي لم يبق من فعلها هي الأخرى سوى الاسم اِعتقد المجتمعون  بأنها هي أيضا لم تقدم حتى الآن أي جديد يمكن إضافته إلى فعل الأطر السابقة ، اللهم سوى بعض الأعمال الميدانية التي تم القيام بها عند التأسيس .                                                                               

 وفي الختام دعى الاجتماع كافة الأطراف إلى نسيان الخلافات وتضميد الجراحات الماضية والوقوف صفاً واحداً في مواجهة المرسوم 49 وكافة الإجراءات والقوانين اللانسانية والظالمة التي تستهدف الكورد ومناطقه التاريخية كما كرر الدعوة ذاتها للانخراط الفعلي والمساهمة الجدية في سبيل إنجاز التغيير الوطني الديمقراطي فعلى مساهمة الكورد وجديتهم يتوقف مستقبل الديمقراطية في سوريا وعليه أن يقدم التضحيات اللازمة لان حرية الشعوب لا تأتي على طبق من فضة بل ثمرة لدماء ودموع الشعب ونضالاته في سبيل الأهداف النبيلة التي يسعى جاهداً للوصول إليها ، وحسب الاعتقاد  تستحق هذه الأهداف أن يقدم كل غال ونفيس في سبيلها   الحرية للمناضل الديمقراطي والمعارض السوري المهندس مشعل التمو ورفاقه سجناء الرأي والضمير في سجون الاستبداد.                   

مكتب العلاقات العامة

 تيار المستقبل الكوردي في سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى