نجاد:أمريكا تحاول إشعال حرب باليمن تحت ذريعة سبتمبر
قال المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية الاثنين – أن اتهامات وزير الخارجية السعودي لبلاده بالتدخل في شؤون اليمن تثير الدهشة، مشيرا "رامين مهمانبرست" إلى أن سياسة بلاده المبدئية تجاه اليمن قائمة على حل المشكلات بطريقة سلمية.
وقال في حديثه للصحفيين بمؤتمر صحفي عقده اليوم بإيران:"كنا نتوقع من الأشقاء السعوديين العمل على تعديل سياستهم تجاه اليمن بدلا من توجيه الاتهامات إلى الآخرين". وأضاف أن بلاده تعتبر ما يجري في اليمن شأنا داخليا وأن إيران أكدت على الدوام ضرورة حل المشكلات بطريقة سلمية، وطلب "من الآخرين تفادي التدخل في اليمن".
وأضاف مهمان برست، "إن نظرية طهران خلال العقود الثلاثة الماضية "تقوم علي أساس اعتماد المبادئ الأخلاقية" مضيفاً أنها "أثبتت ذلك في تعاملها مع دول المنطقة إبان الحرب" التي خاضتها مع نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين".
وجاءت مواقف مهمان برست، خلال مؤتمر صحفي نقلته وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية، التي قالت إنه أدلى بها "لدى إجابته علي سؤال حول المزاعم التي طلقها وزير الخارجية السعودي بضلوع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأحداث التي تشهدها اليمن حاليا."
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية للسياسة المبدئية التي تعتمدها طهران حيال اليمن قائلا: "إيران تعتبر ما يجري في اليمن شأنا داخليا وتؤكد دائما ضرورة تسوية المشاكل بصورة سلمية وتدعو الآخرين إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد."
وأكد مهمان برست في المؤتمر الصحفي -على موقف بلاده المحايد في القضايا المتعلقة بالدول الإسلامية قائلاً: "لقد أثبتنا في تعاملها مع دول المنطقة إبان الحرب التي فرضها….؟ صدام ضدها حيث قدمت أثمانا باهظة للغاية من اجل تحقيق هذا الهدف."
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، قد اتهم إيران مؤخرا وفي أول إتهام سعودي صريح لطهران بالتدخل في شؤون اليمن، وذلك رداً على تصريحات بذات الموضوع أدلى بها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجادـ وانتقد من خلالها مواقف الرياض حيال الأوضاع في اليمن.
وقال الفيصل في حديثه للصحفيين في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الصيني "يانغ جيتشي" مؤخرا، في الرياض حول إتهامات الرياض في التدخل بالشؤون اليمنية:"الاتهام الحقيقي هو أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وهذا لا يمكن أن يغطي عليه اتهام الآخرين بهذا الأمر."
ووصف الفيصل مواقف نجاد تجاه بلاده بـ "أمر غير منطقي" وأنها تأتي في إطار: "كاد المريب يقول خذوني". مؤكدا بالمناسبة أن لاعلم له من مصدر اتهام طهران لبلاده بمحاربة الحوثيين. وقال:" لا أعلم بأي مصدر أتى بهذا الكلام، في حين الحوثيون أنفسهم لا يقولون إن السعودية تحاربهم، "فما بال إيران تدعي ذلك؟"- حسب تساؤله.
ويأتي تبادل الإتهامات الإيرانية والسعودية حول التدخل في الشؤون اليمنية، بعد انتقادات صريحة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للسعودية –الأربعاء- في كلمة له أذاعها التلفزيون الإيراني له – حيث انتقد من خلالها الدور السعودية في صراع اليمن مع المتمردين الحوثيين". بدلا من القيام بالتوسط وإحلال السلام بين من وصفهم بالأخوة في اليمن.
وقال نجاد :"كان المتوقع من المسؤولين السعوديين التوسط بين الأخوة في اليمن لإحلال السلام والمودة وليس الدخول في الحرب واستخدام المدفعية والقنابل ضد الشعوب الإسلامية"، مضيفاً أن أموال النفط "تصرف لشراء السلاح الذي يستخدم لقتل الأشقاء وإثارة الفتنة."
واتهم الرئيس الإيراني في كلمته التي ألقاها، أثناء زيارته لمحافظة "خوزستان" جنوب غربي إيران :" أمريكا بمحاولة إشعال فتيل الحرب في اليمن اليوم تحت ذريعة سبتمبر، وبعد أن احتلت أفغانستان والعراق وباكستان وقال:" حتى السعودية أقحموها بالحرب في اليمن لتشويه صورتها، ولكي يتمكنوا من الهيمنة، و استخدام الأسلحة السعودية لقتل الأشقاء."- وفق تعبيره.