أرشيف

مسؤول بالحراك الجنوبي اليمني: حرب صعدة لم تنته وإنما هدأت أصوات المدافع

 أكد القيادي بالحراك الجنوبي اليمني الشيخ طارق الفضلي أن 'حرب صعدة لم تنته بعد وإنما هدأت أصوات المدافع لفترة مؤقتة'.

وقال الفضلي في حوار هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): 'أنا متأكد أن الحرب في صعدة (شمالي اليمن) ستعود، لأن نظام صنعاء يستفيد منها وكثير من القوى الإقليمية تجد فيها ساحة كبيرة لتنفيذ سياساتها'.

وكانت الحكومة اليمنية والحوثيون أعلنا في شباط/فبراير الماضي وقف إطلاق النار ، لتنتهي الجولة السادسة من الحرب بين الجانبين.

وتابع: 'هذا النظام لا يعيش إلا على الأزمات وعلى الحروب واضطراب المنطقة .. وهم يضمرون حقدا كبيرا للسعودية والكويت وغيرهما من دول الخليج لأنهم يدعون أن نصف الجزيرة العربية يمن'.

وحول وجود نية لدى الرئيس علي صالح لتوريث الحكم لنجله العميد أحمد صالح الذي يتولى الآن قيادة الحرس الجمهوري وعما إذا كانت حرب صعدة وقمع الحراك الجنوبي قد جاءا للتشويش على هذا الهدف ، أجاب الفضلي:'هذا أكيد، بل في كثير من الاحيان أنا متأكد أن أحمد علي هو الذي يدير البلد وهو الذي يصدر الأوامر والتوجيهات وأمره مسموع في كل موضع، مثل أمر أبيه، وكأنه رئيس'.

وفيما يتعلق بأوضاع الجنوب أوضح الفضلي:'لقد انتقلت الحرب من صعدة إلى الجنوب، يشهد الجنوب الآن الكثير من القتل والكثير من الاعتقالات والكثير من المداهمات والتصفيات الدموية بشكل همجي بشع لم يحدث في تاريخ الجنوب ولا حتى أيام تصفيات الحزب الاشتراكي'.

وتابع: 'هذا فضلا عن تعذيب وقتل السجناء، وفضلا أيضا عن تدمير المنازل ومحاصرة القرى وعزل المحافظات وقطع الاتصالات الهاتفية وإغلاق الصحف والمواقع الالكترونية المحلية'.

بدأ الحراك الجنوبي عام 2006 ببعض المطالب والحقوق للجنوبيين، وتحول فيما بعد إلى احتجاجات ومظاهرات مستمرة تطالب بالانفصال عن الشمال، ويقود الجنوبيون في مطالبهم بحق تقرير المصير علي سالم البيض، الذي كان رئيسا لجنوب اليمن قبل الوحدة، ونائبا للرئيس علي صالح عندما أعلنت الوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990، وهو الآن يعيش بالمنفى مع غيره من قيادات الجنوب التي هربت من البلاد بعد فشل محاولتهم الانفصالية عن الشمال عام 1994.

أما فيما يتعلق بتقييمه للهدنة مع النظام اليمني ، قال الفضلي:'هي هدنة هشة وقوات الامن اليمنية أو قوات الاحتلال، كما نسميها لدينا بالجنوب، مصممة على القتل والتدمير وتصفية قادة الحراك الجنوبي. نعم هناك هدنة الآن بعد أن قبضوا على الجنود الذين حاولوا اقتحام منزلي والآن يجري التحقيق معهم.. قبلت بالهدنة فقط من أجل حقن الدماء وعدم الدخول في صراع مسلح مع قوات الاحتلال، وطلب مني فقط أن أسكت وألا أقيم مهرجانات في أبين أو أشارك في فعاليات الحراك.. وبالفعل قمت بإنزال الأعلام وصور الشهداء وشعارات التنمية ، ولكن الحراك مستمر لحين تحقيق هدفه وهو الاستقلال'.

وكان الفضلي الذي انضم للحراك الجنوبي في نيسان/أبريل الماضي، عقد اتفاق هدنة مع السلطات اليمنية ، تمتد من أول آذار/مارس الماضي إلى نهاية نيسان/أبريل. وفي مطلع الشهر الجاري، وعقب حادث اقتحام'منزله بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، أعلن الفضلي نهاية هذا الاتفاق.

وحول أسباب ارتباط اسمه بتنظيم القاعدة والارهاب بالمنطقة ، قال الفضلي: 'السبب في هذا الاتهام هو معرفتي بأسامة بن لادن أيام الثمانينيات (القرن العشرين) في أفغانستان ودعمه لنا عندما نازلنا الحزب الاشتراكي وانتهت علاقتنا في نهاية الحرب عام 1994 بانتهاء الاشتراكية في الجنوب'.

وتابع: 'ظللت 15 سنة في السلطة لم يتهمني النظام بالقاعدة ، ولكن وقت أن انضممت للحراك في الجنوب اتهموني بالقاعدة على خلفية هذه العلاقة فقط'.

وسبق أن سجن الفضلي ثلاث سنوات بطلب من الحزب الاشتراكي الذي كان يقتسم السلطة ممثلا عن الجنوب مع حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بعد الوحدة، وأطلق سراحه قبيل نشوب الحرب الانفصالية عام 1994 والتي شارك فيها الى جوار قوات الشمال بقيادة الرئيس علي صالح.

ونفى الفضلي تحول اليمن إلى ملاذ للإرهابيين، ورأى أن النظام الحاكم هو من يروج لذلك وأنه لن يستطيع بذلك مغالطة الولايات المتحدة أو بريطانيا أو السعودية، 'فالجميع يعرفون أين تكون القاعدة ومن يذهب لها ومن يستفيد منها ومن يمولها ومن يدعمها ومن يوفر لها الممرات والملاذات الآمنة'.

وقال:'أنا لا أستطيع توفير الحماية لنفسي.. فهل أوفرها لتنظيم عالمي كتنظيم القاعدة يحارب العالم كله ومنتشر في كل بقاع الأرض، ليس لي علاقة بالقاعدة ولم أنتم لها في يوم من الايام ولا ألتقي معها في أي تقاطع.. نحن لا ننكر وجود القاعدة باليمن ولكنها عندنا تستغل سياسيا'.

ويشير محللون بأصابع الاتهام للنظام اليمني في قضية تضخيم وجود القاعدة في البلاد أمام الرأي العام العالمي للحصول على مساعدات مالية وعسكرية من جهة، وحتى لا يلفت الانظار الى عدم تصدي هذا النظام للمشاكل الحقيقية التي تدفع الجنوبيين للمطالبة بالانفصال.

واستغرب الفضلي انتقاد الكثيرين له واتهامه بسرعة تحولاته وتقلباته الفكرية، وقال :'بعد نهاية الحزب الاشتراكي في الجنوب عام 1994، أصر علي عبدالله صالح وعدة شخصيات جنوبية على أن أنضم إلى المؤتمر الشعبي العام كشخصية اجتماعية فاحترمت رغبتهم وانضممت معهم ووصلت الى اعلى قيادة في المؤتمر الشعبي وبمجلس الشورى .. لكن عندما رأيت أن الأمور تسوء يوما بعد يوم في الجنوب، وفي نفس الوقت ظهر الحراك الجنوبي، رأيت أن موقعي الطبيعي أن أكون هنا بجانب إخواني بالجنوب'.

ونفى الفضلي أن يكون رفع العلم الأمريكي فوق منزله رسالة للنظام بأنه يملك خطوط تواصل مع المخابرات الامريكية، موضحا 'أريد أن أؤكد للولايات المتحدة أنه يمكنها الاستعانة بالاشتراكيين السابقين عندنا وهم يستطيعون أن يقيموا نظاما عادلا يلبي حاجة المجتمع الدولي ويحافظ على مصالحه ويحارب الارهاب ويمكنها أيضا الاستعانة بالمجاهدين القدامى الذين ليس لهم ارتباط بالقاعدة'.

وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت قيادات الحراك وقضية الجنوب قد تلقت دعما دوليا أو إقليميا، أوضح الفضلي:'أنا على اتصال دائم وتشاور وتفاهم مع الرئيس على سالم البيض، ونحن نعتمد في قضيتنا على قرارات الشرعية الدولية وتحديدا قرارات الامم المتحدة رقمي 924 و931 لعام 1994 اللذين صدرا بشأن الجنوب وعدم فرض الوحدة بالقوة'.

أما فيما يتعلق بمدى تعاون ومساندة احزاب المعارضة وخاصة اللقاء المشترك لقضية الجنوب، فقال الفضلي:'أحزاب المشترك نسمع منها جعجعة ولا نرى طحينا، نسمع بيانات وشعارات ولكن لا نرى شيئا بالواقع، نعم هم موجودون بالجنوب، كأفراد وقيادات لا كأحزاب وتنظيمات'.

وحول ما يقوله البعض بشأن أن النظام الحاكم يحاول تحسين أوضاع الجنوب وصعدة ولكنهم يحتاجون الوقت ، قال الفضلي مستغربا:'بماذا يصلح أوضاع الجنوب بالمدفع والدبابة والطائرات والتعذيب والقتل والقمع'.

وشدد الفضلي على ان الحراك الجنوبي سيستمر رغم كل المعوقات ومحاولات البطش من قبل النظام، على حد قوله. 

الشرق الاوسط:القاهرة من جاكلين زاهر :

زر الذهاب إلى الأعلى