أرشيف

لإعطاء دليل مادي على قدرة صنعاء لضبط الوضع الأمني في الجنوب وتجاوز مهددات نقل خليجي 20 من عدن

 تسعى السلطات اليمنية إلى الاحتفال بالذكرى العشرين للوحدة اليمنية التي تصادف مثل هذا اليوم من الشهر المقبل، أي 22 ايار (مايو)، بمحافظات جنوبية (خالية) من أنشطة تيارات (الحراك الجنوبي) التي تقود الاحتجاجات ضد السلطة للمطالبة بتسوية أوضاع سكانها السياسية والاقتصادية.

وعلمت 'القدس العربي' من مصدر سياسي أن 'السلطة تمكنت من حسم معركتها مع الحراك الجنوبي في محافظة أبين، عبر التوصل إلى تسوية مع زعيم الحراك الجنوبي في أبين الشيخ طارق الفضلي، وتسعى الآن إلى تهدئة الأمور في محافظة لحج المجاورة لمحافظة أبين'.

وكشف أن الجهود الرسمية تتجه حاليا نحو احتواء مشكلة الحراك الجنوبي في محافظة الضالع وبقية المحافظات الجنوبية الأخرى، حتى لا يأتي يوم الذكرى العشرين للوحدة اليمنية الشهر القادم إلا وقد تم حسم كافة المشاكل المتعلقة بهذه القضية وحتى يتم الاحتفال بهذه الذكرى بحلّة مميزة وبشكل مختلف.

وذكر أن الرئيس علي عبد الله صالح يقود بنفسه عملية تسوية الأوضاع في المحافظات الجنوبية، وقد دشّن ذلك بزيارته لمحافظة حضرموت الجنوبية الشرقية وقضاء عدة أيام في أكثر من مدينة هناك والتقى بالقيادات السياسية والشخصيات الاجتماعية الفاعلة في محاولة منه لامتصاص آثار وتراكمات الاحتجاجات المستمرة لتيارات الحراك الجنوبي ومناقشة الحلول الممكنة لتصاعد هذه الاحتجاجات.

وذكرت مصادر أخرى أن قيادات سياسية يمنية رفيعة المستوى تحاول التواصل مع القيادات السياسية الجنوبية المقيمة في الخارج وبالذات المعتدلة منها، لاقناعها بلعب دور في تهدئة الأوضاع في الجنوب و'عدم التهوّر في تصعيد الاحتجاجات السياسية الجنوبية ضد السلطة، لأن آثار ذلك سيقصم ظهر الجميع'.

واشارت إلى أن السلطة قدّمت عرضا لبعض القيادات الجنوبية بحل كافة الخلافات السياسية بشرط أن يكون التفاوض حيال ذلك تحت سقف الوحدة، 'لأنه لا يجوز التراجع عن الوحدة حاليا وليس من حق أحد التحدث عن انفصال في الوقت الراهن بعد نحو 20 عاما من قيام الوحدة اليمنية'.

وأوضحت أن دولا عربية تلعب دورا بارزا في اقناع القيادات الجنوبية المقيمة في الخارج بالعدول عن المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال، وتسعى إلى بلورة مشروع 'وساطة مشتركة' لإخراج اليمن من أزمة القضية الجنوبية التي أشعلتها تيارات الحراك الجنوبي، المدعومة جماهيريا في الداخل كما حصلت على دعم سياسي ومادي من قيادات الجنوب في الخارج.

وفي ظل وضع سياسي متأزم بين مشكلة الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية وبين أزمة التمرد الحوثي في الشمال بصعدة، والذي انتقل دخانه إلى العاصمة صنعاء عبر أحزاب اللقاء المشترك المعارضة (6 أحزاب رئيسية)، التي تبنت سياسيا دعمها للقضية الجنوبية وللقضية الحوثية على اعتبار أنها قضايا مطلبية، ويمكن حلها عبر الحوار السياسي الجاد في التوصل للحلول الجذرية لأسباب ومسببات هذه الأزمات التي تمر بها اليمن.

المساعي الحكومية لإخماد نار الاحتجاجات الجنوبية ليس فقط من أجل الاحتفال بالذكرى العشرين للوحدة بهدوء وبعيدا عن 'الصداع' الذي سبّبته تيارات الحراك الجنوبي، بل أيضا من أجل التأكيد العملي لدول الجوار في مجلس التعاون الخليجي بأن الوضع الأمني في الجنوب مستقر ومستتب وأن اليمن جاهز لاستضافة بطولة كأس الخليج القادمة (خليجي 20) المقررة قيامها في مدينة عدن بالإضافة لمحافظات أبين ولحج بجنوب اليمن.

وتبذل السلطات اليمنية جهودا حثيثة لإزالة القلق الذي يساور الخليجيين حيال نجاح إقامة مثل هذه البطولة الكروية في مناطق تشهد قلاقل أمنية مثل جنوب اليمن، حيث يواجه اليمن تهديدات خليجية بين الحين والآخر باحتمال نقل مكان إقامة هذه البطولة إلى البحرين كما تردد مؤخرا عبر تسريبات إعلامية.

العديد من المراقبين يرون أن المهمة على ما يبدو ستكون شاقة أمام السلطات اليمنية لاثبات قدرتها على حسم المعركة الجنوبية، كما كانت شاقة في حسم القضية الشمالية (التمرد الحوثي في صعدة)، وأن الاحتفال بالذكرى العشرين للوحدة اليمنية الشهر المقبل سيكون المؤشر البارز لمدى نجاح او إخفاق صنعاء في احتواء الأزمة الجنوبية وفي إثبات قدرتها أو عجزها عن استضافة بطولة خليجي 20 والتي قد تعطي دليلا ماديا لإعطاء مبرر لحسم معركة الخلاف حيال مكان استضافة خليجي 20 الكروية.

صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي:

زر الذهاب إلى الأعلى