أرشيف

“خليجي 20” .. والتحديات السياسية في عدن وأبين

على الرغم من أن رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم أقروا تثبيت موعد إقامة بطولة كأس الخليج في نسختها العشرين خلال الفترة من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 4 كانون الأول (ديسمبر) في محافظتي عدن وأبين، إلا أن الوفود المشاركة ما زالت تشعر بقلق تجاه البطولة، في ظل التحديات السياسية الموجودة في اليمن.

وكان الاجتماع التشاوري الذي عقده رؤساء الاتحادات الخليجية مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة، والذي رأسه أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، قد قطع حبل الشائعات التي راجت خلال الفترة الماضية في تحويل مسار تنظيم البطولة إلى البحرين لأسباب أمنية بالدرجة الأولى، وقلة الخبرات والإمكانات الفنية والبشرية في التنظيم.

ومع حسم أمر التنظيم لمصلحة الاتحاد اليمني، إلا أن الكثير من مسؤولي ولاعبي المنتخبات المشاركة لم يخفوا قلقهم تجاه البطولة الخليجية الـ20، خوفاً من أي أحداث سياسية قد تعكر صفو المنافسات الرياضية، خصوصاً الجنوب الذي يشهد حراكاً سياسياً بين الفينة والأخرى بدواعي عدة، أبرزها سعي اليمن الجنوبي إلى التخلي عن الوحدة اليمنية والانفصال.

وينكشف هذا الحراك مع حدوث أي أزمة سياسية داخل البلد، كما حدث مؤخراً مع الحوثيين في أقصى الشمال، وحرب السعوديين على المتسللين منهم على حدودها آنذاك، وتجمهر سكان حضرموت وأبين ولحج والضالع وشبوه في مظاهرات عدة. وبالتالي فإن خشية الخليجيين أن ينبعث ذلك الحراك مجدداً إبان البطولة الخليجية لا سيما وأنهم يبحثون عن وسائل الاطمئنان والتي ينتظرونها من الحكومة اليمنية.

والمدن الجنوبية التي ستشهد أحداث سيناريو خليجي 20 في حلته الجديدة، ولأول مرة على أرض اليمن، ستشهد حدثاً رياضياً كبيراً للرياضة اليمنية، إذ اعتبره نقاد كثر أنه نقلة حضاريه جديدة في الفكر والتخطيط والتنفيذ.

وستحتضن محافظتي عدن وأبين التدريبات اليومية للمنتخبات ومباريات البطولة، ومن المتوقع تدفق الجمهور اليمني من المحافظات الأخرى إلى مقر الوفود والمباريات مثل حضرموت وغيرها.

المظاهرات في عدن

مظاهرات في اليمن 

وتقع عدن على ساحل خليج عدن، وتبعد عن العاصمة صنعاء 363 كلم، وتبلغ مساحتها قرابة 7 آلاف كم مربع، وتتوزع على ثمان مديريات، ويبلغ عدد سكان المحافظة قرابة 800 ألف نسمة، وتشكل نموذجاً متميزاً لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي، إذ جمعت بين الأنشطة الصناعية والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية. وتنبع أهميتها من كونها ميناءً تجارياً مهماً ومنطقة تجارة حرة إقليمه ودولية.

ومعالم محافظة عدن السياحية كثيرة ومتنوعة، من أهمها صهاريج الطويلة، وقلعة صيرة، وجامع العيدروس، ومنارة عدن، وشواطئها السياحية جميلة وجذابة. ويعتبر مناخ المحافظة حار نسبياً خلال أيام السنة، إذ يصل متوسط درجة الحرارة في عدن خلال أيام السنة بحدود (29) درجة.

وتعتبر عدن أحد أهم مواطن الحراك السياسي على الرغم من وجود تكتل أمني كبير فرضها الأمن اليمني في هذه المحافظة بسبب وجود القنصليات في أرجاء هذه المدينة الساحرة، إلى جانب وجود مصالح وطنية كثيرة. وتشهد المدينة بين الفينة والأخرى مظاهرات، منها مظاهرة طلاب الجامعات أمام القنصلية المصرية إبان حرب العدوان الإسرائيلي على غزة.

القاعدة في أبين

ملاعب تحت الانشاء 

أما أبين، وهي المحافظة الثانية التي ستشهد العرس الرياضي الخليجي، فتقع على الشريط الساحلي للبحر العربي، وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 427 كلم، وتبلغ مساحتها حوالي 17 ألف كم مربع تتوزع على عشر مديريات، فيما يبلغ عدد سكانها قرابة 434 ألف نسمة.

وتتصل المحافظة بمحافظتي شبوة والبيضاء من الشمال، والبحر العربي من الجنوب، ومحافظة شبوة من الشرق ومحافظتي لحج وعدن من الغرب. ويسود المحافظة نوعان من المناخ. ففي المناطق الجبلية مناخ معتدل إلي دافئ في فصل الصيف وبارد في فصل الشتاء، أما الأجزاء الجنوبية فتكون حارة صيفاً ودافئة شتاءً.

ولم تسلم أبين أيضاً من الحراك السياسي الجنوبي، وشهدت مظاهرات عدة وفي ما جاورها مثل حضرموت ولحج والضالع. وعلى ضوئها تمت إقالة مدير أمن المحافظة على خلفية الانفلات الأمني، واعتقال 11 عنصراً من القاعدة في وقت سابق، ومسيرات ومظاهرات بمناسبة ما تسميه قوى الحراك بيوم الأسير الجنوبي، فيما كانت أجهزة الأمن تواصل عملياتها في ملاحقة المطلوبين من تنظيم القاعدة والعناصر المطلوبين أمنياً والخارجين على النظام والقانون حفاظاً على الأمن والاستقرار بمحافظة أبين حتى تم ذلك، خصوصاً وأنها اعتقلت خلية تابعة لتنظيم القاعدة.

تصميم لاستاد معد لاستضافة مباريات البطولة 

وفي ظل الربط ما بين الاستقرار الأمني من عدمه، ينظر الخليجيون إلى رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم نظرة قلق تجاه قرارهم في تثبيت البطولة في موعدها في الدولة نفسها، وستظل هذه النظرة تطاردهم حتى انتهاء فعالية العرس الرياضي الخليجي وعودة البعثات إلى بلدانها.

وكان الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء في اليمن أكد أن دولته جاهزة لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي العشرين التي ستقام في أواخر نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن المشاريع الرياضية والبني التحتية للبطولة شارفت على الانتهاء، خصوصاً وأنها بلغت أكثر من 80% في محافظتي عدن وأبين، وستنتهي هذه المشاريع في موعدها.

كما أكد الدكتور علي أن اختيار بلاده من قبل منظومة مجلس التعاون الخليجي لاستضافة البطولة الخليجية في نسختها الـ20 هو تشريف كبير لليمن، وأن دولته اعتبرته تحدياً كبيراً بالنسبة لها.

وأضاف أنه على الرغم من الإمكانات الشحيحة إلا أنها خصصت مبالغ ضخمة لإنشاء الملاعب سواء في ملعب الوحدة في أبين أو في إعادة تأهيل ملعب 22 مايو في عدن أو في مجالات البنية التحتية لعدن وأبين.

وتابع حديثه لأحد القنوات الفضائية قائلاً: "أستطيع القول أن الاستعداد لخليجي عشرين جعلنا نعطي لهذه المحافظات ما لم تحصل عليه تقريباً في مائة عام. فقد حصلت على مشاريع رياضية كبيرة جداً يمكن أن تكون دافعاً كبيراً، خصوصاً أن الرياضة في هذه المحافظات لها تاريخ كبير. فبعض أندييتها يصل عمرها إلى أكثر من مائة عام، وبالتالي لا بد أن نعطيها الاهتمام الكبير في مجال الرياضة".

فيما أعرب رئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي عن ارتياحه لقرار رؤساء الاتحادات واتفاقهم على إقامة البطولة في موعدها، معتبراً أن اليمن "جاهز من جميع النواحي للبطولة التي ستعود بالفوائد عليه وعلى الكرة الخليجية ككل".

العربية

زر الذهاب إلى الأعلى