أرشيف

 لدي مكاتب تمثيل للسلاح في العديد من الدول بما فيها أمريكا وروسيا وأوروبا

نشر اليمن اسمه قبل أشهر على رأس (قائمة سوداء) مكونة من 15 شخصا بتهمة الاتجار بالأسلحة، بينما كان يرأس لجنة وساطة بين الدولة والمتمردين الحوثيين لوقف الحرب في صعده، في حين كان شقيقه محافظا لصعده أيضا، إنه الشيخ القبلي المثير للجدل فارس منّاع، كبير مشايخ صعده وأبرز تجار السلاح في اليمن، والذي يتزعم حاليا مؤتمرا لإحلال السلام في صعده بعد أن أنهكتها دورات الحروب الست منذ العام 2004.

وأوضح الشيخ فارس منّاع في حوار خاص لـ'القدس العربي' أنه يسعى من خلال هذا المؤتمر إلى خلق حياة يسودها القانون والعدل في صعده تحت شعار 'حوار ـ حقوق ـ تنمية'.

مؤكدا أن محافظة صعده تتجاذبها ثلاث سلطات، سلطة الدولة، سلطة الحوثيين وسلطة مشايخ القبائل، وفي كل الأحوال السلطة في صعده محصورة بيد أبنائها، في حين يتواجد الحوثيون في مناطق كثيرة في صعده.

واعتبر منّاع أن (الإرادة الصادقة) هي الأساس لتحقيق السلام في صعده بعد أن وضعت الحرب أوزارها مطلع العام الجاري لتفادي شبح استئناف الحرب الذي يطل برأسه بين الحين والآخر، رغم كل الاتفاقات المبرمة بين الدولة والمتمردين الحوثيين.

هنا نص اللقاء:

ـ عقدتم قبل أيام مؤتمر السلام الوطني في صعده، ما هي أهداف هذا المؤتمر التي طمحتم إلى تحقيقها؟

ـ أهداف مؤتمر السلام الوطني أولا وقبل شيء تحقيق السلام في صعده كمرحلة أولى، فهذا المؤتمر دعت إليه الحاجة والضرورة الملحة في هذه الفترة، حيث والتجارب التي مضت في الحروب الأخرى أظهرت ضرورة قيام مثل هذا التكتل لتحقيق السلام في محافظة صعده، بحيث يكون تكتلا محايدا، يهدف إلى تحقيق السلام، ويسعى إلى خلق حياة يسودها القانون والعدل في صعده وتحقيق شعار المؤتمر (حوار ـ حقوق ـ تنمية).

ـ هل حققتم ولو جزءا من النتائج التي كنتم تطمحون إلى تحقيقها من خلال انعقاد هذا المؤتمر؟

ـ نعم، حققنا الكثير من النتائج، أولها استكمال الصيغة القانونية لشرعية هذا المؤتمر في عقد المهرجان التأسيسي له بصعده، والذي كان منظما بشكل جيد وفوجئنا برغبة غير عادية من قبل أبناء محافظة صعده، الذين توافد منهم أكثر من 7000 مشارك، بينما كان الاعداد لمشاركة نحو 1500 إلى 2000 فقط، من الشخصيات من مختلف الشرائح من مثقفين ومشايخ وعلماء ورجال دين وشخصيات اجتماعية ومعلمين وتجار ومزارعين، حيث شهد حضورا كبيرا جدا ولافتا للنظر من مختلف مناطق اليمن، وليس من محافظة صعده فقط، كما حضر هذا المؤتمر أكثر من 80 في المائة من أعضاء السلطة المحلية بصعده.

ـ هل يمكن القول ان هذا المؤتمر يمثل كافة أبناء مناطق محافظة صعده؟

ـ نعم إن هذا المؤتمر يمثل كل أبناء مديريات ومناطق محافظة صعده وبشكل إجماعي شامل، وإجماع غير متوقع، وشهد تحمسا غير عادي من قبل المشاركين في هذا المؤتمر والذين تكتلوا تحت مظلة واحدة وهي مؤتمر السلام الوطني، للسعي الجاد والعمل إلى تحقيق السلام في صعده، وقد بدأ ممارسة نشاطه بعد استكمال هيكلياته الإدارية ويرسم حاليا أدبياته واستراتيجياته وقد بدأ العمل الميداني الآن في كل مديريات صعده على الرغم من قصر الفترة منذ تأسيسه، والعمل يسير بشكل انسيابي وأظهر تلاحم الناس حول السلام في صعده ونعمل حاليا قاعدة بيانات لإبراز مستوى تفاعل الناس في الميدان حول جهود السلام وحول ما يريدون وما هي رؤيتهم للوضع في صعده.

ـ هل شعرتم من خلال هذا الحضور الكبير بأن هناك رغبة جامحة عند الناس باتجاه وضع حد نهائي للحرب في صعده؟

ـنعم لمسنا بأن هناك رغبة جامحة من قبل الناس وبشكل كبير جدا، باتجاه وضع حد للحروب في صعده، لأنهم اكتووا بنيران هذه الحرب، ورأوا أن السلام هو الحل وأن التكتل هو الطريق الممكن لتفادي مآسي الحرب.

ـ البعض يشير إلى أن الشيخ فارس مناع ربما أراد من خلال هذا المؤتمر الحاشد توجيه رسائل من نوع ما إلى السلطة، مفادها أن حضوره القبلي مؤثر وكبير في صعده ولا يمكن تجاوزه؟

ـ هذا التأويل غير دقيق، لأن توجهنا نحو عقد هذا المؤتمر كان من منطلق الدافع الوطني والديني لما يستلزمه السلام في محافظة صعده، وكذلك الرغبة الملحة من كل أبناء محافظة صعده في تشكيل كيان يمثلهم واعتبار تكوين هذا التكتل ضرورة حياتية، وهذا هو المقصد والهدف من وراء تشكيل هذا التكتل.

ـ ولكن انعقاده عقب فترة قصيرة من اعتقالكم، ألا يحمل بعض مضامين هذه الرسائل السياسية؟

ـ كان اعتقالنا لما رأيناه من بعض الممارسات الخاطئة والاعتداءات والظلم، وبالتالي نشأت لدينا فكرة ضرورة تكوين مثل هذا التكتل للحيلولة دون تكرار ما واجهناه وما دفعناه من ثمن من أجل السلام في محافظة صعده، فنحن دفعنا ثمنا كبيرا جدا، من أجل محافظة صعده، وأنا أكبر المتضررين من هذه الحرب في صعده، ولقيت هذه الفكرة تجاوبا كبيرا من أبناء صعده، ومن هنا نشأت الفكرة والدافع من وراء ذلك هو المصلحة العامة.

ـ وضعت الحرب أوزراها مؤخرا في صعده، فمن هو الحاكم الفعلي حاليا لمحافظة صعده، هل هي الدولة أم المتمردون الحوثيون، أم مشايخ القبائل؟

ـ يمكن القول ان الدولة تسيطر فقط على المناطق الواقعة في دائرة الحزام الأمني في مدينة صعده فقط، بينما تنقسم السيطرة على المناطق الأخرى بين أبناء محافظة صعده من مشايخ ووجهاء وبين الحوثيين، فمناطق يسيطر عليها الحوثيون ومناطق يسيطر عليها المشايخ القبليون من أبنائها، فالسيطرة على مناطق محافظة صعده موزعة على ثلاث سلطات، سلطة الدولة، سلطة الحوثيين وسلطة مشايخ القبائل، فالسلطة في صعده بيد أبناء محافظة صعده، والحوثيون لهم تواجد في مناطق كثيرة في صعده.

ـ هل تعتقدون أنه يمكن نجاح اتفاقية وقف إطلاق النار في صعده في ظل هذه الظروف القائمة والأوضاع الشائكة فيها؟

ـ نعم بالإمكان نجاحها في حال توفر إرادة ومصداقية من قبل جميع الأطراف، ومرونة وتفاعل وإشراف من اهل المنطقة وإشراكهم مع من يهمهم السلام في صعده، فإذا توفرت هذه الأمور فسيكون لها دور كبير في تحقيق السلام في صعده، ومؤتمرنا له رؤية فيما يخص ذلك.

ـ ألا تتوقعون استئناف حرب سابعة في صعده في حال تعثرت اتفاقية وقف إطلاق النار بين الدولة والحوثيين؟

ـ لا أتوقع استئناف حرب سابعة بين الجانبين، ونحن ضد حدوث أي حرب جديدة، وسنسعى جاهدين إلى عدم حدوث مثل هذه الحروب، وسنضطر إلى التدخل وتقريب وجهات النظر بين الطرفين لتفادي الحرب، وسنحاول أن نسد الفراغ الموجود بينهما، وهو فراغ عدم وجود الثقة بين الطرفين المتحاربين، وسنعمل بحيادية وسنتمسك بمسافة متساوية من قبل الطرفين.

ـ الحوثيون كثيرا ما يتهمون تجار الحروب بتغذية الحرب في صعده، سواء المتاجرين بالأسلحة أو بعض القيادات العسكرية التي يروق لها استمرار الحرب في صعده، ما مدى واقعية هذه الاتهامات؟

ـ كل طرف له وجهات نظر وله أغراض، ظاهرها غير باطنها ولكن في الواقع هناك سيئون في كل اتجاه ولكن ليس بالشكل الذي يتردد هنا أو هناك، ومع ذلك إن عامل الخير لا زال موجودا أكثر من عامل الشر.

ـ في هذا الاتجاه، من هم الذين ساهموا في تغذية هذه الحروب الست بالسلاح بين الدولة والحوثيين في صعده؟

ـ أولا لو وُجد الحوار بين الأطراف المتحاربة وقبول كل منهما بالطرف الآخر لكان الوضع مختلفا ولما كان حصل ما حصل من هذه الحروب، أما بالنسبة للمغذّين لهذه الحروب، فكما تعلم نحن مجتمع مسلّح وما يحصل من مواجهات مسلحة تثبت أن ما يحصل من غنائم ـ من القوات الحكومية ـ في هذه الحرب هي الممول الأساسي وهي المصدر الأساسي للسلاح المستخدم في هذه الحروب بين الدولة والحوثيين.

ـ عندما يذكر اسم الشيخ فارس منّاع تحضر بقوة قضية تجارة السلاح، فهل فعلا أنتم الرقم الأول في مجال تجارة السلاح باليمن؟

بداية أود الإشارة إلى أن هناك أناسا كثيرين يريدون تشويه سمعتنا لأهداف لا نعرف ما هي طبيعتها على الرغم اننا لا نكنّ للناس إلا الخير، أما بالنسبة لتجارة السلاح فنحن لسنا بتجار سلاح بالشكل الذي يصورونه، نحن نعمل كمستشارين أو كوسطاء بين الدول والشركات المصنعة للسلاح ونعمل بشكل قانوني وفقا للقوانين المعمول بها في كل دولة، ووفقا للقانون الدولي، ونحن لم نعمل أي عمل غير قانوني، ولكن المغرضين والمشوهين والقاصدين تشويه سمعتنا يسعون إلى مثل هذه الأقاويل، ولست أدري ما هو هدفهم، فنحن ندعو إلى السلام ونحن دعاة سلام، وتجارة السلاح يمكن أن تغيّر كلمة (تجار السلاح) بلفظة (وسطاء) بين الدولة والشركات المصنعة للسلاح، ونأخذ عمولتنا بالشكل المتعارف عليه تجاريا في كل دول العالم، ونحن واثقين من أنفسنا، ولسنا كما يصورنا بعض المغرضين بشكل مشوّه، وأؤكد بأن هذا غير حقيقي وأن الدعايات والاتهامات الباطلة التي يقولونها عنا لا أساس لها من الصحة، ومنها أنهم يقولون اننا نمارس التجارة بالأسلحة على المستوى الإقليمي وبشكل غير قانوني، هذه أقاويل كاذبة ولا تستند إلى أي دليل ولا أعرف من أين يأتون بهذه الاتهامات، وأود التأكيد بأن هذه الاتهامات ما هي إلا أقاويل كاذبة وأنها من قبيل تحقيق أغراض شخصية ومماحكات سياسية وأن ليس وراءها دليل واضح، مع أنه لدينا رصيد كبير في السلام وسنسعى لتحقيق السلام، حيث وهو مبدأ ثابت لدينا.

ـ هل يعني هذا أنكم تمارسون نشاطكم التجاري بالأسلحة بتصريح رسمي مثلكم مثل التجار الآخرين؟

ـ بالنسبة لتجارتنا هي واضحة، ولا نعمل أي شيء إلا بشكل قانوني، ولا أستطيع أن أعمل، لا أنا ولا غيري، إلا في ظل القانون، وكلما يتداول في هذا الجانب هي مجرد أقاويل ولا يعرفون ماذا يقولون، وكلما نقوم به من هذه الأعمال هي القيام بتقديم عروض أسعار للأسلحة، بدلا من شرائها بشكل مباشر من الشركات المصنعة، حيث تقوم الدولة بشراء الأسلحة عن طريقنا كوسطاء عندما تجد سعرا أقل بهذه الطريقة، وبعدها يتم استكمال الصفقات التجارية بشكل مباشر بين الدول وبين الشركات المصنعة للأسلحة، فيما أحصل أنا على عمولتي المتعارف عليها تجـاريا، هــذا هو خلاصة الموضوع وليس فيه شيء غريب وما يقال غير ذلك فهي أكاذيب.

ـ لما إذاً قام جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) باعتقالكم مؤخرا، بشكل ملفت للنظر، على الرغم من ثقلكم التجاري والقبلي في صعده؟

ـ أعتقد أن اعتقالي كان بسبب وجود شخصيات لا ترضى أن يتحقق السلام عن طريقنا في محافظة صعده، وهي من قبيل المماحكات السياسية، ولقد ثبت أنه لا توجد تهمة ضدنا، وأن اعتقالي كان من ضمن الأخطاء ومن ضمن التقارير المخابراتية الخاطئة، التي تصدر من بعض الأجهزة الأمنية، التي تسببت هذه الأخطاء أيضا في دخول الدولة في الحرب في صعده وفيما هي فيه من متاعب ومن مشاكل، ولذا أجزم أن اعتقالي كان من ضمن الأخطاء الأمنية الفادحة التي حصلت، والتي كانت سببا في حصول الحرب في صعده وحصول مشاكل كبيرة جدا للدولة، وكانت من ضمن الأخطاء التي أدخلت البلاد في مشاكل كبيرة ومن هنا نأمل من الأخ رئيس الجمهورية أن يعيد النظر فيمن ينقلون تلك الأقاويل الكاذبة التي تبنى عليها التصرفات والقرارات التي تكلف البلد ثمنا باهضا وتسبب الكوارث للبلد.

ـ هل تعتقد أن هذه الأخطاء هي أخطاء أمنية صرفة أم أنها أخطاء سياسية؟

ـ إنها أخطاء أمنية، لأغراض شخصية، حيث تستعمل سلطتها لتحقيق أغراض شخصية بدلا من استعمالها فيما ينفع البلد.

ـ هل نعتبر اعتقالكم كان نوعا من انقلاب الدولة عليكم وتنكرا لأحد حلفائها المهمين في صعده؟

ـ يعتبر فسادا في الجهاز الأمني، فسادا غير عادي في جهاز المخابرات، وهو من ضمن ما سببته هذه الأجهزة من أخطاء وأعباء كبيرة جدا على البلد من ضمنها ما حصل في صعده، والصورة اتضحت لاحقا بأنه لا توجه تهم ضدي، وكان المقصود تحقيق أغراض شخصية.

ـ هل نشاطكم التجاري في مجال الوساطة لشراء الأسلحة محصور في اليمن أم أنه يمتد لدول المنطقة العربية أيضا، كما أشرتكم سلفا؟

ـ بالنسبة لنا، عملي ليس بالكامل محصورا في بعض صفقات الأسلحة التي تخص الدولة، ولكن لدي أعمالا تجارية كثيرة جدا، في مجال البورصة، في مجال النظام المالي، في مجال المقاولات وفي مجال مواد البناء وغيرها، فالتجارة في مجال الوساطة لشراء الأسلحة ليست الوحيدة التي نمارسها، ونحن نعمل مع عدة دول مماثلة مع كل الشركات التي تتعامل مع الكثير من الدول، بطرق المنافسة، بشكل المناقصات، وبشكل تقديم عروض اسعار، كلٍّ بحسب سعره ومواصفاته.

ـ كيف تصفون علاقاتكم مع هذه الدول التي تتعاملون معها؟

ـ لدينا علاقاتنا تجارية كثيرة وواضحة مع العديد من الدول، محكومة بالأسس والقوانين التجارية المعمول بها في كل بلد والمعمول بها دوليا، ولا يوجد حولها أي شائبة.

ـ يتردد بأن الشيخ فارس منّاع يعد أحد أبرز ثلاثة تجار سلاح في المنطقة العربية، ما مدى واقعية ذلك؟

ـ أنا أفضّل أن أترك التشخيص للآخرين، قد يكون هذا التقدير صحيحا، وقد يكون غير دقيق، إنما الحمد لله على كل حال، وفي أي وضع نحن فيه، نحن في نعمة وفي خير، وعملنا معروف، وقد يكون هذا التقدير صحيح، وقد يكون أقلّ وقد يكون أكثر.

ـ يعد الغموض أحد أبرز الملامح الرئيسية لشخصية الشيخ فارس منّاع، فهل كان هذا بسبب اشتهاركم بتجارة السلاح، أم كان لأسباب أخرى؟ خاصة وأنكم كنتم تعملون بعيدا عن الأضواء في وسائل الإعلام؟

ـ ظهرنا إلى الأضواء، عندما قررنا أخذ دور حيادي لما فيه المصلحة العامة وإنشاء تكتل السلام الوطني في صعده، بشكل حيادي، لأننا نرى أنه مبدأ وطني نخدم البلاد من خلاله، ونحافظ على ما يجب الحفاظ عليه، قد يكون هذا النشاط وراء ظهورنا واهتمام وسائل الإعلام بنا، بالإضافة إلى الأحداث التي حصلت لنا والاعتداءات علينا التي ربما تكون سببا للاستفسار عما حصل لنا فجأة وبشكل مفاجئ، وكذلك نيتنا الصادقة لتحقيق السلام وبشكل حيادي، دون المحاباة لهذا أو لذلك.

ـ كم عدد الدول التي تمارسون فيها تجارة الأسلحة؟

ـ نحن نتواجد في العديد من الدول التي نقوم بممارسة نشاطنا التجاري فيها كمستشارين وبتقديم أحسن العروض الممكنة للأسلحة ولمتطلبات أي دولة، بشرائها من الشركات المصنعة للدول التي ترغب بها، والحصول منها على عمولة، وهذا نشاط مشروع ولسنا الوحيدين العاملين في هذا المجال فهناك العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال.

ـ قبل فترة قرر اليمن وقف الوساطة أو (السمسرة) عند القيام بصفقات شراء الأسلحة، هل يفهم من هذا أنكم المقصودون من ذلك، للحد من نشاطكم في هذا المجال؟

ـ من ضمن الخلافات بيني وبين الدولة سعيهم إلى تحويل العمولات إلى جهات أخرى، وهذا هو جوهر الخلاف بيني وبينهم، وهذا هو السبب الرئيسي في هذا الشأن.

ـ الكثير من المراقبين يتساءلون عن مصدر أسلحة الحوثيين، الذي ساعدهم على الصمود في وجه الدولة خلال ست دورات من الحرب في صعده منذ 2004؟

ـ من المعروف أن كل إنسان هنا يملك بندق ويملك ذخائر، واستمرار الحوثيين في المواجهات ضد الدولة كان بسبب حصول الحوثيين على أسلحة من الغنائم التي كانوا يحصلون عليها من معسكرات الجيش، وهذا هو المصدر الوحيد لأسلحة الحوثيين، ولولا هذا المصدر لما استطاعوا أن يواصلوا قتالهم.

ـ هل لديكم مكاتب تجارية تمثلكم خارج اليمن؟

ـ نعم، لدينا عدة مكاتب تجارية في العديد من دول العالم، لدينا مكاتب في دول أوروبا الشرقية، وفي دول الاتحاد السوفييتي السابق، وكان لدينا مكتب في مبنى برجي التوأم في نيويورك الذي دمرته أحداث أيلول (سبتمبر) 2001، بالإضافة إلى أنه لدينا عدة مكاتب تجارية في دول أخرى في عدة مجالات وليس في هذا المجال فقط.

ـ شقيقكم الشيخ حسن منّاع عمل محافظا لصعدة، في حين تعملون في تجارة الأسلحة، فكيف استطاعت أسرة منّاع الجمع بين إدارة السلطة المحلية في صعدة وبين ممارسة هذا النوع من التجارة وهل كان للثقل القبلي والمالي دور في ذلك؟

يوجد لدينا إدارات متخصصة لإدارة أعمالنا التجارية، وبالنسبة للسلطة المحلية لصعده هي فُرضت علينا فرضا، فلسنا الذين سعينا لها ولكنها هي التي أتت إلينا، والوازع الوطني والديني يحتّم على أي إنسان أنعم الله عليه ماليا واقتصاديا واجتماعيا أن يخدم مجتمعه، وهو ما نعتبره (زكاة الجاه) لتقديم أي شيء لبلدنا، فعندنا من الإدارة ومن الامكانية ما نستطيع بها القيام بهذه المهام، ولا شك أن الثقل القبلي والمالي أتاح لنا إمكانية القيام بكل هذه المهام.

ـ كثيرا ما تسلط الأضواء على اليمن بأنه بلد غارق بالأسلحة، كخبير في هذا المجال، ما هي حجم تجارة الأسلحة في اليمن؟

حجم تجارة الأسلحة في اليمن كبيرة، نتيجة أن شعب اليمن شعب مسلح ومرّ بالكثير من الحروب، فهذا هو السبب الرئيسي لتواجد الأسلحة بكثرة في اليمن، أما بالنسبة للفترة الأخيرة، فلم تعد التجارة بهذا المجال بالحجم الذي تهوّله وسائل الإعلام، وإنما اليمن اكتظ بالأسلحة بشكل كبير للحروب التي مضت وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل اليمن مكتظا بكثرة الأسلحة.

ـ العديد من المصادر الخارجية تشير إلى أنه يوجد في اليمن نحو 60 مليون قطعة سلاح في أيدي المواطنين المدنيين، بينما المصادر الحكومية اليمنية تشير إلى وجود نحو 8 ملايين فقط، أين تكمن الحقيقة واي الرقمين أقرب للواقع؟

ـ لا هذا ولا ذلك، لأن الرقم الواقعي قد يكون في حدود 20 مليون قطعة سلاح، أي بمعدل قطعة سلاح واحدة لكل مواطن.

ـ كأحد أبناء محافظة صعده وكأحد رجالاتها البارزين، ما هي الأسباب الحقيقية لنشوب الحرب في صعده بين القوات الحكومية والحوثيين واستمراريتها لهذه الفترة الطويلة؟

ـ الأسباب هي عدم تغليب لغة الحوار وعدم احترام الحقوق وعدم القبول بالآخر وعدم تغليب سيادة القانون بكل شفافية.

ـ هل تعتقد أن محافظة صعده بعد كل هذه الحروب وكل هذه الدماء والدمار يمكن أن تفتح صفحة جديدة للسلام مع الدولة وفيما بين قبائلها؟

ـ نعم أعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك، ولذا نسعى من خلال مؤتمر السلام الوصول إلى توفير البيئة المناسبة لتحقيق ذلك.

ـ ما هي الشروط الملحّة من وجهة نظرك لتطبيع الأوضاع في محافظة صعده؟

ـ أولا وقبل أي شيء تعاون الدولة وكذا تعاون الحوثي من أجل تحقيق ذلك، لأن تعاونهم سيساعد في اختصار المسافة نحو تحقيق السلام وتطبيع الأوضاع في صعده، وأدعو كل الأطراف إلى أن يوجدوا الإرادة الصادقة لتحقيق السلام في صعده، في ظل الدولة والدستور والقانون وفي ظل سلطة محلية منتخبة بكامل صلاحياتها وإيجاد شفافية وحوار وحفظا للحقوق وكذلك إشراك أبناء محافظة صعده في كل خطوات ومشاريع السلام فيها، لأنهم هم المعنيون بالسلام وهم الذين تضرروا واكتووا بنار الحرب ودورهم الإشرافي لضمان تحقيق السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى