أرشيف

اليمن.. لاعب بدائي فـي نادي الكبار

يقول متابعون إن جهل السلطة في اليمن هو ما جعلها تعمى عن إدراك أن الأمريكان اليوم يستغلونها في ممارسة اللعب لصالحهم ولو على حساب أمننا القومي حتى أن اليمن غدا وعلى حين غرة وليس أفغانستان منبعاً للقاعدة.

من يصغي اليوم للعالم وما يقول عن اليمن يدرك الحقيقة القائلة إن السلطة تستخدم ما يسمى (القاعدة) كورقة للابتزاز وجلب مزيد من الأموال والسلاح لمحاربتها على الأراضي اليمنية الأمر الذي قد يعود بنتائج عكسية لتبرير احتلال البلد وها هو العالم يصوب أنظاره على اليمن كمصدر لتهديده، كل ذلك بسبب تصرف السلطة الذي بدأ انتهازياً وساذجاً أكثر منه حقيقة، كما بدأت تحصد نتائجه وهي نتائج مهينة وفي الغالب سلبية.
ويقول أحد الساسة اليمنيين إن تصرف السلطة بغباء وجهل مفرط بورقة القاعدة جعل الأمريكان يظهرون أنفسهم مستهدفين منها وهو تبرير لنقل معركتهم من أفغانستان إلى اليمن وأن كل الاغتيالات والعمليات المفبركة الذي تم تنفيذها في الأسابيع الماضية وحصدت حسب إحصائيات السلطة 70 جنديا ما بين ضباط في الأمن السياسي وجنود أمن وكانت السلطة تسارع في توجيه أصابع الاتهام للقاعدة بالوقوف وراء هذه العمليات.
والهدف من ذلك جلب مزيد من السيولة النقدية دون إدراك بأن كل ذلك العمليات تصب في إطار تبرير التدخل الأمريكي في اليمن أكبر.
ويتساءل قائلاً: كيف تحول أنور العولقي بعد وصوله اليمن قادماً من أمريكا إلى خطر يهدد أمنها القومي وهو أحد رعاياها.. فقد يتذرعون به لاحتلال اليمن كما تذرعوا بأسامة ابن لادن لاحتلال أفغانستان.
مثل إفريقي مأثور يقول (عندما يتعارك فيلان يتحمل العشب النتائج).. قول ينطبق على اليمن حاليا.. أمريكا والقاعدة فيلان، ونحن العشب، بيد أن (العشب) لديها ذريعة تبدو ساذجة على أننا حلفاء مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة القاعدة. وهذا أمر طبيعي في ظل العلاقات الدولية والمصالح المتبادلة بين الشعوب لكن ذلك لا يعني أن تجهل بما تجنيه من ذلك.
القدس العربي في عمود رأيها تقول لا نستبعد أن يكون التركيز المبالغ فيه على اليمن وخصوصاً ما أثارته قضية الطرود والانفلات الأمني فيه من قبل بعض أجهزة الإعلام الغربية يخفي أجندة أمريكية واضحة المعالم تريد إيجاد الذرائع والمبررات لإرسال قوات أمريكية إلى اليمن، لكي تقيم فيه قواعد دائمة.
فالإدارات الأمريكية المتعاقبة تنظر دائما إلى اليمن كبلد يتمتع بمكانة مهمة بسبب موقعه الاستراتيجي المتحكم بخطوط الملاحة الدولية، علاوة على مدخل البحر الأحمر وقناة السويس.
كما يبدو أن هناك مخططاً لاستنزاف اليمن وتفتيت وحدته الداخلية، يتخفى تحت ذرائع عديدة، وحدوث أخطاء أو سوء تقدير من قبل الحكومة المركزية، ساهم بلا شك في إنجاح بعض فصوله.
جريدة الصباح الصادرة عن شبكة الإعلام العراقي قالت: إن اليمن -وعلى الرغم مما اتخذته من تدابير ومعالجات- إلا أنها لم تقترب بعدُ من الحسم النهائي لهذا الملف الشائك -أي ملف القاعدة- الذي ما فتئ يحمل ما بين فترة وأخرى مفاجآت تعيد الجهود التي تبذلها في كل مرة إلى واجهة السؤال، كلما اقتربت من وضع مشارف الحسم النهائي لهذه الإشكالية التي باتت عصيّة على فهم كثير من المراقبين والمتابعين والمحللين، خاصة وهم يلاحظون أن هذا الملف أغلق (أو كاد) في أكثر من بلد كمصر، والعراق، ولبنان، وحتى السعودية التي تُعد المنبع الأول للجماعات الإرهابية المتشددة، باستثناء اليمن التي تبقيها الحوادث الإرهابية المتجددة والمفاجئة من حين إلى آخر موضع تقييم وإعادة نظر من قبل التحالف الدولي والإقليمي للحرب على الإرهاب الذي تقوده واشنطن.
وحسب محللين سياسيين يمنيين فإن ذلك ليس نوعا من أنواع التعاون وليس الأمر متعلقاً بذلك، إنها علاقة مصلحية بالدرجة الأولى والأمر في مجمله متعلق بفرض الهيمنة على اليمن.

ماذا لو كانت السعودية أدلت لليمن بالمعلومات!؟
يتساءل البعض قائلاً ماذا لو أن السعودية أدلت لليمن بالمعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها بشأن الطرود بدلاً من واشنطن؟! كانت اليمن ستفلت من النتائج التي تتخذها بعض الدول بشأن الحركة الجوية للطيران حيث بعض الدول منعت الشحن الجوي ومنع الرحلات من وإلى اليمن، أليس هذا متعلقاً بشأن المعلومة التي منحتها الشقيقة الكبرى لواشنطن وإن كان في العملية حبكة استخباراتية بادية للعيان!؟
يقول محللون إن ما أقدمت عليه السعودية ليس إلا محاولة للثأر لنفسها حيث وأن السلطة في اليمن وفي 19 أكتوبر الماضي أعلنت عن اعتقال (صالح الريمي) في مطار صنعاء خلال قدومه من السعودية بتهمة أن الريمي مدرج في لائحة المطلوبين أمنياً للأمن اليمني، غير أن اللواء منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية قال في تصريح للشرق الأوسط في إجابته عن سؤال حول الموضوع: «إننا لم نتلق أي معلومات من الأشقاء في اليمن تفيد بأن المواطن الريمي على علاقة بأي أنشطة تمويلية لصالح القاعدة».
فهذا يبدو أثار حساسية لدى المملكة في عدم جدية السلطة في اليمن بالتعاون معها حسب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الجانبين وقد يكون فهم المملكة لهذه العملية بأنها محاولة من اليمن لتشويه صورتها وأنها تتساهل مع عناصر التنظيم وهو ما حمل السعودية على الثأر لنفسها وتجميل صورتها كحليف استراتيجي للغرب في محاربة القاعدة وتجميل صورتها لدى أمريكا على وجه الخصوص على حساب اليمن.
وهو ما جعل العملية تبدو واضحة بأنها عمل استخباراتي لأغراض سياسية.
ويضيف متابعون أن هذه الضربة لسمعة اليمن لم تعد مجرد اختراق لتنظيم القاعدة وإنما يثبت أن المخابرات التي حصلت على الرقمين المتسلسلين هي بنفسها التي أرسلت الطرود وثم أبلغت أمريكا.
ويجزم آخرون بأن الموضوع وراءه المخابرات السعودية مستدلا بأسباب تبدو منطقية محتواها أن الطائرات الحاملة للطرود لم تمر عبر المطارات السعودية حتى يتسنى لهم معرفة الطرود ورقم تسلسله بل كيف استطاعوا أن يحصلوا من سجلات الجامعة على بيانات الفتاة (حنان) ورقمها وكتابته على العبوة ولا يعقل أن يرسل شخص طرداً مفخخاً ويكتب اسمه وتلفونه؟ وقد لا تدرك المملكة ما سينسحب عليها من أخطار إذا ما حصل تدخل عسكري في اليمن فما ستعانيه المملكة قد لا يكون أقل مما حصل مع باكستان التي سهلت دخول الأمريكان و(حلف الناتو) لضرب القاعدة في أفغانستان.
وهي سياسة قد تكلف الأسرة الحاكمة في المملكة ما لم يكن في حسبانها إذا سارت الأمور في اليمن إلى ما هو أسوأ من اليوم. إلا أن هناك من له رأي مغاير يقول إن نظام الرياض وجه رسالة شديدة اللهجة لنظام صنعاء، جزاء تقربه من الدوحة ومن عودة الحياة للوساطة القطرية في صعدة.

هل تتجه العلاقات اليمنية السعودية إلى الانفصال بعد حادثة الطرود!!

منذ عقد قمة غزة الطارئة الذي تغيبت عنها جراء ضغط سعودي بسبب موقف السعودية من قطر المنافس الجديد للسعودية في المنطقة، منذ ذلك الحين بدا أن العلاقات اليمنية السعودية تسير في طريقها إلى التدهور وتضاعفت وتيرة التدهور بعد دخول المملكة في الحرب السادسة في صعدة كطرف مستهدف من الحوثيين، الأمر الذي جعل السعودية تضخ أموالها لرجال القبائل القاطنة على الحدود اليمنية السعودية لاستشعارها بوجود تهديد استراتيجي يتسلل ببطء إلى أراضيها على الرغم من تأمين حدودها بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود ولكن ذلك الانطباع -التسلل الذي يزحف باتجاه السعودية- ازداد فعلا وخصوصا بعد أن دخلت السعودية في حرب مع الحوثيين الذي تسللوا إلى جبل الدخان الواقع داخل حدود المملكة، وبحادثة الطرود المفخخة يبدو أن العلاقة ستزداد سوء، وربما تصل إلى مستويات أبعد من أن يمكن تصورها

صحيفة الأهالي اليمنية الأسبوعية

 
زر الذهاب إلى الأعلى