أرشيف

المرتضى المحطوري .. شيخ بسبعين روح

في كل دول العالم لا يوجد ولا ينبغي أبداً أن يوجد فرق بين مواطن وآخر لأي سبب، والمعيار الوحيد في إيجاد هذا الفرق هو الكفاءة والعمل ونوع المساهمة التي يقدمها هذا أو ذاك، من أجل المجتمع الذي ينتمي إليه. وفي اليمن كنا نتمنى أن تكون هذه القاعدة هي عقيدة الوطن حتى يوحي له بها إيمانه بالمستقبل والتوحد ورفضه للفرقة والطائفية والمناطقية، وبذلك يعتنق المساواة، ويولي وجهه شطر “المواطنة” التي تصنف أي مواطن على أساس “المواطنة المتساوية” وليس على أساس مذهبه أو طائفته. ولا يكفي كي تتجسد هذه العقيدة واقعاً أن يؤمن بها الوطن وحده وإنما أن يؤمن بها كل المواطنين من كل الفئات، يمارسونها في كل يوم، ولا يعاملون بعضهم البعض على أساس طائفي أو فئوي وأن يؤمنوا في كل لحظة بأن المعيار الأول للنمو في هذا الوطن هو الكفاءة والقدرة.. وليس أي شيء آخر.

 

والدكتور المرتضى بن زيد المحطوري رئيس معهد بدر العلمي والثقافي نموذج هام جداً في تأكيد هذه القاعدة بشقيها.. ومثال للمواطن الذي قرر من اليوم الأول أن يتصدى للحياة العامة بكل ما يملك من أسلحة العلم وطاقات الدراسة.. فنال ثمرة ذلك وصار أول عالم يتولى ذلك المنصب الهام بمباركة وبقرار من الأخ رئيس الجمهورية.. ولأن وضوح الرؤية من البداية، والابتعاد عن زيغ الهدف هو الذي يقود صاحبه إلى ما يريد، فقد كانت رؤية الدكتور المرتضى الذي ولد في ناحية المحابشة محافظة حجة عام 1955م جلية منذ اللحظة الأولى. حيث حصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة صنعاء في عام 1982م بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1987م.. ثم نال الدكتوراة من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1994م.

 

على الصعيد الشخصي.. يعرف عن المرتضى أنه شخصية “عنيفة الملامح” “رقيقة الطباع”.. غزيرة العلم، قوية الحجة، كما يعرف عنه شغفه بتأليف الكتب الدينية القيمة، والبحوث الهامة، والتي بلغت حتى الآن 15 كتاباً وبحثاً.. 

ولكنه في أوقات أخرى يؤثر التحقيق في الكتب، والتي وصلت عددها إلى ما يقارب 17 كتاباً، كما أنه متواضع في حياته ومسكنه – بجانب طلابه – والذي لم يكن يغيب عنه الأصدقاء.. والكفاءة تسد أي عين عابرة، والقدرة والموهبة تضع صاحبها فوق منصة التأليف..

 

ولذا فأن الأجيال التي وجدت في الدكتور المرتضى هذه الصفات، ظلت تستفيد من علمه وكفاءاته عاماً بعد آخر. وسيرته الذاتية تثبت ذلك.. فقد عمل عضواً بإدارة المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضواً بجمعية علماء اليمن، وعضواً في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأستاذا جامعيا ومحاضرا بكلية الشريعة والقانون.

 

رجل مثل هذا من الطبيعي أن يؤمن بأقدار العلماء وكفاءة العالم، وبضرورة وضع مقاييس علمية دقيقة لكل من نطلق عليه عالماً.. حتى لا يصبح – والرأي للمرتضى – كل من قرأ كتاباً، أو أصدر فتوى، أو أعتلى منبراً أن نطلق عليه عالماً، من هذه الزاوية، يمكن التحديث بـ “لجنة العلماء” المرجعية لتقديم النصح والمشورة، لا ينبغي أبداً أن ننظر إلى قرار تشكيلها على أنها مجرد تشكيل لجنة، بل يجب علينا جميعاً أن ننظر بعمق إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، لأنه يمثل نموذجاً، كما يجب أن تكون عليه “لجنة العلماء”..

 

يقول المرتضى معلقاً: ما حدث لا يصح أبداً، وإنما كان ينبغي أن يكون حق اتخاذ القرار- في تشكيل اللجنة – للقضاء وحده. هؤلاء ليسوا علماء.. أما هؤلاء ليسوا علماء.. لذا فمن الطبيعي أن يكون الخطاب الذي يتحدث به العلامة المرتضى للرأي العام أساسه الكفاءة، وعماده المواطنة، يلفظ بالمناطقية، ويعلي قيمة العلماء والعلم الذي أمتهنه منذ سنوات طوال.. المحطوري شبح.. أم قديس؟!

 

 < يقول الدكتور خالد سعيد: تعرفت على المرتضى المحطوري لأول مرة في جامع بدر عقب أداء صلاة الجمعة.. وأستطيع القول: أنه رجل دين صحيح ومؤثر ومعبر، يتمتع بشخصية قوية قادرة على الإقناع لدرجة أن المستمع إليه يشعر بأنه أمام موسوعة دينية وعلمية متنقلة. وهذا أيضاً لا خلاف عليه إلا فيما ندر.. والمهم من وجهة نظري أن الرجل بالإضافة إلى ذلك يتمتع بحس الفكاهة، فهو ضحوك وصاحب نكتة.. يستطيع تحويل المنبر إلى ما يشبه مسرح مفتوح، حتى تكاد تسمع ضحكات الناس.. وكأنهم في مسرح قاهري أمام “الزعيم”.. وما ينبغي الاستغراب له في شخصية هذا العالم هو أسلوب إجابته على أسئلة بعض الناس وخاصة تلك التي تتعلق بالقضايا الوطنية الهامة.. هنا.. وهنا تحديداً نجده وقد رمى برداء الصراحة، واستبدله بأسمال أخرى.. لا ملامح لها ولا لون.. فجأة يدخل دائرة التحفظ، ويحجم عن إبداء رأيه.. ويكتفي بالقول: “ما علينا.. منهم.. يسيروا ملح”.. المؤكد أن المرتضى المحطوري لديه قدرة فائقة في التأثير في اتجاهات الناس.. وإقناعهم وكسبهم.. غير أن خوف الناس من رقابة الأمن، جعلت بعضهم يتجنبون الاختلاط بهذا العالم.. بل ويترددون عن أداء الصلاة في جامع بدر..

 

لكن ليس غريباً أن ترى تلاميذه ومريديه الدارسين في المعهد العلمي والثقافي التابع لجامع بدر ينظرون إليه بالإجلال والإكرام والتقدير.. فهو في نظرهم يعد أكثر من عالم، بل ويحاولون محاكاته، وتقليد أسلوبه وأعماله.. والثابت أن أراء الناس متضاربة حول هذه الشخصية لكن أين وجه الاختلاف؟ وأين الاتفاق؟! ثمة من يراه عالم دين من الطراز الأول، ومنهم من يراه قديسا.. وآخرون لهم رأي مغاير، بل ومتطرف، ويقولون: أنه لا ينتمي للإسلام البتة..!! ويستدلون في وجهة نظرهم هذه بمواقف المرتضى من قضية حرب صعدة، وبسببها يصفونه “بالأب الروحي” بعد الشيخ بدر الدين الحوثي. المرتضى.. بارع في كسب العداوات أما الطالب الجامعي أوسان سعيد محمد يقول: هذه الشخصية بارعة في كسب العداوات، وهذا يتجلى من جملة الآراء والتصريحات الحادة والعنيفة والمجافية للواقع، والتي تمس مشاعر الناس وتستفزهم، وتحديداً تلك التي تضع طائفة معينة من أبناء الشعب فوق الجميع.. ويصورها بأنها مصطفاة عند الله دون غيرها من الناس.. فكيف لنا أن نتقبل ذلك.. وهو الأمر الذي ترفضه تعاليم الدين. فأكرم الناس عند الله أتقاهم، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح.. ورغم هذه المثالب التي نتمنى أن يتخلص منها.. فنحن نحترمه ونجله. فهو قبل كل شيء عالم دين جليل وتربوي فاضل وله مواقف لا تنكر في مقارعة الظلم وكشف الفساد والمفسدين، وقد تحمل في سبيل ذلك الكثير من الأذية والاتهامات والعداوات والاعتداءات. حملة عدائية

 

وفي نفس السياق الطالب عبد الله المسعودي – معهد بدر العلمي والثقافي – ورغم حداثة سنه (17) عاماً إلا أن طريقة تفكيره وتحليله للقضايا، يخيل إليك أنه خريج جامعي.. ذكاء متقد وفهم عميق للمذاهب والفرق الدينية، وتحليل مضامينها قال: تعرفت عليه لأول مرة من خلال الحملة الدعائية المشينة التي يتعرض لها، والتي تروجها عشرات الكتب التي تحمل صوره، وتصوره بأنه ماسوني، وأحياناً مجوسي، بغرض تحطيمه وكسر شوكته، إضافة إلى سيل من الإشاعات بأنه شيعي متعصب لمذهبه. وكان كل ذلك يترافق مع أعمال التخويف والتحذير من تلقي العلم في المعهد أو أداء الصلاة في جامع بدر. وكنت وقتها طالباً في إحدى المدارس الرسمية، وأتطلع للدراسة لديه.. وعندما اتخذت قراراً بالدراسة في المعهد متحدياً كل ما يقال وجدت الدكتور المرتضى عالماً وتربوياً أحن على الطالب من الأب، ولم أر مثله في طريقة تدريسه ومعاملة طلابه، ولا في تواضعه وغزارة علمه والحقيقة أنني لا أعرف بالضبط سر الحملات التي يتعرض لها هذه الأيام، وقد نجح في تربية وتعليم أجيال المستقبل، وحقق نجاحات عالية..أيضا:

 

• أتفق على نزاهته وإخلاصه للجميع.. معارضوه قبل مؤيديه.

 

•  أحب بلاده وأخلص لها..

 

• – أحب الحرية ودافع عنها بكل ما يملك

 

• = ظل طوال حياته قدوة دينية مخلصة ووطنياً نزيهاً..

 

• أرتبط بآلام الناس.. وشارك في صناعة الأجيال..

 

• يعد عالماً ملتزماً، وسياسياً جريئاً..

 

• عاش حرباًُ على الفساد.. ومدافعاً عن الحرية طوال حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى