أرشيف

من أشعل حرب القاعدة والحوثيين؟  

شهد اليمن مؤخرا تطورات خطيرة تمثلت في سيارات مفخخة استهدفت مجاميع لأنصار الحوثي أوقعت عشرات القتلى والجرحى، أعقب ذلك اعتراف من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالمسؤولية عن هذه العمليات وبوقوفه وراء وفاة زعيم الحوثيين الروحي بدر الدين الحوثي.

وذكر بيان بموقع مقرب من القاعدة أن الحوثي قُتل نتيجة عملية نفذها أحد عناصر التنظيم المكنى بـ”أبي عائشة الصنعاني” في موكب لهم كان متجها للاحتفال بـ”يوم الغدير”.

لكن مصدرا بالمكتب الإعلامي لجماعة الحوثي باليمن نفى ما سماها “المزاعم” عن مقتل زعيمهم الروحي بدر الدين الحوثي في عملية تفجيرية نفذها شخص من القاعدة.

وقال ذلك المصدر في اتصال مع الجزيرة نت من صعدة “إن السيد بدر الدين الحوثي توفي نتيجة مرض الربو الذي كان يعاني منه، عن عمر ناهز 86 عاما”.

واعتبر أن “المستفيد الأول للترويج لما سماها بـ”الأكاذيب” هي أميركا وإسرائيل، وذلك لإيجاد أرضية للحضور الإعلامي للتنظيم الوهمي (القاعدة) الذي يسير بالريموت من قبل الاستخبارات الأميركية”.

فتن طائفية

وبشأن الهدف من إشعال حرب بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، قال المصدر الحوثي “إن الهدف هو إدخال اليمن في فتن طائفية لا نهاية لها كما هو حاصل في العراق، وهذا مستحيل، ولا يمكن أن ننجر تحت عناوين طائفية”.

وتعليقا على هذه التطورات اعتبر الصحفي محمد الأحمدي، المتخصص بالجماعات الإسلامية، أنه على المستوى اليمني لا أحد يستفيد من الصراع بين الحوثيين والقاعدة، مشيرا إلى أن كل طرف يحمل الآخر مسؤولية البدء في هذا الصراع.

ولكنه ذكر في حديث للجزيرة نت أن الحوثيين “كانوا منذ عدة أشهر يوزعون ملصقات تحرّض ضد القاعدة، كما أن الحوثيين سبق وأن ألقوا القبض على شخصين من القاعدة في سبتمبر الماضي، وسلما إلى السلطات الأمنية اليمنية”.

وقال “يبدو أن ما أثار حفيظة القاعدة أيضا هو هجوم الحوثيين في الفترة الماضية على مساجد سنية، وتوسعهم وسيطرتهم على محافظة صعدة، ومنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، ومعظم محافظة الجوف، والاعتقاد بأن السلطة مكنت لهم ذلك عبر خروجها وتسليمها أمور تلك المناطق”.

وعن المستفيد من صراع الحوثيين والقاعدة، قال الأحمدي “هناك قوى دولية وإقليمية، وتحديدا أميركا والسعودية تستفيدان من أي صراع بين القاعدة والحوثيين، ولكن على المستوى اليمني ستكون عواقب الصراع كارثية، لأنها ستوسع من دائرة وساحة الصراع”.

من جانبه قال الباحث بشؤون جماعة الحوثي، عبدالفتاح البتول، إن تفجيري الجوف وصعدة ينسفان تلك التحليلات التي كانت تتحدث عن وجود تعاون وتنسيق بين الحوثيين والقاعدة في مواجهة السلطات اليمنية.

عهد جديد

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن “إعلان القاعدة مسؤوليتها عن استهداف الحوثيين يعتبر مفاجئا، وخطوة لم تكن في الحسبان، وقد فتحت عهدا جديدا في حرب صعدة، وأصبح الحوثيون في مواجهة تنظيم مسلح يحمل رؤى عقائدية ومنطلقات فكرية”.

واعتبر البتول أن “من المفارقات أن الحوثيين سارعوا لاتهام أميركا وإسرائيل بالعمليات التفجيرية، مما يعطي مؤشرا بأن الحوثيين لا يرغبون في مواجهة القاعدة، ومن الواضح أن الفترة القادمة ستشهد مواجهات بين الطرفين وستتخذ أشكالا وطرائق متعددة.

وأكد أن الأميركيين سوف يستفيدون من هذا الصراع بتشجيع ودعم الحوثيين لضرب القاعدة، وخاصة في المناطق التي يسيطرون عليها في صعدة والجوف وحرف سفيان.

في المقابل، يقول البتول، إن الأميركيين سوف يضغطون على الحكومة اليمنية لإدماج الحوثيين في العملية السياسية من خلال جناح سياسي، ذي مشروعية القوة والأمر الواقع.

وأضاف أن “القاعدة تشكل الآن حجر عثرة أمام تمدد وتوسع الحوثيين، ومصدر قلق وإزعاج لهم، وقد يكون ذلك مصلحة من نوع ما للحكومة اليمنية وللقبائل المناوئة والمعادية للحوثيين”.

وتوقع أن تتخذ المواجهات القادمة بين القاعدة والحوثيين عدة صور وأشكال قبلية وجغرافية وطائفية وعشائرية، ولفت إلى أن الحوثيين “واجهوا قبل أشهر جدارا منيعا من خلال الوقفة الحازمة لقبيلة حاشد بزعامة البرلماني الشيخ حسين الأحمر، الذي أهدر دماء أي شخص من قبيلة حاشد ينتمي للحوثيين، وهدد الحوثيين بأن قبيلة حاشد خطا أحمر”.

المصدر: الجزيرة 

زر الذهاب إلى الأعلى