أرشيف

واشنطن تعتزم استبدال دبلوماسيين فضحتهم وثائق ويكيليكس

هدد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان آسانج بتصعيد عملية نشر الوثائق السرية الأمريكية إذا اعتُقل، في الوقت الذي يواجه فيه موقعه حصارا ماليا بعدما اوقف موقع “باي بال” الأمريكي المتخصص في خدمات التحويلات المالية الالكترونية التبرعات لويكيليكس ومؤسسة ألمانية ناشطة في تلقي الإعانات للموقع.
وقال آسانج إن الأسرار المتبقية ستخرج دفعة واحدة عندما يستخدم عشرات الآلاف من الأشخاص كلمة السر لنشر الوثائق المشفرة الموزعة عليهم سلفا إذا أصابه مكروه.كما أوضح أنه اتخذ إجراءات أمنية بعد صدور تهديدات بقتله.
وفقد ويكيليكس مصدرا رئيسيا للدخل بعدما اعلن موقع خدمة العملة الالكترونية “باي بال” التوقف عن تلقي تبرعات لدعمه مشيرا الي ان ذلك يعود الي مشاركة الموقع في نشاط غير قانوني.
وفي سياق متصل ذكرت مجلة فوكاس الالمانية ان موقع “باي بال” المملوك لموقع المزادات الشهير “ايباي” اغلق ايضا حساب مؤسسة المانية تسمي “فاو هولاند” وهو اسم احد الناشطين في اتحاد قراصنة الكمبيوتر بحيث لن تتمكن من تلقي تبرعات لصالح ويكيليكس . واضافت المجلة ان المؤسسة كانت قد تلقت بعد وقت قصير من نشر ويكيليكس وثائقه الاخيرة 15 الف يورو من اشخاص متعاطفين مع ويكيليكس من جميع انحاء العالم.
وأبدت استراليا استعدادها لمساعدة الولايات المتحدة علي اعتقال أسانج، وقالت علي لسان مدعيها العام روبرت ماكليلاند إنها تدرس امكانية الغاء جواز سفره باعتباره مواطناً استرالياً ضمن الجهود الرامية لاعتقاله.وبدأت الشرطة الأسترالية تحقيقا بشأن ما اذا كان آسانج قد انتهك أيا من قوانين البلاد بما يجعله عرضة للمحاكمة فيها.وقال وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود علي هامش مؤتمر للأمن في البحرين أن المدعي العام الأسترالي طلب من الشرطة الاتحادية قبل أيام التحقيق فيما اذا كان آسانج قد انتهك أي بند من القانون الجنائي الأسترالي.
في السياق ذاته، أعلن موقع أمريكي علي الانترنت أمس ان الولايات المتحدة تنوي إجراء حركة تشكيلات في صفوف دبلوماسييها العسكريين والعاملين في مجال الاستخبارات في العالم لاستبدال الدبلوماسيين الذين نقل موقع ويكيليكس معلومات عنهم.
من جهة أخري، واصل موقع ويكيليكس أمس نشر مزيد من الوثائق المسربة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن رسائل دبلوماسية سرية ان كبار المسئولين الامريكيين يشعرون باحباط متزايد بشأن مساعي من وصفتهم بحلفاء واشنطن في الشرق الاوسط للمساعدة في وقف تدفق الأموال للارهابيين.
وزعمت إحدي الوثائق، ان المتبرعين في السعودية يشكلون أكبر مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية السنية علي مستوي العالم، كما ادعت البرقيات، أن الامارات لديها »فجوة استراتيجية« يمكن للارهابيين استغلالها، فيما ينظر لقطر علي أنها »الاسوأ في المنطقة« من حيث مكافحة الارهاب!
ووفقا لما ذكرته الصحيفة، فإن القادة الأجانب قاوموا الضغوط الأمريكية لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة بحق من يشتبه في دعمهم للارهاب، واتهموا المسئولين الأمريكيين في اجتماعات خاصة بملاحقة المنظمات الخيرية العربية والافراد العرب بطريقة فظة وبالاستناد إلي أدلة ضعيفة.
وذكرت وثيقة أخري نشرتها صحيفة »لوموند« ان طهران لاعب أساسي في العراق وتستخدم كل الوسائل الدبلوماسية والاستخباراتية والأدوات الاقتصادية لاقامة نظام موال لإيران في بغداد.
علي الصعيد ذاته، قال محمد جواد لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلي الإيراني لحقوق الإنسان ان نشر موقع ويكيليكس لبرقيات سرية لا يمثل حرجا للدبلوماسية الأمريكية كما يعتقد الكثير بل انه مؤامرة من قبل واشنطن لتحسين صورتها أمام أعين العالم.
وكشفت احدي الوثائق المسربة عن ان معارضة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انضمام تركيا الي عضوية الاتحاد الاوروبي هي مسألة مبدأ. واوضحت الوثيقة ان ساركوزي اعلن صراحة انه مهما كانت اسباب ابقاء تركيا خارج اطار الاتحاد الاوروبي فانه يعارض ادخال اكثر من 70 مليون مسلم الي الاتحاد. ومن جانبه, اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دبلوماسيين امريكيين بنشر “ثرثرة” و”افتراءات” بعد ان زعمت برقيات ويكيليكس المسربة وجود فساد في حكومته وصورته علي انه اسلامي. وفي كابول, اعتبر الرئيس الافغاني حامد قرضاي ان البرقيات المسربة التي انتقدت أفغانستان وباكستان ساعدت في التقريب بين البلدين رافضا محتوياتها التي وصفها بأنها أكاذيب.واشار قرضاي أيضا في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء باكستان الزائر يوسف رضا جيلاني الي ان عملاء من الخارج ربما يعملون علي زعزعة استقرار البلدين الجارين. واظهر عدد من الوثائق أن بعض معارضي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خططوا لاغتياله والتخلص منه وطلبوا لذلك العون من إسرائيل والولايات المتحدة.وفي مذكرات سرية اخري, اتهم دبلوماسيون امريكيون في بكين مسئولين صينيين كبار بالتورط في الهجمات الالكترونية التي استهدفت موقع جوجل.

المصدر: عواصم العالم – وكالات الانباء

زر الذهاب إلى الأعلى