أرشيف

علاقة القاعدة بالقبيلة وعلاقة القبيلة بالسلطة.. عمليات للسطو والتمويل لصالح القاعدة

 قبل ان نخوض في التفاصيل الدقيقة عن تنظيم القاعدة ومصادر قوته وعلاقاته وتحركاته نقدم لكم موجز عن نشاط القاعدة في العشرة الايام الاخيرة من شهر يناير المنصرم الذي بدا فيه تنظيم القاعدة اكثر عنفوان وتسجيل حضوره بقوته، فقد اوضحت مصادر يمنات ان تنظيم القاعدة يشهد توسع في محافظة (ابين) وبالذات في مديرية لودر وبشكل يمكن مشاهدة عناصره عند تحركاتهم الخاطفة والسريعة، بينما في محافظة حضرموت يسجل حضوره من خلال العمليات المباغته حيث اقدمت مجموعة مسلحة تتبع تنظيم القاعدة بتنفيذ كمين مسلح استهدف سيارتين تتبع ادارة الامن وادارة البريد في مديرية الشحر شرق مدينة المكلا عاصمة حضرموت واسفر الكمين عن قتل خمسة جنود والاستيلاء على مبلغ عشرة مليون ريال كانت في سيارة البريد التي تخص رواتب موظفين في مدينة الحامي شرق حضرموت وعلى الخط الساحلي حيث تم نصب الكمين الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم الاربعاء 26 يناير 2011 من قبل مسلحون يستقلون سيارة شاص لون (بيج) وتمكنت العناصر القاعدية من الفرار.
 
ان مثل هذه العمليات التي تقوم القاعدة بتنفيذها التي تستهدف فيها مثلاً سيارات البريد او الكهرباء او مهاجمة مقرات حكومية ايرادية تتم بدافع الغنيمة والحصول على المال التي تذهب لصالح الخلية المنفذة والمنفذون للعملية باستثناء خمس المبلغ يسلم لصالح القيادات العليا من منطلق نص قرأني يقول( اذا غنمتم غنيمة فلله ولرسوله الخمس).
 
وقد سبق ان قامت القاعدة بعملية مماثلة في اوائل شهر يناير استهدفت سيارة كهرباء كانت تحمل مبلغ مليون وخمسمائة الف ريال تم مهاجمتها من عناصر قاعديين يستقلون دراجات نارية في محافظة ابين واسفرت عن مقتل اربعة موظفين مدنيين والذي يدعو للغرابة والتفكر ان العملية التي استهدفت سيارة البريد ونهبت مبلغ عشرة مليون ريال تمت في طريق ساحلي يسهل السيطرة عليه ومراقبته وخاصة ان طقم عسكري امني كان يرافق سيارة البريد لحمايتها، ولكن القاعدة تمكنت من قتل خمسة جنود ونهبت المبلغ وغادرت دون ان تتمكن الاجهزة الامنية من اصابة السيارة او احد عناصرها والذين يقدروا باربعة اشخاص بينما الطقم الامني كان قوامه عشرة اشخاص.
 
كذلك تمكنا في العملية الثانية سائقي دراجتين ناريتين من السيطرة على سيارة الكهرباء التي كانت تحمل ايرادات شركة الكهرباء في ابين وقتلوا الموظفين المدنيين الابرياء ولاذوا بالفرار ولم تتحرك الجهات الامنية الا في وقت متأخر.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف يحصل عناصر القاعدة على معلومات تحركات السيارات التابعة للمؤسسات الحكومية المدنية التي تحمل مبالغ مالية ومعرفة ادق التفاصيل من ساعة انطلاقها وتجهيز العدة لمهاجمتها وكيف تتمكن القاعدة من اختراق كافة المؤسسات عسكرية ومدنية وتتمكن من الحصول على معلومات غالباً ما تكون اشبة بالسرية.

ويعتبر نشاط القاعدة في حضرموت ينطلق من عمليات هجومية وزرع العبوات الناسفة ثم تختفي عن العيان ولا يعلم احداً لها مكان محدد بينما اوضحت المصادر ان الخلايا القاعدية الخاصة بحضرموت تنقل عبر الصحراء الى محافظتي مأرب وشبوة ولكن هناك عمليات يتم نسبها الى القاعدة من قبل وزارة الداخلية بشكل سريع وتكون تلك العمليات هشة ولا تحمل الطابع القاعدي بينما عمليات اخرى تحمل الطابع القاعدي تتردد الداخلية في نسبها للقاعدة مثل عملية استهداف سيارة البريد في حضرموت لم تنسبها الداخلية للقاعدة رغم تأكيد المصادر ان القاعدة من نفذت تلك العملية.
 
وننتقل بكم الى الوضع في محافظة أبين

وفي محافظة أبين اوضحت مصادر خاصة ان تنظيم القاعدة يشهد توسع في محافظة (أبين) وان قوات الجيش تقوم باطلاق مكثف بقذائف المدفعية والدبابات الى خارج مديرية لودر التابعة لمحافظة ابين والقريبة من محافظة البيضاء وتتركز عملية القصف على الجروف الجبلية والاودية الخالية حيث يعتقد تواجد وتمركز رجال القاعدة فيها.
 
واوضحت المصادر  ان عملية القصف التي تنطلق من داخل مدينة لودر لا تتعدى عملية مدى بلوغ القذائف سوى اثنين كيلو مترات وتقع القذائف في اماكن خالية ليس لتنظيم القاعدة أي تواجد أو علاقة بتلك الأماكن التي تستهدف والتي لا تلحق الخسائر بالتنظيم لا من بعيد او قريب وانما الخسائر الكبرى لحقت بالحيوانات البرية من الارانب والاوبار والثعالب وغيره.
 
واكدت المصادر ان تنظيم القاعدة يتمركز في العمق وعلى بعد من المدينة ما يقارب من عشرة كيلو مترات الى خمسة عشر كيلو متر وان له بعض الخيام الوهمية على بعد يصل الى سبعة كيلو مترات تقريباً وان القصف الذي تقوم به قوات الجيش ليلاً ويتوقف في النهار والذي يكشف النهار حقيقة الليل من خلال مشاهدة عناصر التنظيم الذين يتسللون لشراء حاجياتهم عن بعض القرى ومن سوق عاصمة المديرية ثم يعودون من حيث اتو، كذلك تحركاتهم في تنفيذ عملياتهم التي بعضها لمجرد اثارة الزوبعة وتأكيد تسجيل الحضور للتنظيم في عمليات بسيطة تتنافى مع طموح التنظيم في تنفيذ العمليات الموجعة مثل العملية التي نفذها التنظيم في سبعة يناير من هذا العام والشهر الذي ما زلنا فيه، فمثلاً عملية الترصد لأحد جنود الامن وهو عائد من سوق القات من قبل احد عناصر تنظيم القاعدة الذي اطلق النار على الجندي المذكور فارداه قتيلاً في باكورة الاسبوع المنصروم والقاعدي يدعى امين صالح لكسر الملقب بـ”السيد” حينها بعد الحادثة اعلنت وزارة الداخلية بانها القت القبض على مجموعة من تنظيم القاعدة بعد عملية تنفيذ هجوم على دورية راجلة- اسفرت عن مقتل جندي واحد، بينما الحقيقة التي اوضحتها المصادر المحلية بلودر انه لا توجد دوريات راجلة اصلاً في لودر واغلبية الدوريات تقوم بها اطقم مدججة بالسلاح وتتحرك بحذر جراء الحرص من هجوم قاعدي مباغت وان الجندي الذي قتل كان عائداً من سوق القات الذي يتوافد اليه يومياً عشرات الجنود وخاصة وقت الظهيرة، وان امين صالح لكسر الملقب بـ”السيد” قام بقتل الجندي المذكور بدافع العداء الشخصي لحقد دفين من لكسر على الجندي جراء اقدام الجندي على اهانة لكسر في احدى المظاهرات الحراكية التي ينظمها الحراك الحراك الجنوبي، وان لكسر لقى قبولاً من بعض العناصر الصغيرة التي تستخدمها القاعدة في جلب الاخبار او بعض التسهيلات وهذه العناصر لم تحوز بعد على ثقة القاعدة او ضمها من ضمن الخلايا الاساسية واخضاعها للتدريب وغرس بعض المفاهيم الفكرية ،وما زالت تحت الاختبار ولهذا تم مطاردة لكسر من قبل احد المواطنين، حيث لكسر نفذ العملية بدون ان يضرب حساب وسيلة الهروب من مكان العملية وتمكن المواطن اصابة لكسر في قدمه بعدها اسعف الى المستشفى في لودر ونتيجة عدم توفر الحراسة الامنية والخوف الذي يسيطر على الجهات الامنية مجرد ان يدعي المقبوض عليه انه تبع القاعدة، تمكن لكسر الخروج من المستشفى برفقة اشخاص من قبيلته بسيارة لاندكروزر، بعد هروبه جاءت الاطقم العسكرية المعززة بالسلاح الخفيف والمتوسط وقامت بملاحقة السيارة والقبض على لكسر الجريح واربعة اشخاص اخرين هم من ابناء قبيلته بينما السلطة عبر الداخلية ادعت ان المقبوض عليهم من تنظيم القاعدة وان الاعتداء استهدف دورية امنية راجلة فاذا كانت الدورية الراجلة معدومة ليلاً فهل ستتوفر وقت الظهيرة وهل من عوائد القاعدة ان تنفذ عملية هجومية بدون ان توفر وسيلة هروب لمنفذ العملية الذي اخذ يركض في الازقة والمواطنين  هم من قاموا بمطاردته.. ولماذا لم تقبض عليه وهو يجوب الشوارع في لودرقبل ايام من ارتكاب الحادث.
 
وفي محافظة مأرب اوضحت مصادر ان تنظيم القاعدة تمكن من قتل نائب مدير الادلة الجنائية في المحافظة المساعد نبيل عبدالله عقلان الذي تم مهاجمته من قبل مسلحين يستقلون سيارة فيتارا سوداء بدون رقم وتمكنوا من الحاق ثلاثة رصاصات في جسدة موزعة ما بين الصدر والبطن والفخد الايمن فارق الحياة مباشرةً بينما لاذ المسلحين القاعديين بالفرار صوب الصحراء باتجاه منطقة تسمى (صحن الجن)، وتم ملاحقتهم من قبل طقم عسكري شاص ولم يتمكن من الحاق بهم ورغم ان المعروف ان الاطقم العسكرية اكثر سرعة من السيارة القيثارا وخاصة في الرمال، علاوة الى ان عميلة دخول مدينة مأرب بالسلاح ممنوع، وهناك نقاط من كافة الاتجاهات يتم فيها تامين اسلحة القبائل عند دخولهم المدينة.
 
ومن جانب اخر لم تنتبه الاجهزة الامنية حتى الان من ضرورة ترقيم السيارات التي تجوب مأرب بدون ارقام بحكم انها مهربة والبدو يستخدمونها كموصلات داخلية لهم وبالامكان ترقيمها ترقيم يخص المحافظة كترقيم مؤقت لعدم قدرة البدوا دفع رسوم جمركتها التي تفرضه السلطات طالما عملية تجولها بدون ارقام مسموح بشكل واضح فترقيمها بشكل مؤقت افضل من الجانب الامني من عدم الترقيم.
 
كما أكدت المصادر ان منطقة صحن الجن التي فر اليها القاعديين تقع باتجاه محافظة شبوه وان عملية السيطرة على الفارين كانت سهلة من خلال الاتصال بالمعسكرات المتعددة المرابطة في الصحراء ، وكذلك الاجهزة الامنية المرابطة في المديريات المواجهة،  خاصة وان نوع السيارة الفيتارا كانت من النوع الصغير التي لا تصمد في مواجهة كثبان الرمال علاوة الى امكانيات سهولة مشاهدة السيارة الفارة من مسافة بعيدة بحكم الطبيعة الجغرافية للمنطقة.
 
علاقة القاعدة بالقبيلة
 
علاقة القاعدة بالقبيلة تتمركز في اماكن محدودة وبقبائل لها علاقات مباشرة بالسلطة ومشائخها مفروضة على مفاصل الحكم ويتم تضمينها عنوة ولا تتواجد القاعدة في كافة القبائل اليمنية، وانما تتواجد في مضارب القبائل التي تم ربط العلاقة بينها وبين القاعدة بواسطة السلطة وقيادات في الجيش ومن اجل ثبات هذه الحقيقة نستعرض اماكن تواجد القاعدة منذ بداية نشأتها في اليمن حيث منذ بداية انطلاق القاعدة في جنوب اليمن وفي محافظة ابين ومنحها قطعة ارض واسعة وبئر ماء في منقطة (الفرشة) مديرية مودية ابين وتمددت في داخل ابين منذ عام (90) من داخل اراضي ال باكازم الى اراضي العوالق ومنطقة جعار ابين وبحكم ان قبيلة العوالق تمتد من ابين حتى وسط شبوة شكلت حضور في تلك المحافظتين التي كانت في عداء سياسي للنظام السابق قبل الوحدة وتم دعم شيوخ عادوا من السعودية منهم من تم التعامل معهم عبر قيادات عسكرية مثل الشيخ طارق الفضلي وشيوخ اخرين تم التعامل معهم عبر جهات سياسية تم تصعيدهم الى عضوية مجلس النواب وخاصة بعد حرب 94 الاهلية وعملية تصفية كوادر الحزب الاشتراكي عن طريق الاغتيالات قبل الحرب من عام 90 حتى بداية عام 94 وبعد الحرب بفرار بعض الكوادر الى الخارج وتجميد كوادر اخرى غير ما تم اغتيالها جراء الحرب مثل بن حسينون والسيلي، وبقيت عناصر القاعدة بعلاقاتها مع تلك القبائل في ابين وشبوة بعلاقة وطيدة حتى اليوم، حيث يلاحظ ان في كلا المحافظتين المذكورتين دائماً ما يتحصن عناصر التنظيم فيها ودائرة تحصنهم ما بين مدينة جعار ومديرية لودر ومديرية مودية وجميعهن من محافظة ابين ومديرية الحوطة مؤخراً في عتق وفي مضارب قبائل العوالق وال باكازم وال عشال وقليل منهم لدى قبال ال حسنة ، بينما في محافظة حضرموت فتواجد تنظيم القاعدة لا يصل الى حد حماية العناصر واخفائهم بل تم مهاجمة العديد منهم في مديرية سيئون وتريم والقطن في منازل مؤجرة تم استئجارها من اعضاء التنظيم بل تم اكتشاف بعض تلك المنازل عن طريق بلاغات المواطنين، فاستوطانهم في الجنوب يتمركز في ابين وشبوه من جانب الاخفاء والحماية وعدم الإبلاغ عنهم وهذه المحافظات لا تعتبر كبيرة جداً وفيها اماكن خالية فاغلبية مساحة الجنوب تتمركز في محافظة حضرموت التي تساوي مساحة المحافظات الشمالية بكاملها، اما باقي المحافظات ليس بتلك المسافة التي يستطيع يختفى فيها المقاتلين فمحافظة شبوه مثلاً يمثلها في البرلمان الشيخ عوض بن محمد الوزير العولقي باعتباره رئيس الكتلة البرلمانية لنواب محافظة شبوة وهو كذلك شيخ مشائخ قبيلة العوالق العليا والسفلى فالعوالق كقبيلة تمتد حتى محافظة ابين وهو مرشح الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وكان قبل الوحدة من المشائخ الذين يعيشون في السعودية كلاجئين سياسيين معارضين لنظام الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم دولة الجنوب ويتم منحه اموال كبيرة وحراسة في العاصمة صنعاء في منزله لا تقل عن خمسة وعشرون حارس مسلح ايضاً قبيلة ال عشال يمثلها في البرلمان الشيخ عشال مرمشح الحزب الحاكم والمذكور كان من ضمن اللاجئين السياسيين في السعودية باعتباره يمثل التيار الاسلامي الذي كان يتعارض مع برنامج الحزب الاشتراكي الحزب الحاكم في الجنوب قبل الوحدة علاوة الى الشيخ طارق الفضلي القاعدي القديم والذي يعتبر من مشائخ العوالق وكان يتبع السلطنة الفضلية قبل الاستقلال من الاستعمار البريطاني والذي فر مع والده بعد تولي الحزب الاشتراكي للحكم وعند عودته التقى بالرئيس ومنح الرتبة العسكرية العالية ويتم التعامل معه عبر قيادات الفرقة الاولى مدرع ووصل الامر ان تمت المصاهرة والزواج منه.
 
حيث والقائد ينتمي الى قبيلة سنحان قبيلة الرئيس ونجد هنا ان اغلبية من يحكمون القبائل التي تأوي القاعدة الايواء الكامل هم من مجموعة الحزب الحاكم والاكثر قرباً بالقيادة العليا علاوة الى ان نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من قبيلة العوالق التي يتحصن فيها رجال القاعدة.

والامر الذي يوجب توضيحه ان عملية تمركز عناصر غير مرغوب بها في اي قبيلة يمنية لمدة تزيد عن اسبوع في حالة اكثر تقدير امر لا يمكن ان يحدث اولاً بسبب ان كل قبيلة لها حدودها ولا يمكن لقبيلة مجاورة ان تتعدى حدودها حتى بقلع عود واحد من شجرة في اراضي القبيلة المجاورة.

ثانياً ان كل قبيلة تعيش في قرى متناثرة في اراضي القبيلة بدليل ان اليمن اكبر دولة في عملية عدد القرى وتناثر مجاميع السكان وهذا ما تطرحه اليمن رسمياً في تقاريرها الذي تعتبره من معوقات تعثر التنمية وتوفير الخدمات ولهذا فكل قرية تمشط الاراضي التي من حواليها كل يوم عن طريق الرعيان وجامعي الحطب لان كل قرية تشكل فخيذة في داخل القبيلة ولها حدود في اطار القبيلة وبطبيعة اهل القرى مجرد مشاهدات اشخاص غرباء من بعيد في اراضيهم او مخيم او اي شيء يوحي بتواجد شيء ما يدفعهم الفضول لمعرفة من اولئك الاشخاص وغالباً ما يكون الدافع امني خوفاً من ان يكون الغرباء طالبين ثار) بحكم تفشي هذه الظاهرة في اوساط القبائل فعملية بقاء عناصر قاعديين وفوق هذا بعضهم اجانب امر يسهل اكتشافة بسرعة في أي قبيلة واهل اليمن من ابناء القبائل يدركون تماماً مثل هذا الامر.
 
اما عن كيف تواجدت القاعدة في مأرب فلا توجد حقائق موثقة عن تحصن القاعدة في مأرب لان يمكنها التنقل من شبوة الى مأرب في مدة ساعة ونصف ساعة والمحافظتين متجاورتين وانما تم تسلل القاعدة اليها من محافظة الجنوب عبر شبوة بسبب خصوبة التربة للفكر القاعدي بحكم ان قبيلة عبيدة اصبحت القبيلة الابرز في مأرب بعد ان اصبحت كافة الابار النفطية المكتشفة في مأرب تقع في اراضي قبيلة عبيدة التي تعتبر قبيلة الاشراف تبعاً لها بموجب عقد قبلي قديم لان الاشراف ليس قبائل بل هاشميين تم ضمهم الى قبيلة عبيدة ويتم التعامل معهم وفق شروع القبيلة ويحملون السلاح مثل القبائل ويعملون بالتجارة ولكن لم يتم اشراكهم بالحكم ومن اجل تحصين قبيلة عبيدة الاصلية من الفكر الهاشمي تم انشاء مدرسة سلفية بقيادة عالم مصري يدعى ابو الحسن المصري وتحت اصرار قبيلة عبيدة تم منحه الجنسية اليمنية وتغير اسمه الى ابو الحسن الماربي ومنح نجله منصب مدير الاوقاف في مأرب وهذه المدرسة سيتم ذكرها والمدارس الشبيهة لها في حلقات قادمة، المهم ان اسرة الشبواني هي ايضا تابعة لقبيلة عبيدة التي ترى إن خيرات النفط في أرضها ويجب أن تكون لها امتيازات عن غيرها سواء في العمل بالشركات وامتيازات اخرى مثل مجانية الكهرباء والمياه وغيرها واصبحت هي من تتبنى عملية تثبيت الهوية الدينية للمحافظة من خلال المدرسة السلفية المدعومة من السعودية وكذلك القبيلة بعلاقة جيدة مع السعودية ومنها ضباط يعملون في الجيش السعودي وتربطها حدود مع السعودية فتواجدت القاعدة في اراضيها متسللة من شبوه برضاء غير معلن بينما بقية القبائل التي هي محسوبة في النطاق الجغرافي لمأرب مثل قبيلة الجدعان وقبيلة مراد وقبيلة جهم وقبيلة ال جلال لم تحظى بما حظيت به عبيدة ويعاني الكثير من ابناءهم من ضيق الحال النسبي وليس الفقر مقارنة بالمناطق الاخرى في اليمن.
 
وقد تواجدت القاعدة في مأرب في عمليات خاطفة مثل ما يحصل في حضرموت ولم يثبت استوطانها وانما يتمكن ابناء مأرب التابعين للقاعدة من الحصول على الحماية كافراد للقبيلة وكل فرد منهم يتمكن من ايواء شخص او شخصين وتكون اماكنهم معروفة وغير مجهولة فمثلاً قبل عامين تمكن الرئيس باللقاء بأحد عناصر القاعدة في مأرب حسب تصريح القاعدي خالد الزايدي الذي ينتمي لقبيلة دهم انه التقى بالرئيس صالح عن طريق ابن عمه محافظ محافظة مأرب ناجي الزايدي الذي ارسل له بضرورة حضوره للمحافظة “بوجهه” حسب العرف القبلي وحين وصل مبنى المحافظة تحدث مع الرئيس وتم الاتفاق مع الرئيس على اطلاق مجموعة من سجناء القاعدة وغادر هذا ما صرح به خالد الزايدي قبل ثلاثة اشهر واكد من مقر اقامته على حمل لواء اسامة بن لادن والمذكور يتمكن من التنقل الى شبوة وحضرموت وابين والعودة الى قبيلة جهم سالماً ومكانه ليس مجهول وكذلك كافة عناصر القاعدة اماكنهم غير.

اما عن قصة الحارثي الذي تم اغتياله في مأرب عن طريق طائرة بدون طيار كان اثناء تحرك الحارثي في الصحراء وليس في مكان اقامته. ويتضح من خلال شرحنا ان قصة تواجد القاعدة تنحصر في قبائل محدودة ومحصورة في شبوة وابين وتنتقل ما بين حضرموت ومأرب وكافة تلك القبائل لمشائخها توجه عدائي للمدينة وتربطها علاقة قوية بالسعودية.
 
علاقة القبائل بالسلطة
 
علاقة القبائل بالسلطة هي علاقة السلطة بالمشائخ والعكس او عبر وجهاء في القبيلة سوى كانت وجاهتهم جاءت من وسط القبيلة او وضعتهم السلطة كوجهاء في القبيلة من ذات نفسها حين ترغب من تقليص شيخ لفخيذه محددة بدأ يتمرد على الشيخ الاكبر يتم دعم احد الافراد بمنصب عسكري وبعض الصلاحيات فتتجه اليه رجال تلك الفخيذه ويتم تقليص صلاحيات ذلك الشيخ الذي تمرد على شيخ اكبر لان كل قبيلة تتكون من مجموعة شيوخ للفخائذ ثم شيخ مشائخ القبيلة وحين رغبت السلطة السيطرة على قبائل شبوه وابين قامت بدعم المشائخ المنقرضين التي قامت باحيائهم وشجعت افراد قبائل شبوة وابين على حمل السلاح حيث لم يكونوا من حملة السلاح حتى عام (90) وكان بسهولة يتم القبض على اي فرد من قبائل ابين وشبوة ولكن اليوم يصعب ذلك وتم هذا بجهود الحزب الحاكم الذي قام بفرض النفس القبلي عليهم وتحويلهم من مدنيين مسالمين الى قبائل مشاكسه والفائدة التي يعود بها انه باطمئنان يتعامل مع الشيخ الفرد واسرته في منحهم الاموال في مقابل خضوع افراد القبيلة بالكامل لسطوته وتأييده والقبائل حين تختلف معه او احد المشائخ الكبار يتمرد يتم تسليط القبيلة المجاورة في اشعال الحرب مع القبيلة المتمردة بحجة الثأر الذي لا توجد قبيلة في اليمن تجاور قبيلة اخرى الا ولها ثار مع جارتها، بل القبيلة الواحدة لها ثارات داخليه بين فخيذه واخرى ويتم التعامل مع السلطة من قبل المشائخ بطريقة الابتزاز لان اساس العلاقة بين الطرفين اقيمت على الابتزاز والتطويع وتبادل المصلحة بعيداً عن توجه بناء الدولة المدنية.

ويصعب على اي قبيلة ان تأوي شخصاً بدون موافقة الشيخ وكذلك لا يمكن اخفائه بدون رضاء الشيخ الاكبر اما الشيخ الاصغر يعرف كل من يصل ضيفاً عند اي فرد من افراد القبيلة واذا فرض ان احد الوجهاء في القبيلة قبل حماية شخص بغير رضا الشيخ الاكبر يصعب عليه ان يبقى في مضارب القبيلة وعملية تنقله حتى لنزهة تكون خطرة ولهذا تحل مثل هذه الحالات النادرة ان تلك الشخصية القبلية تقوم بتأمين عملية اخراج الشخص الذي استجار بها الى قبيلة اخرى وهنا تصبح عملية ايواء اعداء للحكومة لدى القبائل بدون رضاها امر مستبعد حسب ما هو شائع ومعروف وعملية اختفاء رجال القاعدة لدى القبائل المذكورة في ظل عدم رضاء السلطة وعدم علم المشائخ في اماكنها يعتبر هراء وشيء لا يصدق.
 
الصحف الاجنبية
 
منذ اوائل عام 2009 اخذت العديد من وسائل الاعلام الاجنبية تتقاطر الى اليمن ويقوم الصحفيين التابعين لها باجراء حوارات مع رجال القبائل الذين يتواجدون في المدن ومع المسئولين واحياناً يقومون بالاستعانة ببعض الصحفيين او من تهيئهم السلطة لهم من مرافقين ومترجمين وبعضهم يتم السماح لهم بالتنقل في بعض المدن ولكن في الاخير تكون حصيلتهم من المعلومات بحجم بيضة الحمامة اولاً بسبب ضيق الوقت وعدم الاطمئنان للوضع الامني وصعوبة التنقل والثقة ببعض الاشخاص الذي يساعدونهم، ولهذا تكون حصيلتهم ضعيفة بسبب ان عين نبع المعلومة والتحليل الدقيق يكون من خلاله معرفة حقيقة البيئة القبلية اليمنية لان ليس كل القبائل موحدة الاعراف، وضرورة معرفة نظام الحكم وعلاقته بالقبيلة ونوعية المسئول الذي سيتم مقابلته من جانب القبيلة التي ينحدر منها والظروف التي اوصلته للمنصب ومستواه العلمي وخبرته في تخصص منصب المسئولية التي يشغلها والمعلومات المسبقة التي يجب ان تكون لدى الصحفي عن حياة افراد القاعدة في اماكن تواجدهم والبيئة الاجتماعية المحيطة بهم ومعرفة المذاهب الدينية ونشأة الفكر السلفي التي انبثقت منه القاعدة وغيرها من المعلومات المهمة لانجاح المهمة ولقد التقينا بالعديد من هؤلاء الصحفيين الاجانب.
 
فرغم الاعجاب بذكائهم لكنهم كانوا يجهلون الكثير عن القاعدة والخيوط الهامة حتى يصلون الى التحليل السليم وقد التقيت بصحفيين من امريكا وصحفي من بريطانيا وصحفي من المانيا وصحفي من سويسرا ورافقتهم الى العديد من الاماكن ولكن كانوا سريعي الشغل من حلبه معلومة الى حلبة اخرى ولا اقصد القول عدم تحقيقهم النجاح ولكن كانت هناك العديد من المعلومات سيتمكنون من الوصول اليها ولكن ربما خطة عملهم لم تتضمنها ام هكذا ارادت صحفهم ان تكون المعلومات.
 
اول استريت جرنلي والتلغراف، والشيخ النموذج
 
في تاريخ 11-9-2010 اجرت صحيفة التلغراف البريطاينة لقاء صحفي مع الشيخ احمد عباد شريف احد ابرز مشائخ قبيلة بكيل وقام باجراء اللقاء الصحفي البريطاني (ريتشارد) الذي التقى بالشيخ في منزله باعتبار ان الشيخ تمتد قبيلة بني ضبيان من داخل محافظة صنعاء وحتى داخل محافظة مأرب والتي تنتهي حدودها في وادي ذنه الصيق لسد مأرب.
 
كان الصحفي ريتشارد يبحث عن معلومات اكبر في جس نبض شيوخ القبائل في كيفية تعاملهم مع عناصر القاعدة وايضاً اهمية منطقة قبيلة بني ضبيان التي اشتهرت بمناطقها الوعرة والتي اطلق عليها (تورا بورا) نسباً الى مناطق تورا بورا في افغانستان وكذلك عن الدعم المادي الذي يقدم لشيوخ القبائل والذي نفى الشيخ شريف عن تقديم اي دعم للشيوخ.
 
واوضح ان عناصر القاعدة لا يفصحون عن علمية انتمائهم للقاعدة بسهولة ولهذا يتواجدون في اوساط القبائل بصفتهم القبيلة واوضح الشيخ لتلغراف ان القاعدة كعقيدة فكرية غير مقبولة في اوساط القبائل ولكن حين يلتجئ القاعدي للقبيلة لا يمكن تسليمه للسلطة ليس كونه قاعدي حتى وان لم يكن كذلك فعرف القبيلة في عموم اليمن لا يسلمون ابنائهم وعلق بقوله (لو كانت القبائل تسلم ابنائها لسلمت قبيلة العوالق انور العولقي).
 
واوضح الشيخ لصحيفة التلغراف عن اسباب الاختطافات للقبائل ودوره في تحرير العديد من المختطفين الاجانب مثل الالمان والهولندين وغيرهم ومن خلال اللقاء ربطت علاقة طيبة بين ريتشارد والشيخ الشريف الذي اصر على اقامة مأدبة غداء للصحفي ريتشارد.

بعد ان تم نشر المادة الصحفية في صحيفة التلغراف اثارت تلك المادة حنق السلطة في اليمن وقامت بقصف قبيلة بن ضبيان بغارة جوية كرسالة للشيخ في منعه من اي تصريح مستقبلاً وطلب منه تكذيب ما نقله ريتشارد وصحيفة التلغراف فرفض ذلك وحين ابلغ الصحفي ريتشارد بقصف قبيلة الشيخ اسف كثيراً واستغرب من تصرف السلطة تجاه هذا الشيخ الذي اوضح العديد من الحقائق.
 
لم تكن صحيفة التلغراف سباقة بلقاء الشيخ فقد سبق وان التقت صحيفة اول استريت جرنلي بالشيخ شريف في تاريخ 9-1-2010 وعندما وصلنا الى بوابة منزل الشيخ اخذت الصحفية الامريكية مارجريت تسائلني كمرافق لها هل من الضروري ان تستر شعر رأسها وهي ستدخل على ديوان الشيخ المليء بالقبائل الذين يحضرون يومياً الى ديوان الشيخ فاوضحت لها ان الشيخ شريف شيخ تحرري وليس معقد حتى وان اشتهرت قبيلته كقبيلة اولى في علميات الخطف للاجانب وعند لقاء ماركريت بالشيخ وجدته يحمل الكثير من المعلومات ويرد بشفافية مطلقة موضحاً مخاطر توسع القاعدة والعوامل المساعدة والقصور في طريقة التعامل مؤكداً ان قبيلته محصنة من تواجد القاعدة وابدى خشيته من ان تتواجد القاعدة في قبيلة على مستوى النطاق الجغرافي. مارجريت خرجت من ديوان الشيخ وهي تحمل انطباع جيد عن الشيخ خاصة حينما علمت انه يعد دراسة لمكافة الثأر.
 
وسبق ان التقت بالشيخ صحف اخرى منها صحيفة النجمة الألمانية وغيرها.
 
وما اردنا توضيحه من خلال هذا العرض هو ان ليس كل المشائخ يرحبون بالقاعدة ولديهم القدرة على تصفية مناطقهم منها اذا تم دعمهم وتعامل الحكومة اليمنية معهم بعدالة وعدم استهداف من يرفضون لخططها في محاربتهم في اوساط قبائلهم وفتح باب الصراعات فيها عبر متنفذين تابعين للقاعدة لهم مواقع عليا في مفاصل الحكم في الدولة.
 
الحلقة القادمة
 
1- عناصر القاعدة كيف يتم استقطابهم
 
2- من هم منفذين العمليات الانتحارية
 
3- المدارس التي تتغذى منها القاعدة

4- صواريخ الاستريلا حقيقة امتلاك القاعدة لها

زر الذهاب إلى الأعلى