أرشيف

بعد ثورتي تونس ومصر زعماء عرب يرفعون شعار “من خاف سلم”

ألهمت الثورة التونسية الشعوب العربية بقدرتها على تغيير واقعها المرير الذي عاشت فيه طوال السنوات الماضية، وأعطى التونسيون ومن بعدهم المصريون تأكيدا للمواطنين العرب من المحيط إلى الخليج على قدرة الشعوب فرض إرادتها على الأنظمة مهما كانت قوتها ونفوذها.
أطلق شعبا مصر وتونس شرارة الاحتجاجات في عدد من البلدان العربية التي لازالت شعوبها ترزح تحت نير الفقر والركود الاقتصادي والقمع وشاهد القادة العرب هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمأزق الذي يواجهه الرئيس المصري محمد حسني مبارك فارتعدت أوصالهم وتراجع كل عن مخططاته الرامية إلى مزيد من القمع وتكبيل الحريات.
حاول قادة بعض الدول العربية التي شهدت موجة من الاحتجاجات والمظاهرات امتصاص غضب مواطنيهم ببعض القرارات والسياسات التي من شأنها تحقيق مطالب المتظاهرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

 
في اليمن التي شهدت مظاهرات حاشدة منددة بسياسات القيادة خرج الرئيس على عبد الله صالح ليعلن لشعبه أنه لا تمديد لحكمه أو توريث في محاولة منه لطمأنة الجماهير الغاضبة بعد أن شاهد ما فعله الغضب في القاهرة والتي كان بها سعي حثيث إلى توريث السلطة لنجل الرئيس. لكن تطمينات صالح لم تنجح في تهدئة الرأي العام الذي عانى خلال السنوات الماضية الفقر والأزمات المتتالية والحروب التي عمقت من سوء الأحوال المعيشية للمواطن اليمني.
أما في الأردن فقد عالج الملك عبد الله الثاني التظاهرات الكبيرة التي عمت المدن الأردنية المنددة بحكومة سمير الرفاعى بإقالته هذه الحكومة على الرغم من مرور شهرين فقط على توليها المسئولية، وقام بتعيين معروف البخيت محله، ولكن التظاهرات أيضا لم تتوقف فالشعب طالب بإصلاحات حقيقية في السياسات وليس في الأشخاص، وتنوعت مطالب الأردنيين ما بين المطالب الاقتصادية ركزت على ارتفاع الأسعار ومطالب سياسية ركزت على تزوير الانتخابات وطالبت

بحرية التعبير.


وفى الجزائر القريبة من تونس حاول رئيسها عبد العزيز بوتفليقة اتخاذ خطوات من شأنها وقف حالة الاحتقان بين المواطنين الجزائريين، ومن بين تلك الخطوات إعلانه عن وقف العمل بقانون الطوارئ قريبا وعن حزمة إصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها النهوض بمستوى الجزائريين. بينما حاول الرئيس السوداني عمر البشير طمأنة مواطني الشمال على مستقبلهم معلنا التزامه بالحرية لجميع المواطنين وأنه سيجعل من بلاده دولة أسلامية، وكان ذلك عقب مظاهرات خرجت في مدن الشمال مطالبة بتغيير النظام وإطلاق الحريات العامة ومكافحة الغلاء في البلاد.
ولم تسلم الدول الخليجية التي طالما كانت بعيدة عن الاحتجاجات الشعبية بسبب نظام الدولة الحاضنة فقد شهد بعضها نوعا من الاحتجاج مثل خروج بعض السعوديين في مدينة جدة للاحتجاج على سوء حالة البنية التحتية بعد أن اجتاحتها سيول جارفة في يناير الماضي كما تمت دعوة الموظفين في القطاعين العام والخاص إلى إضراب عام بسبب تلك الأحداث.
ويبقى التساؤل من ستكون الدولة التالية في قائمة الثورات العربية المعاصرة؟


محيط – هاني رزق

زر الذهاب إلى الأعلى