أرشيف

د.ياسين نعمان: نقول الحمد لله لأن الشارع سبقنا وهذا ما كنا نتمناه من فترة طويلة

– نعترف ان جيلنا فشل في خلق يمن مستقر ومزدهر رغم التضحيات، ولا بد ان نترك القيادة للشباب


– انصح الرئيس بأن يستمع لما يطلبه الشارع، والمقاومة سواء بالمراوغة او القوة لن تفضي الى نتيجة


– الية عمل المشترك واللجنة التحضيرية اصبحت متخلفة عن الحاجة السياسية


– التأطير الحزبي للحراك السياسي والشعبي سيفقده زخمه ومكانته والتأطير الايديولوجي سينتهي الى فشل


– اذا كانت القصة ان نأتي بفلان بدلاً عن فلان فلست مع التغيير


– في عملنا السياسي لم نكن بديلاً للشارع ولم نطرح انفسنا بديلاً له في يوم من الأيام


– ليس من حق اي احد ان يصادر حق المشترك النضالي وتضحياته ولو اراد المشترك ان يساوم فستكون امامه فرص كثيرة


– بيان العلماء مسرحية رديئة ونطلب من العماء والمشائخ ان يردوا على اولئك الذين وقعوا البيان المشبوه


– علينا الا نثقل هذا الجيل باحباطاتنا وألا نقذف بالحلم المهشم في وجهه


– عدم ترشح الرئيس وعدم التوريث والتمديد ليست تنازلات ولا مبادرات انما هي رد على اشاعات


– حميد الاحمر سياسي نشط ويتطلع الى بناء دولة النظام والقانون

حاوره:أحمد شوقي أحمد..
· في اخر مؤتمر صحفي للمشترك قلت، (انه اذا سبقنا الشارع فسنقول الحمد لله).. الان الشارع سبقكم فكيف يمكنم ان تقولوا الحمد لله بشكل عملي؟


– نعم نقول الحمد لله وهذا ما كنا نتمناه من فترة طويلة، نحن في عملنا السياسي لم نكن بديلاً للشارع ولم نطرح انفسنا في يوم من الايام بديلاً للشارع ولذلك فان الوضع البائس من نشوة العملية السياسية الذي وجد فيه الشارع نفسه في هذا البلد وخاصة بعد ان انقلب المؤتمر الشعبي وسلطته على الحوار كان لا بد ان يتحرك ويأخذ زمام المبادرة بيده، والشيء الطيب ان الذين فحركوا هم هؤلاء الشباب الذين وجدوا انفسهم في صدارة الموقف وفي لحظة من الزمان كان لا بد ان يتحركوا ويبعثوا الامل لدى كل الاجيال التي كانت قد فقدت الامل في التغيير.


· انت قلت ان الوضع السياسي والحالة السياسية وصلت لحالة من التشوة الا تعتقد بان اللقاء المشترك كان جزءاً اصيلاً في هذا التشوه؟ بناءاً على المساومات والمفاوضات الدائمة دون اتخاذ موقف مبدئي؟


التأطير الحزبي للحراك السياسي والشعبي سيفقده زخمه ومكانته والتأطير الايديولوجي سينتهي الى فشل


– اولاً دعنا نقول من هي القوى التي تشترك في تحديد العملية السياسية في هذا البلد، للاسف هناك من يرى ان هناك طرفين في المعادلة السياسية في هذا البلد، للأسف هناك من يرى ان هناك طرفين في المعادلة السياسية وهذا هو عين الخطأ، لا يوجد طرفان ولكن توجد اطراف متعددة، وهذا ما نبهنا له منذ فترة مبكرة منذ عام 2008 حين قلنا ان الواقع السياسي وتعقيداته انتجت قوى سياسية مختلفة في اكثر من مكان في اليمن ولهذا السبب دعونا الى حوار وطني شامل لا يقتصر على طرفين كما هو معروف ولكن اعترفنا وبصورة مبكرة على ان الواقع السياسي بات ينتج اكثر من قوة مؤثرة ولا بد ان تلتقي هذه القوى على قاعدة الحوار الوطني الشامل لتشخيص واقع المشكلة وبالتالي الانتقال الى حل، اما عن كيف تشوهت العملية السياسية حقيقة لا يمكن ان نعيد الموضوع الى اللقاء المشترك، فاللقاء المشترك يكفي انه بادر بالدعوة الى حوار وطني شامل واعتراف بان هناك قوى اخرى لا بد ان تكون حاضرة في العمل السياسي وعلينا ان نأخذ مثلاً من الزاوية التي نستطيع ان نقول فيها ان الطرف الذي كان لديه خيارات اوسع هو السلطة التي ظلت تساوم وتناور بعملية الحوار حتى وصلت العملية السياسية الى ما وصلت اليه.


· الان توقف الحوار قريباً.. اللقاء المشترك دعا انصاره الى التلاحم بالجماهير، سياسياً ما الذي يريده المشترك؟ سقوط النظام مثلاً؟


– اللقاء المشترك دعا بعد ان وصلت العملية السياسية الى طريق مسدود بسبب تعنت السلطة والمؤتمر الشعبي الى تغيير النظام السياسي، وكان بذلك ينتقل انتقالاً طبيعياً مستخدماً وموظفاً كافة ادواته السياسية باعتبار ان هذه الادوات ادوات نضال سلمي ديمقراطي، وكان يطرح في البداية اصلاح النظام السياسي، ثم رفض هذا من قبل السلطة والمؤتمر الشعبي ثم طرحنا تطوير النظام السياسي وجرى التسويف خاصة بعد اتفاق فبراير الى ان وصلت العملية السياسية الى المأزق الذي وصلت إليه، وثبت بالملموس ان هذا النظام لم يعد قادراً على احداث اي تغيير بنيوي يسمح بتطويره او باصلاحه ومن هذا المنطلق دعونا الى ان الحوار في تلك المرحلة يجب ان يقوم على قاعدة تغيير النظام السياسي..


· (مقاطعاً) متى كان هذا؟


– مباشرة بعد ان اسقط المؤتمر الشعبي العام الحوار في اكتوبر 2010، ودعونا الى التغيير لانه لم يعد قادراً على استيعاب اي اصلاح او تطوير واصبح جزءاً من هذه المشكلة في هذا البلد ولم يعد قادراً على ان ينتج اي حل لا للنظام السياسي ولا للبلد.


· هل هذه الدعوى كانت لتغيير النظام السياسي كألية سياسية ام اشخاص ام ماذا؟


– اولاً تحدثنا عن تغيير النظام السياسي عندما قرر المؤتمر الشعبي العام ان يسير في انتخابات بمفرده وقرر ان يتجه نحو التعديلات الدستورية، كان لا بد في هذه الحالة ان نطرح في المقابل تغيير النظام السياسي بمعنى تغيير المنهج الذي يسير عليه النظام السياسي والادوات والمتنفذين الذين احيطوا مسارات الاصلاح هذا الموضوع عبرنا عنه بوسائل مختلفة، اولاً: من خلال رفض دعوة النظام للعودة الى الحوار هي دعوة قد تجاورها الزمن وبالتالي فان الشرط الضروري للعودة الى الحوار على نفس القاعدة والشروط السابقة وقلنا ان هذه الدعوة التي اطلقها النظام بعد ان انقلب على الحوار هي دعوة قد تجاوزها الزمن وبالتالي فان الشرط الضروري للعودة الى الحوار يجب ان يقوم على قاعدة التغيير وليس الاصلاح.


– ثانياً: قاطعت كتلة المشترك جلسات مجلس النواب وكان ذلك تعبيراً ايضاً عن الخاراب الذي اصاب هذه المؤسسات او ما يسمى مؤسسات النظام السياسي القائم والتي لم تعد صالحة لان تشكل قاعدة لأي توافق ما كنا نتحدث سابقاً.


– ثالثاً: طرحنا رؤيتنا لعملية التغيير واكدنا على ان الحوار الوطني الشامل لكل القوى السياسية ضرورة ماسة للانتقال الى وضع شروط واسس جديدة للنظام السياسي وتحدثنا يومها منطلقين من وثيقة الانقاذ التي كنا قد انجزناها في مرحلة سابقة انه لا بد من عقد اجتماعي جديد ينتظم فيه كل اليمنيين وتنتظم فيه كل القوى السياسية والاجتماعية من اجل خلق هذا النظام السياسي الجديد.


· اذا سمحت لي يا دكتور.. هذا الحديث يبدو لي عائماً الى حد ما، تغيير النظام السياسي الذي طرحتموه انتم بحسب ما استطيع ان استشف الان، مبني على تغييرات دستورية، على تغييرات ربما ترجمتها شروط المشتكر للحوار او ما كان يفترض ان ينتج عنه الحوار نظام انتخابي جديد، حلول معينة للقضايا الوطنية لكن دعنا نضع هذا الموضوع جانباً ونعود الى ما حصل مؤخراً؟


– لماذا نضعه جانباً.. دعني اشرح وجهة نظري لأنه ليس عائماً بل هو محدد، نحن نتحدث عن احزاب ادواتها سياسية.. وادواتها هذه تقوم على اساس النضال السلمي الديمقراطي وادوات النضال السلمي الدميقراطي معروفة وعلينا ان نفرق في هذه الحالة بين مسألتين بين التغيير بالادولات الثورية والتغيير بالادوات السلمية الديمقراطية، نحن كأحزاب ادواتنا ليست ادوات ثورية فليكن هذا واضحاً، ولذلك كنا منسجمين مع الادوات السياسية التي تتمتلكها احزابنا، كون الشارع بعد ذلك خرج في حالة ثورية معينة هذا موضوع اخر، ولذلك لا يوجد تعميم في حديثي اطلاقاً.


· الان الناس خرجت الى الشارع، في اليوم التالي او الذي يليه تقريباً 12،13 فبراير قبلت احزاب اللقاء المشترك مبادرة الرئيس ثم وضح المشترك انه قبلها ولكن بشروط، ثم انطقع الحبل. ثم قبل ان هناك اتصالات جديدة ثم انكر المشترك هذا الاضطراب اذا صح التعبير في مواقف المشترك الا يعني ذلك ان هناك ارباكاً داخل المشترك، سواءاً كان هذا الارباك بسبب تباين المواقف او بسبب الا حداث المتسارعة في الساحة؟


– اولاً انا اعتقد ان هذا تعبير غير دقيق، اللقاء المشترك في كل تعاطيه مع الشأن السياسي كما كان متاحاً كان منسجماً مع نفسه ومع ادواته السياسية، ولم يقبل المباردة بأي صيغة كانت لانه لم ير ان هناك مبادرة.


· وماذا عن ما اعلنته قناة الجزيرة؟


– والله هذا الكلام يوجه لقناة الجزيرة وليس لنا، نحن صححنا ما تحدثت عن قناة الجزيرة في حينه، نحن قلنا ان هناك افكاراً مطروحة من الطرف السياسي الذي هو قائم وموجود في الحياة السياسية، كيف نتعامل مع هذه الافكار المطروحة، وكانت لنا رؤيتنا فيما يخص التعاطي مع هذه المسألة من خلال محاولة ابقاء العملية السياسية جارية كما اسلفت، الموقف كان بالنسبة للمشترك ولا زال ا ناي افكار مطروحة ومعروضة للنقاش او للحوار، لا يمكن اهمالها ولا بد ان يطرح المشترك رؤيته.. لكن الموقف المبدئي بالنسبة لنا دائماً كان ومنذ فترة مبكرة ان المشترك لن يقدم على اي اتفاق او على اي حجوار مع المؤتمر الشعبي العام الا باشراك كافة القوى السياسية لكن هذا لا يمنع ان يطرح المشترك رؤيته فيما يخص الواقع السياسي المعاش ولذلك انطلقنا من هذه المسألة التى التالي، قلنا ان الرئيس لم يقدم مبادرة لاسباب شرحناها في حينها، ان موضوع القانون الخاص بالانتخابات حقيقة لا يعني احداً، لان الذي اتخذ القرار باحالة القانون الى مجلس النواب هو المؤتمر الشعبي العام والسلطة، ولذلك اذا ارادوا ان يعدلوا من هذا الموقف فهذا يعنيهم، التعديلات الدستورية نفس الشيء هم الذين ا خذوها الى مجلس النواب واذا عدلوا هذا الموضوع فهذا خروج من المأزق الذي وضعوا انفسهم فيه، لكن النقطة التي كانت مثار الاهتمام هي قضية ان الرئيس لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة ولن يورث ولن يمدد، وهذه القضية ليس فيها تنازل كما يقال لان المادة الدستورية لا تعطي الحق للرئيس ان يترشح بعد 2013 اذا هذه ليست مبادرة وانما رد على اشاعات.. ومن وراء الاشاعات الله اعلم ربما السلطة كانت تختبر الناس، او تختبر ردود الافعال لكن يبدو ان الرئيس بحديثه هذا حسم الموضوع ونحن حينها قلنا اذا كان هناك جدية في هذا الحديث فلا بد من الانتقال الى الخطوات التي تؤكد جدية هذا الحديث الذي قطعه الرئيس على نفسه وطرحنا رؤيتنا في هذه المسألة طبعاً بشكل محدود ولم نناقش التفاصيل، ولذلك من الخطأ ان يقال ان اللقاء المشترك وافق على مبادرة ثم تراجع، هذا كلام اعتقد انه ليس فيه الدقة الكافية، ثم ما العيب في تصحيح اي موقف اذا تطلب الامر تصحيحه.. وهناك حرب اعلامية يواجهها المشترك في الفترة الماضية بامكانياته الاعلامية استطاع ان يرد هنا وهناك ولكن لا زالت بعض الامور في ظل هذ الجو الاعلامي المحموم والالية الاعلامية الضخمة التي تحاول تشويه المشترك وخاصة من قبل السلطة، جعل هذه الامور تحتاج الى توضيح وانا اشكرك انك اثرت هذا الموضوع لتوضيحه.


الية عمل المشترك واللجنة التحضيرية اصبحت متخلفة عن الحاجة السياسية


بناءاً على كلامك تحدثتم في اكتوبر 2010م عن تغيير النظام وفقاً للاداة الديمقراطية السلمية الموجودة لدى اللقاء المشترك، الان هناك اداة ثورية في الشارع ربما توازي الاداة الموجودة لديكم، هل يسعى اللقاء المشترك لتغيير النظام بشكل اقوى، وما هي الاداة التي يسعى الى تغيير النظام من خلالها؟


ستظل هناك فجوة قائمة، لا بد ان نعترف بها، بين ادوات النضال السلمي الديمقراطي التي طبعاً هي ادوات الاحزاب وبين الحالة الثورية الموجودة في الشارع، نحن كان يهمنا بدرجة رئيسية ان نوجد قدراً من الانسجام لاعادة الاعتبار للعملية السياسية التي تشوهت ومن ثم تحقيق الانسجام في المسارين، وفي ظل غياب العملية السياسية انا اعتقد ان الذي سيملأ الفراغ الذي سيحدثه غياب العملية السياسية هو العنف والاشاعات وهذ الاضطراب الموجود الان في الحياة بشكل عام، لذلك من الاهمية بمكان ان تقف الاحزاب كلها بشكل عام والقوى السياسية، وتنظر بعين الاعتبار الى اهمية اعادة العملية السياسية الى مجراها الطبيعي حتى تكون العملية الساسية حامية حقيقة للحالة الثورية الموجودة في الشارع.


· ألن يؤدي هذا الى تراجع الحالة الثورية؟


– ابداً.


· كيف؟


– اذا وظفت العملية السياسية توظيف صح، فهي التي ستحمي الحالة الثورية، لكن النظام يريد ضرب العملية الثورية بتسوية العملية السياسية، هو يتحدث عن حوار كذب ويتباكى على الحوار واللقاءات، في نفس الوقت يقوم بتشويه العملية السياسية لان هذا يخلق فراغاً يمكنه من خلق الاشاعة والاضطرابات، يمكنه من تسويق مشاريعه في ظل غياب العملية السياسية حتى يتمكن في الاخير من استخدام ادوات العنف ضد العملية الثورية في الشارع.. ولذلك نحن حريصين كل الحرص على اعادة الاعتبار لعملية السياسية، نحن في اللقاء المشترك اولاً يجب ان نؤكد اننا في الشارع قلباً وقالباً، نحن مع الشباب وثورتهم ونعترف بان جيلنا فشل في خلق يمن مزدهر ومستقر بالرغم من كل التضحيات التي قدمها جيلنا، واعقتد اليوم ان الدور دور الشباب، هذا الدومر يجب ان يحمى بعملية سياسية ناضجة وان تتجه هذه العملية السياسية لحماية هذه العملية الثورية الجارية اليوم في الشارع، اذا استطاع البعض ان يخلق تناقضاً ما بين العملية السياسية وهذا المزاج الثوري فانا اعتقد انه هنا تكمن المشكلة وستكون مشكلة لها ابعاد كبيرة.



· اسمح لي بكلمتين حول العملية السياسية التي ستحمي الحالة الثورية..؟ من؟ وكيف؟


– اولاً من الصعب جداً ان يأتي رأي متهور ويقول لا حزبية بعد اليوم، ماذا يعني ذلك؟ الاحزاب هي الشارع او توجيه العملية الثورية لضرب التعديية السياسية وضرب التعددية الحزبية فانا اعقتد ان المشكلة هنا سترتب اثاراً سلبية على العملية الثورية وستتركها مكشوفة على كل الاحتمالات، نحن كلقاء مشترك اليوم عندما نتحدث عن حماية العملية الثورية في الشارع لا نستطيع ان نحميها الا بالعمل السياسي الذي يجب ان يوظف بدرجة او بأخرى لمواجهة كل الاشكالات التي تواجه ضدها فمثلاً لو قلنا رفض العنف الموجه ضد الشارع، هذا عمل سياسي كيف يتحقق حماية حق الناس في التظاهر، حماية حق الناس في التعبير، وحماية حق الشباب في كذا.. لا بد ان تدور عجلة العمل السياسي بشكل او بأخر وهي التي من شأنها فعلا|ً ان تحمي هذا الشكل الموجود في الشارع.


· اعود لسؤالي، من سيقوم بذلك.. وكيف؟


– نحن في المشترك نقوم بذلك ويجب ان نقوم بذلك كل القوى الاخرى، ولدينا رسالة سياسية واخلاقية لن نتخلى عنها في حماية حق الناس في التعبير والدفاع عن حقوقهم والتظاهر ورفع مطالبهم هذا حقنا.. كيف سنقوم به؟ سنقوم به في اطار العملية السياسية التي يجب ان نخرجها من التشوه الذي لحق بها.


· هناك اتهامات للمشترك بمحاولة ركوب موجه هذه الاحتجاجات وان هناك خطاباتت ذات صبغة ايديولوجية قد تجير هذه الثورة؟


– يا سيدي العزيز شوفا اولا نحن لا زلنا في بداية المرحلة ومن الصعب اليوم ان تصدر مثل هذه الاتهامات السريعة وان المشترك يريد ان يركب الموجه، اولاً ليس من حق اي احد ان يصادر حق المشترك السياسي والنضالي وتحضياته تمهما كان ويصبح من الخفة بمكان ان يأتي اي احد ليصادر حق الاحزاب او اي قوة سياسية ويقول بانها تريد ان تركب الموجه، هذا كلام في تقديري مردود عليه بان المشترك لو اراد ان يساوم على العملية السياسية كانت امامه فرص كثيرة للقيام بذلك ولكنه تحمل مسؤوليته ورسالته بامانة حتى استطاع في الاخير ان يمهد الطريق لهذا الذي نحن فيه اليوم.. ومع ذلك لا يزال المشترك متهماً من كل الاطراف متهم من السلطة انه في الشارع ومتهم من الشارع انه كذا، عموماً نترك المشترك على جنب، انا شخصياً ارى ان على الاحزاب ان تترك الشارع يتحرك بحرية كاملة بدون وصاية وان تتفاعل بقدر كبير مع الناس وان ترشد حركة الناس ولا تفرض عليهم اي وصاية من اي نوع كان، هذا الاتجاه العام انا اعتقد نحن متفقين عليه في المشترك والاحزاب التي تحترم نفسها انا اعتقد ايضاً انها موافقة عليه، الحراك السياسي والشعبي الذي هو عليه اليوم يجب ان لا يؤطر حزبياً وتأطيره حزبياً يفقده زخمه ومكانته، ولكن علينا ان نراعي حالة الانفلات التي يمكن ان تتشكل خارج علمية الفعل الثوري السياسي اذا لم يستطع الناس ان ينظموا انفسهم بشكل صحيح.


· ماذا عن التأطير الايديولوجي الان؟


– صدقني ان اي محاولة اليوم للتأطير الايديولوجي ليس لها في تقديري الشخصي مكانة في هذه العملية السياسية الشعبية الواسع « ن واي محالة لاقحامها من اي طرف كان في العملية ستنتهي الى فشل.


· من الذي سينتهي الى فشل؟ التأطير ام الحالة الثورية؟


– التأطير الايديولوجي كما اسميته انت.. لان الذي حصل في الحياة السياسية والذي مهد له اللقاء المشترك.. انه انتقل بالحالة السياسية من اطارها الايديولوجي الى الحالة التي مكنت الناس من خلق مفاهيم سياسية جديدة غير صراعية في الحياة خلال الفترة الماضية، ومن الصعب اليوم اعادة انتاجها في الحالة الشعبية واي محاولة لذلك هي محاولة خاسرة تماماًز


· كيف تقيمون الحالة اليمنية الان.. وهل تعتقدون ان هذه الاحتجاجات ستؤدي الى الاطاحة بالرئيس صالح ونظامه؟


– انا اعتقد ان امام النظام لايوم فرصة للتفكير بشكل جاد، وبعيداً عن المراوغة وبعيداً عن المناورة وبعيداً عن الاسقاطات التي تقدمها النماذج التي سبقتنا سوءاً كانت نموذج مصر او تونس او ليبيا، التماهي مع هذه النماذج، من قبل اي طرف اعتقد انه لن يمن الجميع من التفكير بجدية في ايصال هذا الحراك الشعبي النبيل الى غاية نبيلة، الجزء الرئيسي من الاوراق في اللحظة الراهنة لا يزال بيد النظام والرئيس على وجه الخصوص، وانا اعتقد ان عجلة الشارع قد دارت باتجاه التغيير، وان اي مقاومة بأي أساليب كانت سواءاً بالمراوغة او القوة لن تفضي الى اي نتيجة ولذلك اعود واقول انه لا بد من احياء العملية السياسية المرافقة لهذه الثورة الشعبية حتى نستطيع ان ننقل بلدنا الى بر الامان بخسائر اقل وتغييرات تمكن الشعب اليمني من االنتقال نحو المستقبل بصورة مشرفة، هذا الوضع انا اعتقد اليوم يصبح من الاهمية يمكان ان يفكرة فيه حماة هذا النظام السياسي بشكل جاد بعيد عن الغرور والمكابرة وبعيد ايضاً عن التعالي على ما يدور في الشارع على الجميع ان يحمي عملية التغيير والانتقال بصورة تقدم هذه العملية الثورية بطابعها الراقي والنبيل.


· اطلب منك ان تحدد لي بشكل مباشر نصيحتك للنظام السياسي وعلى رأسه الرئيس الان؟ من اجل الخروج من هذه الازمة؟
نصيحتي ان يستمع بجدية لما يطلبه الشارع ولست مع الذين يتحدثون عن قلة وكثرة، الحاكم العاقل اذا خرج حتى مائة من بين عشرين مليوناً او ثلاثين مليوناً يتحدثون بصوت عالي ويطلبون نهاية حكمه عليه ان يستمع اليه بجيدة لان هؤلاء هم الصادقون.. والمثل الدرزي يقول: عش ما دمت الحياة تليق بك.


· (مقاطعاً) طيب والتخريجة؟


– يا سيدي وانا اعتقد ان العقل اليمني لن يفقد التخريجة.. والعقل اليمني المنقسم الان كما يبدو لي ما بين التشوه بين العملية السياسية والحالة الثورة عليه ان يستعيد توازنه وعليه ان يستعيد مكانته في هذه العملية عليه ان يفكر، يخرج من التماي مع التجارب التي سبقتنا، اقول هذا الكلام ونبحث عما يمكن ان نعتبره نحن كيمنيين في ظل هذا الواقع الذي نعيشه مخرجاً حقيقياً يوصلنا الى ما يريده الشعب.


· سألتك ولم تجبني.. هل ستؤدي هذه الاحتجاجات الى سقوط نظام الرئيس صالح؟


– انت مصر على استخدام الفاظ من نوع ما، وانا اتحدث عن الوصول الى النتيجة التي يستطيع فيها ان يمسك الشعب اليمني مفاصل الانتقال بيده، سمها سقوطاً سمها تغييراً سمها ما شئت، المشكلة اننا نتحجر امام بعض الالفاظ ونريد ان نصبح اسيرين لها، لماذا نتحجر امام الالفاظ.


· هذه هي اللغة الصحفية يا دكتور..


انا لا انتقد استخدامك للفظ فقط ملاحظتي ان المهم هو اكل العنب وليس قتل الناطور حسب المثل اللبناني.


· لن اقول هل لديكم ضمانات.. ولكن هل تشعرون ان هناك ضمانات حقيقة في عدم حرف مسارات هذه الثورة باتجاهات معينة اذا ما نجحت؟


افضل الحديث عن هذا الموضوع من زاوية اخرى، من زاوية الحاجة للتغيير، وانا اعتقد ان هذه الحاجة لم يعد يواجهها اليوم اي بديل اخر واي بديل سيصطدم بهذه الحاجة للتغيير واذا عرقل ربما يعرفقل لفترة مؤقتة ولكن الحاجة للتغيير التي تمت وتجسدت الان في هذا المطلب الشعبي الكبير، اعتقد ان الضمانة الرئيسية لها هو انها اصبحت بيد الشعب واكبر ضمانة لها هي هؤلاء الضحايا الذين سقطوا من اجل التغيير.


قصدت ضماناً لعدم انحراف مسارها. ولم اقصد ضمانة لنجاحها؟


· ماذا تعني بالمسار؟


– سأكون واضحاً اكثر.. هناك شائعات تقول بان الثورة اذا نجحت فانها ستؤدي بحميد الاحمر رئيساً، وان الحديث عن رئيس جنوبي هو لن يكون اكثر من محلل، وانه.. كما يتداول شعبياً- خرجنا من احمر الى احمر؟


يحاول اعلام السلطة ان يخرج من مأزق مواجهة الشعب بتصوير المشكلة على هذا النحو.. وانا حقيقة لم اجد اي تفسير لحديثك عن الاخ حميد الاحمر الان، وكانه هو الطرف الاخر في المعادلة السياسية الا بان الاشعات فهي استجابة لمحاولات اعلام السلطة، حميد الاحمر سياسي نشط ويتطلع لبناء دولة النظام والقانون وهو عضو في التجمع اليمني للاصلاح، والاصلاح عضو في المشترك وهذا المشترك كله طرف في المعادلة السياسية وليس الاطراف كلها، ولذلك الانتقال بالعملية الى مثل هذا التفسير له سوى معنى واحد وهو التشوه العميق للحاية السياسية كما قلت والتي تجد فيها السلطة ضالتها لبث ما تريد من اشاعات.


· (مقاطعا) هذه شائعات متداولة على نطاق واسع كما قلت لك..


– ولذلك اقول انه عندما تتشوه العملية السياسية تبرز الشائعات في الوسط وفيما يخص الانحراف بمسار العملية الثورة انا لا انظر اليها من هذه الزاية، بل انظر اليها من زاوية اخرى. واسأل ما هي فائدة التغيير، هل من اجل ان نأتي بفلان بدلاً من فلان، هذا للأسف تستطيع لنضالات الناس وتضحياتهم ، ولا بد ان نغادر هذا الفخ الذي تضعنا فيه اشاعات السلطة، اذا كان القصة بهذا الشكل فانا شخصياً لست مع التغير، اذا لم يشمل التغيير تغييراً سياسياً وبناء دولة لا مركزية، واؤكد واوقول دولة اتحادية فيدرالية تضم كل اليمنيين وتعالج مشاكل هذا البلد وتخرج بهذا البلد من مأزق المركزية الجامدة، مأزق هذا المركز الذي دمرنا واخل باملعادلة الوطنية، فلا اجد فائدة من الحديث عن التغيير في هذه الحالة.



* الى اين وصلت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وماذا بشأن ما تردد حولها من انتقادات خلال الفترة الماضيةهل تمت معالجتها؟


– لجنة الحوار ادت مهمة وطنية ولا زالت تؤدي المهمة على صعيد كل القوى السياسية، وستظل هذه العملية مستمرة، بالرغم من اني اعتقد ان اليمن في الوقت الحاضر بحاجة الى كتلة وطنية للتغيير والبناء وتشمل اللجنة التحضيرية والمشترك والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات.. الخ، لان قواعد العمل السياسي في اللحظة الراهنة تغيرت الى حد ما عما كان عليه الوضع خلال الفترة الماضية، وبالتالي الية عمل الاحزاب واللجنة التحضيرية والية عمل المشترك وحتى منظمات المجتمع المدني اصبحت من وجهة نظري متخلفة عن الحاجة السياسية والوطنية في اللحظة الراهنة، هذا الموضوع الذي أطرقه هو رأي شخصي وربما يكون خلال الأيام القادمة موضع حوار ونقاش داخل اللجنة التحضيرية وداخل ايضاً اللقاء المشترك.


· هل هناك مقترحات لتغيير هذه الآلية؟


– هذا اللي قلته، قلت اننا إذا لم نرتق بعملنا ونخرج شويه من الآلية التي كانت محكومة بطبيعة العمل السياسي قبل انتقال الناس إلى الشارع وتشكل هذه الحالة سنجد انفسنا في الأخير متخلفين عنها، ولذلك لابد من تشكيل كتلة وطنية للتغيير والنباء هذه الكتلة الوطنية للتغيير والبناء أنا اعتقد أن بأمكانها أن تستوعب داخلها جزءا من الحالة الثوريبة التي يعيشها الشارع، وهذا على فكرة رأي شخصي.


· بالنسبة للأحداث الأخيرة من قتل وقمع للاحتجاجات في عدن وبعض محافظات الجنوب، كمشترك ما موقفكم تجاه هذه الأحداث وأسألك عن الموقف العملي في وقف هذا القمع تحديداً في الجنوب؟


– نحن ادنا ولا زلنا ندين أعمال القمع ووقفنا ضدها ودعونا أنصار المشترك إلى الإنخراط في يوم الاحتجاجات طبعاً هذا على صعيد العمل السياسي الذي نعمله الآن، وفي كل لقاءاتنا مع الشركاء الدوليين، مع القوى الدولية مع الأحزاب، طبعاً نعمل على إدارة مثل هذا العمل، ولا شك كما قلت، أن اصرارانا على اخراج العملية السياسية من التشوه الذي وضعت فيه من قبل النظام وحماية المعتصمين والمتظاهرين وسيكون هذا جزءا رئيسياً من عملنا خلال المرحلة القادمة.



* مابين قيام الثورة إذا جاز التعبير في عموم البلد في اليمن ككل، وما بين قمعها الأعنف في الجنوب، كيف تقيمون وضع الوحدة اليمنية، مابين الحالة الثورية التي يرى أنها عمقت الوحدة والقمع الموجه جنوباً والذي يعتقد أنه تسبب برتاجعها؟


– جميل .. عندما كان الحراك في الجنوب، وكانت هناك حالة سكون في الشمال كانت هناك فجوة كبيرة، لم يستطع العمل السياسي أن يردم هذه الفجوة، ومع ممارسات النظام في الجنوب وإنتاج الوضع الذي انتجته خلال الفترة الماضية منذ حرب 1994م وبروز دعوات فك الإرتباط وغيره كتعبير عن رفض الحالة السياسية التي كانت قائمة، طبعاً كان كثيراً ما يتحدث الأخوة في الجنوب أنه لماذا الشمال يعيش حالة من الركود في الوقت الذي لو تحرك ايضا الشمال سياسيا وتحولت الحالة السياسية إلى حالة ديناميكية يمكن هذا يردم الفجوة ويرد على الاتهامات التي تقول إن الشمال مرتاح والجنوب غير مرتاح، لأن الصمت الذي حاصل في الشمال كان يفسره البعض يومها انه ناشئ على أن الشمال مرتاحون والجنوب غير مرتاحين، طبعاً هذا الجو الذي كان سائداً خلق نوعاً من الإرباك في العملية السياسية، عندما تحرك اليمن الأن بشكل عام شماله وجنوبه، اتجه الجميع نحو التغيير وكان هذا واحدا من العوامل التي جعلت صوت الانفصال او فك الارتباط يرتاجع ويبرز إلى الأمام حالة الوحدة الوطنية التي كنا نفتقد اليها في الفترة الماضية، كان شيء جميل ايش الذي عملت له السلطة في هذا؟ أول شيء راحت نسبت الحركة التي نشأت بالذات في عدن واعتبرتها جزاء من الحراك الانفصالي على حد تعبيرها، وقامت بقمعها بقوة ثم اعتقلت مجموعة من قادة الحراك لكي تصبغ على هذا العمل الذي بدأ في عدن في إطاره الوطني على أنه حراك انفصالي “بتعبيرها وتعطي لنفسها الحق بأن تقمعه بتلك القوة البشعة التي لجأت إليه، لماذا؟ اقول لأن السلطة كانت تعيش حالة استرخاء، عندما كان الجنوب يتحرك لوحده وكان الشمال يتحرك لوحده كان الجنوب يطالب بالإنفصال، وكانت صعدة وشمال الشمال لوحده، وكان الشعور عندها بالإرتياح لأن الجميع خارج المشروع الوطني الواحد الذي يطالب بالتغيير، عندما بدأ الجميع يلتقي حول مشروع التغيير بدأت تشعر بالخطر، ولذلك أرادت أن تعيد الجنوب إلى مساره السابق بالصورة التي كانت تفكر فيها، للأسف فضحت نفسها فضيحة كبرى باستخدام العنف بتلك الصورة بالجنوب وبمحاولة إقحام المطالبات القديمة باعتبارها هي السبب الذي جعلها تعتقل مجموعة من قادة الحراك، وتنسب أو تدعي أنها قمعت الجنوب منطلقة من حمايتها للوحدة، بينما في الحقيقة هي لم تكن تحمي الوحدة، وإنما كانت تريد أن تبقي الوضع على ما كان عليه باعتبار انه كان مريحاً له.


· على ذكر الرئيس في حديث الرئيس بكلية الطب بصنعاء قبل ايام قال “إن الاحتجاجات القائمة في عموم الجمهورية تدار من تل ابيب وبإشراف امريكي وفي اليوم التالي قال مسئول في البيت الأبيض الأمريكي أن الرئيس اتصل ليبدي أسفه حول هذا الموضوع ماذا ترون في ذلك؟


والله انا اعتقد ان الحالتين تفسر بعضها البعض وهي تعكس حالة الارتباك الذي يعيشه هذا النظام.. إن استمرار الوضع بهذا الشكل أصبح يشكل فعلاً خطراً على هذا البلد لأن الاستمرار على هذا النحو سيجعل كلفة التغيير باهظة النظام الذي تتخلى عنه فعالياته في اللحظات الحرجة وتتركه يتخبط هكذا لا يحتاج إلى دليل إضافي على فشله.


· كيف تنظرون إلى بيان العلماء الصادر يوم أمس الخميس الثالث من مارس؟


– مسرحية رديئة بكل معنى الكلمة وهي دليل آخر على تخبط النظام، فهو يدعو العلماء ويطلب من جزء منهم اللقاء بالقوى السياسية، وعندما لا ترضيه نتائج اللقاء يلطب من الجزء الآخر إدانة القوى السياسية، نحن نطلب من العلماء والمشائخ الذين التقوا معنا أن يردوا على اولئك الذين وقعوا البيان المشبوه الذي يراد له أن يكون على غطاء لفتنة يحضر لها النظام. إن الذين وقعوا على هذا البيان سيصبحون جزاء من الفتنة التي يحضر لها النظام هذا إن لم يكونوا بذلك هم الفتنة كلها إذا لم يتراجعوا عن الخطأ الذي ساقهم إليه النظام، إننا نسألهم أن يتقوا الله في الأمانة التي حملهم إياها العلم، (إنما يخشى الله من عباده العلماء).


· 6سنوات تقريباً في قيادة الحزب الأشتراكي.. إلى أين وصل الدكتور ياسين سعيد نعمان وإلى أين لم يصل مع الحزب؟


– إلى أن وصل الحزب الاشتراكي، وليس الدكتور ياسين سعيد نعمان، حقيقة السنوات التي مررنا فيها سنوات صعبة، بصعوبة الحياة السياسية بشكل عام، واجهنا كثيراً من التحديات، واجه حزبنا خطر التصفية، واجه خطر التقسيم، واجه خطر الانشقاقات، ولكن الحمد لله استطيع أن اقول أننا تجاوزنا كل هذه المخاطر، ولم أكن أنا طبعاً السبب الرئيس في تجاوز المخاطر، ولكن كان هناك الدور الأبرز لمناضلي الحزب الذين حملوا تاريخه بمسئولية وحملوا رسالته باقتدار رغم الزوابع الضخمة وكذا قيادة الحزب التي تتعامل بمرونة مع كل الظروف الصعبة التي مررنا بها، ونستطيع ان نقول نحن اليوم على مشارف انجار الدورة الانتخابية الكاملة بعد ان نجحنا في عقد مؤتمر محافظة حضرموت ومحافظة تعز، واليوم انهينا مؤتمر شبوة، والى نهاية هذا الشهر ننجز اكثر من ثمان عشرة منظمة حزبية، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد لدينا صعوبات، الصعوبات جزء منها ذاتي وجزء منها موضوعي، الأخطر من الذاتي هو الجانب الموضوعي بسبب تشوه العملية السياسية كما قلت.. عندما لا يكون هناك في الحياة السياسية افق لتداول سلمي للسلطة،لتغييرات حقيقة تبدأ الحياة الحزبية بشكل عام تنكمش، ويبدأ الضيق داخل الأحزاب فعلا يشكل مشكلة حقيقية لكن كلما انفرجت الحياة السياسية وقدم الخيار الديمقراطي خياره الحقيقي فيما يخص الانتقال السلمي للسلطة والتغيير المستمر تنتعش الاحزاب وتنتعش ايضا الحياة السياسية، الاحزاب اليوم ليست ايدلوجية بالشكل الذي كانت عليه بالامس، اليوم انا لا اعبئ الحزب الاشتراكي تعبئة ايديولوجية حتى احافظ على تماسكه، الحياة السياسية الآن مفتوحة على قاعدة التغيرات السياسية التي تنشأ داخل الحياة، ولذلك انا اعتقد أن حزبنا هو الآن في المحك مع جملة الأحزاب الأخرى واستطيع أن اقول ايضا ان تجربة اللقاء المشترك ايضا صنعت شيئا جديداً في الحياة السياسية، واستفاد منها الحزب الاشتراكي وايضا هي استفادت من تجربة الحزب الاشتراكي السابقة أما ما يخص الدكتور فجيلنا لابد ان يترك قيادة العمل السياسي لجيل الشباب وعلينا ان لا نثقل هذا الجيل بإحباطاتنا الكثيرة وانكساراتنا المتعددة. الطبقة السياسية اليوم بالوانها المختلفة خسرت الرهان وعليها أن لا تقذف بالحلم المهشم في وجه هذا الجيل.


· نعود للجانب السياسي الشخصي، هناك حديث وشائعات- وانا هنا صحفي انقلها لا أكثر – عن خلافات تحدث بين الدكتور ياسين سعيد نعمان والأستاذ عبد الوهاب الانسي حول بعض القضايا وبعض التصرفات والأفكار، هل هذا صحيح.. بصدق يعني؟


– أنا اولا أكن للأستاذ عبد الوهاب الآنسي كل تقدير، وعبد الوهاب الآنسي سياسي محنك ومجرب، ولديه آراؤه الجريئة التي احترمها، وبكل اعتزاز اقول أن العمل معه خلال الفترة الماضية أكسبني أنا شخصياً تجربة، قد نختلف في اطار اللقاء المشترك حول بعض النقاط هنا وهناك، ولكننا في المسار العام وفي المحطات الرئيسية كما هو الآن، نحن متفقين وإذا برزت بعض الرؤى والتباينات – وهذا شيء طبيعي- بين الحين والآخر، لكن نحسمها على قاعدة ان هذه الكتلة الوطنية التي نشأت خلال الفترة الماضية واستطاعت أن تتصدى للحياة السياسية لابد ان تستمر وتتعززت، وتنتقل تجربتها إن شاء الله للأجيال القادمة، نحن أحزاب عشنا صراعات خلال الفترة الماضية، وكوننا ننتقل من العمل الايديولوجي الدوغمائي إلى العمل السياسي وبالصيغة التي عليه الوضع الآن، أنا اعتقد أننا حققنا ولله الحمد نجاحاً طيباً.


· البعض يقول إن لغة الدكتور ياسين سعيد نعمان في الطرح السياسي شديدة الدبلوماسية والنخبوية، وهي ما تحميه أن يكون على رأس الحربة في المواجهة مع النظام.. كيف ترى هذا الكلام؟


– أنا أعتز بمواقفي ومستعد لأن اتحمل من أجلها كل المسؤولية، ولذلك هناك لربما عند البعض لغة – دعني اقول- صدامية، أو فجة أو كذا.. كل إنسان ينام على الجنب اللي يريحه كما يقولون، لكن أهم شيء هو الموقف وأنا أعتز بهذه المواقف واشعر بأنني حقيقة انسجم مع نفسي فيها.


· أخيراً ما الذي يتمناه ياسين سعيد نعمان؟


– أنا اتمنى أن يصمد الشباب الذي تصدوا لمرحلة التغيير الحاسمة في حياة هذه البلد، وأن يواصلوا هذه الرسالة التاريخية الهامة التي اعادت الأمل حتى لجيلنا الذي كان قد فقد الأمل، وأن يكون هذا التصدي والصبر محكوماً ايضاً بمزيد من الحوار الداخلي فيما بينهم ومع غيرهم، وعدم تكرار تجربة شطب الآخر بالصورة التي شهدناها في تجربتنا السياسية السابقة، عملية الشطب التي قد تنشأ في حالة أو في مرحلة أو محطة من محطات العمل السياسي سواء كانت حالة الغضب او حالة الحنق او غيرها هي واحدة من العيوب التي قد تعيق الثورة وتصيبها بمقتل، عليهم أن يقبلوا بالجميع وان يقبلوا بالرؤى المختلفة وفي نفس الوقت أن يتجنبوا الفراغ في العمل السياسي، بمعنى أن أي حركة ثورية شعبية لا يمكن اطلاقا أن يكتب لها النجاح اذا لم ترتبط بعملية سياسية ترشدها بشكل مستمر وعندما اقول عملية سياسية هنا، لا اعني عبر الأحزاب القائمة فقط ولكن عبر استنباط اشكال مناسبة للتعبير السياسي يخلقه الشباب من واقع الحالة الثورية التي يعيشونها، المهم في اللحظة الراهنة ان تدار هذه الاعتصامات بلجان تنظيمية تستطيع ان تضبط ايقاعها وفقاً لحركة سياسية منظمة لا تعتمد فقط على الشعار وانما تعتمد على قراءة دقيقة لحركة الواقع من حواليهم.



نقلا عن صحيفة حديث المدينة

زر الذهاب إلى الأعلى