أرشيف

ضحكة عريس تحرمه من عروسه

مبارك الحمادي


منذ شعر (ن،ع) بوجوده على الحياة بعد سن الثامن عشر، سلك طريقاً مغايراً لفكر الواقع، لم يكل شؤون حياته إلى أحد ظل يثابر حتى يوجد شيئاً مقروناً باسمه، يواصل اهتمامه بكل ما خطط له في الخيال من طموحات وآمال، وبرغم مرارة الواقع والحظ العاثر الذي يواجهه دائماً واستمر يقاوم حظه التعيس ولا يطيق من ينتقده من الأهل والأقارب حول تقرير مصيره بأن يعمل مثل أصحابه وخاصة من هم في سنه، ولصراعه المرير مع الواقع أنتهز فرصة الدخول إلى السلك العسكري، فكانت الفرصة بمثابة تأمين سبل العيش اليومي لا أكثر، وفي ظلال الخدمة الغامضة التفاصيل وتواريه عن الأنظار كان قادراً على إخفاء حركاته اللاإرادية أمام الأعين، ويعيش في عالمه الخاص إلا أنه لم يسلم من انتقادات الأهل التي أخذت حيزاً واسعا في تفكيره بوصفه بأنه مصاب بحالة نفسية حتى وصل نبأ الإصابة إلى والديه اللذين لم يقويا على تحمل نبأ الإصابة، فما كانا منهما سوى مراودته بالزواج خصوصا بعد أن لاحظ إخوته حركاته اللاإرادية كمخاطبته لذاته، ولإصرار والديه على الزواج بسرعة وعلى نفقتهما تم العرس إلا أن أحداً لم يكن يتوقع ما سيفاجئهم به الواقع حيث ذهب مساء يوم عرسه لأخذ فارسة أحلامه، ولاشتراط أهل عروسته على ضرورة التقاط صوراً لهما امتثل لذلك باعتبارها فرحة العمر للعروسين فأهدى العريس فلاشات الكاميرا ابتسامة هادئة تعبيراً عن الفرحة، فتوارت ملامح الفرحة بمجرد صوت والدة العروسة اللاذع بأنه مجنون وأن بنتها لن تخرج، فكان المشهد بالنسبة للحضور أشبه بمسرحية ذات فصل واحد وإذ بوالد العروسة يفر هارباً ولم يستطع أحداً على إقناع والدتها بعدم صحة قولها وتفكيرها وبإصرار الحاضرين على مشاركة العريس الفرحة تم تزويجه في ذات الليلة بفتاة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى