أرشيف

صنعاء تحت الحصار.. ونظام صالح يصل لمرحلة الانهيار

 وصلت اليمن اليوم الاثنين إلى مرحلة” غير آمنة “وقالت تقارير إن نظام علي عبدالله صالح اصبح متفككا إلى درجة لم يعد بإمكانه معها مواصلة السلطة في البلاد، وتزامنا، انتشرت دبابات ومدرعات للجيش اليمني بكثافة الاثنين في صنعاء بما في ذلك في محيط القصر الجمهوري ورئاسة الحكومة وزارة الدفاع والبنك المركزي.
 وفي التفاصيل، فانه بعد جملة من الاستقالات من الحكومة اليمنية ومؤتمر الشعب العام الحاكم الذي يتزعمه علي عبدالله صالح الذي اقال الأحد حكومة الدكتور علي محمد مجور، أعلن عدد من لواءات الجيش الأقوياء من بينهم اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة أولى مدرع دعمه وتأييده السلمي لثورة الشباب السلمية , ويعد هذا تطورا لافتا للثورة الشبابية في اليمن .
 وفي التسجيل الصوتي الذي بثته قناة الجزيرة (عدد علي محسن الاحمر ما يمر به اليمن من أزمات ومشاكل بسبب ما قال عنه إجهاض العملية الحوارية وقمع المتظاهرين السلميين في الساحات العامة الامر الذي ادخل اليمن في دوامة من الازمات وتصاعدها كل يوم وبشكل يدفع البلاد الى شفير الحرب الاهلية).
 استقالات
 وفي وقت لاحق أعلن اللواء محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية انضمامها إلى ثورة الشباب السلمية .
 وأعلن عبد الوهاب طواف سفير اليمن لدى سورية استقالته من منصبه الاثنين ومن الحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس علي عبد الله صالح تأييدا للمعارضة التي تطالب الرئيس بالتنحي.
 وقال طواف لقناة الجزيرة التلفزيونية خلال اتصال هاتفي انه اتخذ خطوة الاستقالة بعد المذبحة التي حدثت في ميدان التغيير مشيرا الى المواجهات التي قتل فيها 52 محتجا مناهضا للحكومة يوم الجمعة بنيران القناصة في وسط صنعاء.
 وتخلى عدد من الحلفاء عن الرئيس اليمني في الايام القليلة الماضية وقد أقال حكومته يوم الأحد في مواجهة الضغوط المتزايدة جراء الاحتجاجات المطالبة باستقالته.
 بان كي مون
يدين ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة الاثنين استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في اليمن عقب مقتل 52 متظاهرا مناهضا للنظام الاسبوع الماضي.
 وصرح بان كي مون للصحافيين عقب محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة (ادين بشدة استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في صنعاء). وأضاف (على الحكومة اليمنية واجب حماية المدنيين. وأدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإنهاء العنف).
وتابع (لا يوجد بديل لمعالجة الأزمة اليمنية عن إجراء حوار شامل حول الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية).
مواجهات مع الحوثيين
 إلى ذلك، قتل حوالى عشرين شخصا في معارك دارت امس الاحد في شمال اليمن بين الجيش وقبائل موالية للسلطة من جهة والمتمردين الحوثيين من جهة اخرى، حسبما افادت مصادر عسكرية وقبلية لوكالة فرانس برس الاثنين.
 وذكرت المصادر ان المعارك اندلعت للسيطرة على موقع استراتيجي للجيش عند مدخل محافظة الجوف الشمالية، وقد تمكن الحوثيون من السيطرة عليه. وأشار مصدر قبلي إلى أن (المعارك بدأت بعد ظهر الاحد واستمرت حتى الليل واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة الثقيلة)، مشيرا إلى أن اشتباكات متقطعة دارت خلال الايام الماضية في المكان بين الجيش والحوثيين ما أسفر عن مقتل عدة متمردين.
 وأضاف المصدر أن الحوثيين (تمكنوا من اسقاط الموقع والسيطرة عليه، وفيه دبابتان وعدة مركبات عسكرية عسكرية).
وأكدت مصادر عسكرية وقبلية ان المعارك اسفرت عن سقوط 20 قتيلا من الطرفين إضافة إلى مسلحين قبليين موالين للسلطة.
إقالة الحكومة وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يواجه ضغوطا من الشارع للتنحي أقال الحكومة يوم الاحد.
ونشرت الوكالة المرسوم الجمهوري بـ(إقالة الحكومة برئاسة الدكتور علي محمد مجور وتكليفها بتصريف الشؤون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى تشكيل الحكومة الجديدة).
 ويأتي قرار صالح باقالة الحكومة مع توالي الاستقالات من الحكومة ومن مؤتمر الشعب العام الحاكم احتجاجا على استمرار قمع النظام للمتظاهرين، فقد قدمت وزيرة حقوق الإنسان في اليمن هدى البان استقالتها من منصبها الحكومي ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم احتجاجا على قمع المتظاهرين.
 وقال مراقبون ان حكومة صالح بدأت تتصدع في شكل ملحوظ كما ان الحزب الحاكم بات يتفكك.
 كما استقال عبدالله محمد الصايدي مندوب اليمن لدى الامم المتحدة احتجاجا على ممارسات النظام القمعية. وقالت الوزيرة هدى البان ان استقالتها تاتي على خلفية (المجزرة الوحشية) في صنعاء، معتبرة انه (يجب محاسبة كل مرتكبيها وتقديمهم للعدالة).
 وأعلن رسميا في وقت لاحق تعيين السفير جمال عبدالله السلال مندوبا جديدا لليمن لدى الامم المتحدة.
 كما تقدمت جميلة رجى وهي سفير مفوض في وزارة الخارجية اليمنية مرشحة لتولي منصب السفير في المغرب كذلك باستقالتها من منصبها.
 وقتل 52 متظاهرا واصيب اكثر من 120 بجروح في العاصمة اليمنية الجمعة برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون انهم (بلطجية) مناصرون للسلطة. وقد بدأ الرصاص ينهمر على المحتجين عندما حاول بعضهم تفكيك حاجز نصبه مناصرون للنظام من اجل قطع شارع يؤدي الى ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم مناوئو النظام منذ 21 شباط/فبراير.
 وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حالة الطوارئ في البلاد لثلاثين يوما، معبرا عن (اسفه) لمقتل المتظاهرين.
واستقالة وزيرة حقوق الانسان هي الثالثة من الحكومة اليمنية منذ بدء حركة الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، بعد استقالة وزيري السياحة نبيل الفقيه الجمعة ووزير الاوقاف حمود الهتار.
 وأعلن رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ناصر طه مصطفى استقالته على خلفية أحداث الجمعة، التي دفعت السفير اليمني في بيروت فيصل امين ابو راس الى تقديم استقالته أيضا. وقدم في شباط/فبراير 11 نائبا معظمهم من الحزب الحاكم استقالتهم من البرلمان.
وتقول منظمة العفو الدولية إن العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام بلغ (80 شخصا).
 بيان علماء وشيوخ
 واصدر (علماء ومشايخ) اليمن بيانا حذروا فيه من (الاقتتال الداخلي بين أبناء اليمن، موجهين -التحية الى شباب التغيير الذين اثبتوا رباطة الجأش وحسن التنظيم-، داعين إياهم إلى الاستمرار على هذا النهج).
 وأدانوا بشدة (المجزرة الجماعية التي تم ارتكابها بعد صلاة الجمعة ضد المعتصمين سلميا أمام جامعة صنعاء).
 واعتبر العلماء والمشايخ أن (ما تم عيب اسود وفقا للأعراف القبلية)، وحملوا (السلطة ممثلة برئيس الدولة المسؤولية الكاملة عن الدماء التي سفكت)، رافضين (إعلان حالة الطوارئ في البلاد لعدم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ).
 ودعا البيان الرئيس اليمني إلى (الاستجابة لمطالب الشعب)، علما أن المتظاهرين يطالبون صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما بالرحيل عن السلطة. واعتبر المتظاهرون المعتصمون في صنعاء من جهتهم أن على (السفاح الذي سقطت شرعيته أن يعرف أن أساليبه القديمة التي مارسها في الكذب والمغالطة لا يمكن ان تنطلي على أبناء الشعب اليمني).
 وأضافوا في بيان موقع باسم (الشباب المعتصمين في صنعاء) تلقت فرانس برس نسخة منه أن (عمليات القمع والإرهاب لن تثنينا عن هدفنا السامي وهو اسقاط النظام بالطرق السلمية).” “
 
المصدر : وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى