أرشيف

تشكيك غربي في تعاون إيران نوويا

شككت القوى الغربية في رسالة إيران الأخيرة وعرضها استئناف المحادثات والتعاون بخصوص برنامجها النووي المثير للجدل لكنها قالت إنها تبحث الرد عليها. واعتبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن الرسالة لم تتضمن أي شيء يبدد المخاوف الدولية إزاء الأنشطة الإيرانية.

 

وقال مندوب واشنطن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية غلين ديفيز إن رسالة كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي إلى مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لم تتضمن أي التزام جديد من طهران بتبديد القلق الدولي بشأن أهدافها، وهو ما أكده مايكل مان المتحدث باسم آشتون لوكالة الصحافة الفرنسية في بروكسل، مشيرا إلى أن الرسالة لم تتضمن ما يهدئ المخاوف.

 

وأوضح ديفيز “لاحظنا زعم إيران الأخير بأنها بدأت عصرا جديدا من التعاون، سمعنا هذا الزعم من قبل لكن ما زال يتعين تنفيذه”.

وفي رسالته إلى آشتون أبدى جليلي استعداد بلاده لاستئناف المحادثات لكنه تمسك أيضا بما سماه “حقوق” إيران النووية التي ينظر إليها الغرب على أنها علامة تدل على أن طهران لم تغير مواقفها التي أجهضت المحادثات في السابق، حيث تصر على أن تعترف الدول بحقها في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه وقودا لمحطات الكهرباء، لكن الدول الغربية ترى إمكانية استخدامه في صنع قنبلة نووية وتعتبر ذلك الطلب شرطا غير مقبول للمحادثات.

 

لكن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية وصف رسالة جليلي بأنها “إيجابية وبناءة”. واعتبر استعداد ايران المعلن للتعاون يمثل “نقطة تحول”، ويتيح فرصة يجب أن ينتهزها الجميع.

 

وتقوم آشتون بالاتصالات مع إيران نيابة عن الدول الست -التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإضافة إلى روسيا والصين- وتزعمت محادثات مع إيران نيابة عن هذه القوى في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني الماضيين لكن الدول الغربية رفضت منذ ذلك الحين عروض طهران لاستئناف المحادثات.

 

وبخصوص الرسالة الإيرانية الأخيرة قال المندوب الأميركي أمس الأربعاء على هامش اجتماع مجلس الوكالة الذرية -الذي يضم 35 عضوا في فيينا- إن القوى الكبرى ما زالت تقوم بصياغة رد على الرسالة الإيرانية تاركين الباب مفتوحا أمام احتمال مبادرة دبلوماسية جديدة.

 

بعد عسكري


وتأتي الرسالة الإيرانية في حين تسلم مجلس الوكالة الذرية تقريرا جديدا يعرب عن قلق متزايد إزاء “بعد عسكري” محتمل للنشاط النووي الإيراني لا تزال معلومات جديدة بشأنه تصل  إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. 

 

وفي هذا السياق قال مندوب واشنطن إن بلاده تأمل أن تقدم الوكالة الذرية “قريبا جدا” المزيد من التفاصيل عن معلومات جديدة لدى الوكالة عن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني.

 

وكان المدير العام للوكالة يوكيا أمانو قد قال لأول مرة هذا الأسبوع إنه يشعر بقلق متزايد من وجود جوانب عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني.

 

وفي هذا الإطار قال المندوب البريطاني في الوكالة سايمون سميث متحدثا باسم بريطانيا وألمانيا وفرنسا إن “غياب أي أساس اقتصادي أو تجاري محتمل للأنشطة النووية الكثيرة التي تنفذها إيران في الوقت الحالي والأدلة المتنامية التي تشير إلى أن لهذه الأنشطة بعدا عسكريا يوفر أسسا للقلق البالغ بشأن نية إيران”.

 

لكن مبعوث إيران لدى الوكالة الذرية، قال إنه “لا يوجد دليل دامغ” يشير إلى ما تردد، وأضاف أنه “بعد أكثر من ثماني سنوات، وآلاف التحقيقات غير المسبوقة في تاريخ الوكالة الذرية، لم تجد الوكالة أي دليل على تحويل مواد نووية لأغراض عسكرية”.

 

وفي مواجهة ضغوط العقوبات المتزايدة بدأت إيران جهدا في الشهور القليلة الماضية لإظهار انفتاحها المتزايد وتعاونها مع الوكالة الذرية، حيث سمحت في أغسطس/آب لمفتش كبير من الوكالة بزيارة موقعين لهما علاقة بنشاطها النووي لم يسمح للوكالة منذ عدة سنوات بدخولها قائلة إن هذا يبين “الشفافية والانفتاح بنسبة 100%”.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض أربع حزم من العقوبات على إيران لرفضها تجميد مشروعها لتخصيب اليورانيوم، وتقول طهران إنها بحاجة لهذا البرنامج لإنتاج وقود نووي لمحطات الكهرباء، وهو ما يثير مخاوف المنظمة الدولية من أن ذلك قد يُستغل لإنتاج مواد رؤوس حربية قابلة للانشطار، وهو ما تنفيه إيران.

 

المصدر : وكالات + الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى