أرشيف

الشيخ محمد الحسين : إن شعبنا مصمم على استرجاع حقوقه من العصابة السعودية الحاكمة

ندد الشيخ محمد الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية بالإجراءات التعسفية والذليلة التي اتخذها الكيان السعودي مؤخراً ضد أبناء المنطقة الشرقية وبالخصوص في مدينة العوامية التابعة لمحافظة القطيف , واصفاً بيان وزارة داخلية الكيان السعودي والتهم التي أطلقها نايف بن عبد العزيز وزبانيته بأنها تعبر في حقيقتها عن عقدة نفسية كامنة قد ابتلي بها النظام ورموزه وحاول الفرار منها ليلصقها بشعب شبه الجزيرة العربية الأبي الشريف المحق المخلص لدينه ووطنه .

بسم الله الرحمن الرحيم


((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))


((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) .


ليس غريبا على وزارة القمع السعودية واعلامها المضلل المفلس القيام بتزوير الحقائق وقلب الصورة الناصعة للحركة المطلبية العادلة ، ومحاولة حرف مسارها و أهدافها بمجموعة من التهم و الأراجيف الباطلة ، في محاولة يائسة لتشويه سمعة شبابنا الأبطال الشرفاء والانقلاب على مطالبهم المحقة التي مازال يسعى للتسويف وإضاعة الوقت وافتعال الضجيج الإعلامي للتسويق لإصلاحات وهمية كاذبة ، عله يثنيهم عن عزيمتهم و إرادتهم التي لا تقهر .


إن كل التهم و الصفات التي ساقها نايف بن عبد العزيز وزبانيته في وزارة قمع الشعب ترجع في حقيقتها لعقدة نفسية قد ابتلي بها النظام ورموزه يحاول الفرار منها ليلصقها بشعبنا الأبي الشريف المحق المخلص لدينه ووطنه .


إن شعبنا الواعي المصمم على استرجاع حقوقه يعلم جيدا ويدرك يقينا حقيقة العصابة السعودية الحاكمة التي اقترن اسمها بإثارة الفتن والنعرات الطائفية والتكفيرية ، والتمييز القبلي والمناطقي التي هزت استقرار بلادنا ومزقت عرى الوحدة والانسجام والتآخي الوطني والإسلامي في هذا البلد ، ويدرك جيدا حقيقة تفريخ الارهاب والشغب والفتن والمؤامرات المتنقلة من بلد الى آخر في العالمين العربي والإسلامي ، أما أن يخرج الشعب ليمارس حقا من حقوقه المشروعة في إطار مسيرات سلمية فلا يعتبر فتنة أو شقاقا او شغبا الا في القاموس الفرعوني المستكبر لعصابات بني سعود الطاغية المستبدة .


إن شعبنا المؤمن الشجاع بات يعلم أكثر من أي يوم مضى حقيقة هذا النظام الذي رهن البلاد وخيراتها ومقدراتها ومقدساتها وقرارها ومصيرها السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري بيد الأجنبي ، وأصبح لا يستطيع أن يخطوا أي خطوة او يتخذ أي قرار دون إيعاز منه ، وأصبحت بلادنا وما تملك من خيرات وثروات وسيلة لتطبيق المشاريع والمخططات الأجنبية التي تنعش أعداء الأمة وتنقذها من مآزقها السياسية والاقتصادية ، وتهدد مصالح أمتنا وأمنها واستقرارها وقضاياها الكبرى .


فمن عليه أن يحدد موقفه بشكل واضح ؟! , إما الولاء لله والوطن أو الولاء للدول الناهبة للشعوب المتآمرة عليها .
إن شعبنا المؤمن بالله المضحي من أجل وطنه لا يمثله بنو سعود وأسيادهم المؤتمرون بأمرهم ، قد آلى على نفسه أن يقاوم و يكافح لاسترجاع الوطن والهوية التي سلبت فيهما عزة وكرامة الإنسان ، وغاب عنه العدل والحرية وضيعت فيه الحقوق ومسخ فيه الإسلام وأحكامه .


إن يد الحديد وأسلوب القمع و البطش التي ما فتئ نايف يهدد باستعمالها ضد الشعب الأعزل لن تثني شعبا ألف هذه السياسة العدوانية منذ عرف عصابة بني سعود متسلطة على هذا البلد ، ولن تهز إرادة وصلابة وشجاعة شعب كسر حاجز الخوف والشعور بالمهانة والعجز ، وآمن بحقانية قضيته وسلامة أهدافها ، وعلم أن طريق الوصول إلى تلك الأهداف المقدسة محفوف بالمخاطر والتضحيات الجسام ، وتوكل على الله وأخلص له وطلب العون والمدد منه لا من غيره ، واستيقن وعده الذي لا يخلف بالنصر والغلبة .


إن عقلية النظام التي لا تعرف سوى منطق البطش والإرهاب وسياسة الحديد والنار طريقا للهيمنة والسلطة ، لا يمكنها أن تفقه ثقافة انتصار الدم على السيف ، ولا يمكنها أن تدرك أن شعبنا لا تزيده كثرة القتل والسجن والتعذيب والقمع إلا وعيا وقوة و إصراراً على مواصلة الطريق حتى تحقيق أهدافه ومطالبه .


يا شعبنا العزيز ويا شبابنا الشرفاء المضحين المخلصين ، يا من مرغتم بمواقفكم الشجاعة وإرادتكم الصلبة أنف النظام المتكبر ، يا من كنتم الطليعة الأولى في كسر أجواء الركود والركون الى الدعة والراحة وثقافة الوهن والذل ، اعلموا أن تحقيق النصر والأهداف المقدسة لهذه الحركة المباركة أمر مرهون بوحدة كلمتكم ونظم أمركم ووعيكم الدقيق لمؤامرات عدوكم وتهويلاته وتهديداته ، ودسائس وشائعات وتثبيطات المغرضين والانتهازيين والسذج بينكم ، وحضوركم الدائم والمستمر في ساحات الشرف والكرامة ، ساحات العز والشموخ ، ساحات الصرخات المدوية بقول الحق وإنكار المنكر .


في هذه المرحلة الحساسة والعصيبة والدقيقة ، وفي ظل الغليان الشعبي والحركة الجماهيرية المشرفة في بلدة العوامية ، وفي ظل القمع والاعتداء الوحشي الذي يتعرض له أهلها الصامدون يجب على العلماء والمثقفين المخلصين والفعاليات الاجتماعية الواعية أن يكون لهم موقف ايجابي مساند وداعم وناصر وموجه ، ويجب على المناطق والبلدات والمدن الأخرى التضامن والتناغم مع هذه الحركة المباركة ، فإن شعاراتها ومطالبها هي مطالبنا وشعاراتنا جميعا ، إن الواجب الشرعي والوطني يحتم علينا اليوم أن نكون يدا واحدة وحركة واحدة ومواقف موحدة ، ويجب أن يعلم الجميع أن السكوت وموقف اللامبالاة وعدم الاكتراث والخذلان او الوقوف بوجه هذا التحرك الجماهيري لا سمح الله ستكون عواقبه وخيمة وكارثية سوف لن يغفرها لنا الله تعالى ولا التاريخ ، وستكون موجبة لذلنا واستكانتنا ، ومحفزا لانقضاض النظام بظلمه وجبروته وطغيانه واستخفافه علينا أكثر فأكثر .


((وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ,} إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))

 

المصدر: مركز الحرمين

زر الذهاب إلى الأعلى