أرشيف

18 قتيلاً يمنياً باشتباكات دامية في تعز وصنعاء

قتل 18 شخصا وأصيب أكثر من 40 جريحا في مواجهات عنيفة شهدتها صنعاء وتعز مساء أمس الأول وأمس بين انصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعارضيه. وقتل 8 مدنيين من بينهم فتى في الـ13 ومقاتلان قبليان أمس في تعز.كما أدت المعارك إلى مقتل 5 جنود .وفي صنعاء ، كانت اشتباكات اندلعت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء في حي الحصبة شمال المدينة بين القوات الموالية للرئيس صالح والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الأحمر ، ما أسفر عن مقتل مسلحين قبليين اثنين وجندي يمني ، وجرح سبعة أشخاص.

سياسيا، أكدت الحكومة اليمنية حرص الرئيس صالح وحزبه الحاكم، على “الوصول إلى حل سياسي” لإنهاء الأزمة المتفاقمة على وقع اضطرابات وأعمال عنف يعاني منها اليمن منذ أكثر من تسعة شهور.

وقال شهود عيان وسكان محليون لـ”الاتحاد” إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش ومسلحين قبليين حاولوا اقتحام مؤسسة حكومية، تسيطر عليها قوات الحرس الجمهوري، في شارع جمال التجاري، وسط مدينة تعز، التي اندلعت منها شرارة الاحتجاجات المناهضة للرئيس صالح، منتصف يناير الماضي.

وأكد شهود العيان أن قوات الحرس الجمهوري المرابطة داخل مكتب التربية والتعليم، ضمن مجمع سكني يضم مقارا حكومية إدارية ومصرفية، تصدت لهجوم المسلحين القبليين، مشيرين إلى أن الاشتباكات استمرت نحو ست ساعات.

واستخدم الطرفان في الاشتباكات الأسلحة الرشاشة الثقيلة، وقصفت القوات العسكرية المرابطة في قلعة القاهرة، المطلة على مدينة تعز، بقذائف الهاون تجمعات رجال القبائل المسلحة، التي أعلنت في مايو الماضي، حماية آلاف المحتجين سلميا.

وقال مصدر طبي في مستشفى “الجمهوري” لـ”الاتحاد” إن المواجهات أسفرت عن مقتل “ثمانية مدنيين”، بينهم فتى، إضافة إلى إصابة أكثر من ستين آخرين، بينهم جنود ومسلحين قبليين. وأشار المصدر إلى أن مستشفى “الجمهوري” استقبل 11 مصابا، ثمانية جنود وثلاثة مدنيين، لافتا إلى أنه تم نقل أكثر من ستين مصابا إلى مستشفى “الروضة”، الذي يتكفل منذ مطلع يونيو الماضي، بعلاج ضحايا الاحتجاجات الشبابية في المدينة. وذكر سكان محليون أن الاشتباكات تسببت بإحراق أجزاء من مبنى مكتب التربية والتعليم، ومبنى بنك التسليف الزراعي الحكومي، إضافة إلى تضرر محلات تجارية في شارع جمال، الأبرز في مدينة تعز. وأفادوا بأن قلعة القاهرة تعرضت لقصف من قبل مسلحين قبليين، مرابطين في منطقة مرتفعة في جبل “صَبِر”، شاهق الارتفاع، والمطل على مدينة تعز، ثاني كبرى المدن اليمنية بعد العاصمة صنعاء.

وفي وقت لاحق، الليلة الماضية، تمكنت وساطة محلية من التوصل إلى وقف إطلاق النار في تعز. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، أنه تم الاتفاق، بعد وساطة بين السلطات المحلية وممثلين عن الجماعات المسلحة القبلية، على وقف إطلاق النار في المدينة، و”التزام المسلحين بالانسحاب من جميع الشوارع والمباني التي استولوا عليها“.

وأفادت بأن محافظ تعز، حمود الصوفي، وجه بسحب جميع قوات الأمن والجيش من مناطق وشوارع مدينة تعز. وأشارت إلى أن هذه التوجيهات هدفت إلى “تجنب وقوع المزيد من الضحايا خصوصا في صفوف المدنيين”، إضافة إلى “إتاحة الفرصة لمواصلة الحوار مع أحزاب المشترك (المعارضة) لوضع حد لمثل هذه الأعمال والاعتداءات المتكررة“.

في غضون ذلك، قتل ثلاثة مسلحين وأصيب آخرون باشتباكات بين قوات من “الحرس الجمهوري”، ورجال قبائل مناهضة للرئيس اليمني، في منطقة أرحب القبلية، شمال العاصمة صنعاء.

وقال سكان محليون في أرحب، لـ”الاتحاد” إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحين قبليين معارضين وقوات من اللواء 62 حرس جمهوري، المرابط في تلك المنطقة المضطربة منذ مايو الماضي. وذكر عبدالوهاب المراني، وهو مزارع محلي، أن الاشتباكات اندلعت “عندما هاجمت القوات العسكرية المسلحين القبليين في قرية فريجة”، ونفت وزارة الدفاع اليمنية، أمس الأربعاء، ما تناقلته وسائل إعلام معارضة عن اندلاع حريق في القاعدة الجوية، مساء الثلاثاء.

وقال مصدر عسكري إن “تلك الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة”، وأنها “مجرد مزاعم وافتراءات مضللة” تروج لها وسائل الإعلام التابعة لائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض، الذي يدعم بقوة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. ووقع ائتلاف “اللقاء المشترك” مع حزب “المؤتمر” الحاكم، في مايو الماضي، على اتفاق لنقل السلطة، تتبناه دول مجلس التعاون الخليجي، منذ أواخر أبريل.

وكشف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء، ميكيليه سيرفونه دورسو، الثلاثاء، عن موافقة الرئيس اليمني، على نقل صلاحياته لنائبه، وتخويله بتكليف المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، مناصفة مع الحزب الحاكم، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، تمهيدا لتنفيذ المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من أزمته المتفاقمة. وقد أكدت مصادر في الحزب الحاكم وائتلاف المعارضة هذه الأنباء. وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ”، إن وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، بحث أمس الأربعاء مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، “آخر مستجدات الأوضاع الراهنة”، و”الجهود الحثيثة المبذولة بين السلطة والمعارضة على الآلية التنفيذية والتوقيع عليها وعلى المبادرة الخليجية”. وأشارت وكالة “سبأ”، إلى أن القربي أكد، في لقاء منفصل مع السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، “حرص القيادة” اليمنية وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم على “الوصول إلى حل سياسي” لإنهاء الأزمة المستعصية في اليمن.

آلاف المحتجين يطالبون بإحالة صالح إلى «الجنائية» الدولية

صنعاء (الاتحاد) – جدد آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الأربعاء، مطالبتهم المجتمع الدولي بإحالة الرئيس علي عبدالله صالح، إلى محكمة الجنائية الدولية، على خلفية اتهامه بقتل مئات المدنيين. ونفذ آلاف المتظاهرين وقفة احتجاجية في شارع الستين الشمالي، غرب صنعاء. وهتفوا “صالح عن دمنا مسؤول.. اسمعها يا إنتربول“.

وفي الحديدة، جاب آلاف المتظاهرين عدداً من الشوارع في المدينة، للتنديد بأعمال العنف التي شهدتها تعز أمس الأربعاء. وناشد المتظاهرون الدول المصدرة للسلاح إيقاف عمليات بيع الأسلحة للنظام اليمني الحاكم.

كما خرجت مئات النساء اليمنيات في مسيرة احتجاجية في مأرب للتنديد بما وصفنه “مجازر صالح” ضد المتظاهرين المدنيين في مختلف المدن اليمنية. وطالبن بمحاكمة الرئيس صالح ورموز نظامه، وهتفن “من مأرب صرخت بلقيس.. لازم إعدام الرئيس”. وتظاهر آلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية في مدينة رداع بمحافظة البيضاء (وسط) احتجاجاً على أعمال العنف في مدينة تعز. وطالبوا مجلس الأمن الدولي إحالة “ملف صالح” إلى المحكمة الجنائية الدولية “انتصاراً لدماء اليمنيين”، حسب قولهم.

 

عن جريدة الإتحاد

زر الذهاب إلى الأعلى