أرشيف

المعارضة تتوجه إلى الرياض برفقة بن عمر ولقاء مع سعود الفيصل اليوم

يتوجه اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض وفد من المعارضة رفقة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر, بالتزامن مع إقرار مجلس الأمن الدولي تأجيل جلستنه الخاصة بمناقشة تقرير بن عمر بهدف إفساح المجال لمساعي تقريب الموقف بين النظام وأحزاب اللقاء المشترك تمهيداً للتوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها.

 

وقالت مصادر مطلعة لــ”الأولى” إن كلا من محمد سالم باسندوة, رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية, والدكتور ياسين سعيد نعمان, أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني, والرئيس الدوري لتكتل اللقاء المشترك, سيتوجهان إلى السعودية بينما يلاقيهما هناك عبد الوهاب الآنسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح قادماً من العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

 

ومن المقرر, طبقاً للمصادر, أن يلتقي وفد المعارضة ظهر اليوم وزير عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ويتوقع أن ينعقد اللقاءان بحضور المبعوث الاممي جمال بن عمر, الذي يقول مصادر “الأولى” إنه سيعود من الرياض إلى اليمن غداً الأحد لاستكمال مهمته.

 

ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت لقاءات المعارضة وبن عمر في الرياض ستنعقد بحضور وفد مماثل من قبل حزب المؤتمر الشعبي الحاكم, وبينما قالت مصادر إن وفداً من الحاكم سبق المعارضة إلى المملكة ويتواجد الآن هناك, فقد تكتمت مصادر المؤتمر على الإدلاء بأية معلومات حول وفدها  وممن يتكون.

 

تأتي الزيارة إلى الرياض في ضوء التدخل الأخير الذي بذلته المملكة العربية السعودية, مسنودة بدعم أمريكي وأوروبي, لإنقاذ مهمة بن عمر الفشل, بعد استفحال التباعد بين مواقف النظام والمعارضة حول تفاصيل في آلية تنفيذ المبادرة الخليجية التي تنتظر التوقيع من الطرفين.

 

وفي سياق هذا الضغط عقدت قيادات المشترك وممثلو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية , يوم الخميس , لقاء مع سفراء الدول الخمس  دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسفراء الاتحاد الأوروبي بصنعاء .

 

وناقش الاجتماع , الذي كان على رأس ممثلي المعارضة فيه باسندوة والدكتور ياسين سعيد نعمان , اللذان قطعا جولتهما في الدول الخليجية ووصلا صنعاء ليل الأربعاء, ناقش تفاصيل المساعي بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وما توصلت إليه جهود المبعوث الأممي.

 

وتسلم السفراء الغربيون قائمة بملاحظات المعارضة على الآلية التنفيذية, وانتهى الاجتماع إلى اتفاق الطرفين على أن تستمر المساعي خلال اليومين القادمين للتواصل إلى اتفاق على التوقيع. وأبلغت المعارضة السفراء بأن الرئيس صالح, بامتناعه عن التوقيع على المبادرة الخليجية خلال اليومين الماضيين بمبرر تواجد وفد المشترك في الخارج؛ بأنه “يهدف إلى إفشال” الجولة الخليجية للمعارضة, موضحة أن موقفها نهائي بشأن “عدم التوقيع على, أو الحديث عن, أية آلية تنفيذيها قبل توقيع صالح على المبادرة الخليجية.

 

وخلال اللقاء تم التطرق إلى البند الخاص بـ”الحصانة القضائية”, وتفاهمت المعارضة مع السفراء على ضرورة أن تتضمن الآلية التنفيذية نصاً يوضح أن هذه الحصانة تسري إلى يوم 22مايو الماضي فقط, أي إلى اليوم التالي لتوقيع المبادرة الخليجية من قبل المعارضة والمؤتمر, بحيث أن أية “جرائم” أو “أعمال قمع” حدثي بعد هذا التأريخ لا تعتبر مشمولة بالحصانة.

 

كما طالبت المعارضة, طبقاً لمصادر حضرت الاجتماع, بتوضيح صريح للوضع الذي سيكون عليه الرئيس علي عبد الله صالح خلال الفترة الانتقالية الأولى, أي مرحلة ما بعد توقيع المبادرة والآلية وما قبل الانتخابات الرئاسية, في تجديد من المعارضة لموقفها الذي يطالب بنقل “كامل” لصلاحيات الرئيس إلى نائبه.

 

مصادر “الأولى” نقلت عن باسندوة, مساء أمس, تأكيده بأن وفد المعارضة لن يقوم في الرياض بتوقيع أية آلية, طالما أن الرئيس صالح لم يوقع على المبادرة بعد.

 

ويفعل هذه التطورات نقلت مصادر “الأولى” عن مصادر أكيدة في نيويورك أمس الجمعة أم مجلس الأمن الدولي قرر تأجيل عقد جلسته الخاصة بمناقشة تقرير بن عمر عن مقدار التقدم في تنفيذ الأطراف اليمنية لقرار المجلس رقم 2014, والتي مقررا إجراؤها في 21نوفمبر الجاري,أي  بعد غذ الاثنين وذلك إلى يوم ال28 من الشهر نفسه, بهدف إفساح المجال للمساعي الأخيرة أمام الأطراف اليمنية للوصول إلى توقيع المبادرة وآلياتها. وكان مجلس الأمن الدولي يستعد لبحث الأزمة اليمنية, حيث أكد المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة جيرارد آرو, الخميس, أم مجلس الأمن سيبحث الاثنين المقبل مستجدات الأزمة اليمنية بعد الاطلاع على تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنت عمر ونتيجة المباحثات الأخيرة التي أجراها مع المعارضة والرئيس صالح في صنعاء.

 

وجاءت تصريحات المندوب الفرنسي بعد لقائه الفائزة بجائزة نوبل للسلام والقيادية في الحراك الشعبي ضد النظام توكل كرمان, وذلك في إطار زيارتها لمقر الأمم المتحدة وجولاتها على عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية, ضمن حملة تقودها في نيويورك ضد الرئيس, وقبيل قيادتها, أمس الجمعة, تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة بإسقاط صالح.

 

وقال متحدث باسم البعثة الفرنسية إن كرمان وآرو شددا على أنه “رغم نداءات المجتمع الدولي ولا سيما تلك الصادرة عن مجلس الأمن, لم يتوقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان” في اليمن.

 

وأضاف المتحدث الفرنسي أن عملية الانتقال السياسي المنصوص عليها في القرار 2014 لم تبدأ بعد, مشيرا إلى أن مجلس الأمن سيبحث الاثنين المقبل في الخطوات التالية وسبل تطبيق القرار الصادر عن المجلس في 21أكتوبر /تشرين الأول, الذي دان الهجمات ضد المتظاهرين المناهضين للنظام وأعلن دعمه للمبادرة الخليجية التي تنص على آلية لآنهاء حكم صالح المستمر منذ 33عاماً.

 

يشار إلى مساعي مبعوث الأمم المتحدة ووجهت بتعقيدات هددت بإفشال مهمته, خصوصاً مع تشدد طرفي النظام والمعارضة في اشتراطاتهما للتوقيع على الآلية التنفيذية لمبادرة دول الخليج, وهو ما حدا بالدبلوماسية الغربية إلى الدفع بالمملكة العربية السعودية للتدخل بهدف إنقاذ الموقف, وقد انعقد لقاء لسفراء أوروبا وأمريكا مع بن عمر في مقر السفارة السعودية بصنعاء, ليل الثلاثاء, الماضي, إقناع بن عمر بالاستمرار في مهمته وذلك إثر فشل لقائه بالرئيس صالح في نفس اليوم.

 

إلى ذلك قال القيادي في المؤتمر الشعبي الحاكم أحمد عبيد بن دغر, الخميس, إن الأزمة تقترب من الحل, مؤكداً أن الوفاق الوطني والاتفاق بين مختلف القوى السياسية المعنية هو الطريق الصحيح إخراج البلاد من أزمتها.

المجلس الوطني لقوى المعارضة السلمية, وعقب الاجتماع مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن, أصدر بيانا أكد فيه “أن لا حوار مع الرئيس علي عب الله صالح” إلا بعد توقيعه على المبادرة الخليجية:”لا حوار ولا حديث عن أي آلية قبل توقيع صالح الفوري على المبادرة الخليجية حسب القرار الآممي.

 

ودعا المجلس إلى الإنفاذ “الفوري العاجل ودون تأخير لقرار مجلس الأمن رقم 2014 المبني على المبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بالبدء في الانتقال السلمي الفوري للسلطة كأساس للتسوية السياسية الشاملة, للشروع في إنفاذ بقية البنود المبنية أساساً على هذا البند. كما حمل بيان المجلس “الإطراف التي م زالت توفر أو تسهل نقل الأسلحة إلى اليمن مسؤولية المشاركة في جرائم استهداف قتل المواطنين”, حسب تعبير البيان.

 

إلى ذلك, وفي سياق قريب, التقى وفد من المجلس الوطني لقوى الثورة, أمس الأول الخميس, بوكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله في العاصمة الكويت وذلك في إطار جهود المجلس الدبلوماسية على المستوى العربي والدولي لحشد التأييد للثورة في اليمن.

 

وضم الوفد أعضاء المجلس علي ألمعمري وعلي عشال وعبد الرزاق الهجري, بالإضافة إلى بهلول الشميري أحد شباب الثورة, حيث قدم الوفد لو كيل وزارة الخارجية الكويتية شرحاً وافياً عما يدور في اليمن من أحداث وحالة القمع التي يتعرض لها المتظاهرين السلميين وما ترتكبه قوات النظام “من مجازر بحق أبناء الشعب اليمني في تعز وصنعاء وأرحب ومختلف مناطق اليمن”.

 

كما أوضح الوفد لوكيل وزارة الخارجية ما وصفها بـ”المراوعة التي لجأ إليها صالح” إزاء المبادرة الخليجية ومماطلته في التوقيع عليها منذ سبعة أشهر.

 

وأشاد الوفد بالعلاقات المتميزة بين الشعبين اليمني والكويتي, والتاريخ الناصع والمشرف لدولة الكويت في اليمن من خلال دعمها التنموي على مدى العقود الماضية, وأشار وفد المجلس الوطني إلى العلاقة التاريخية بين الشعبين “قبل أن يسيء لهذه العلاقة صالح بوقوفه إلى جانب العراق ومساندته لغزو الكويت الشقيق في العام 1990” بحسب تعبير مصادر إعلامية رافقت الوفد.

 

ودعا وفد المجلس الوطني دول الخليج إلى الخليج إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد صالح الذي يتهرب من التوقيع علي المبادرة الخليجية بعدما أصبحت محل اجتماع دولي, موضحين تلاعبه على الأشقاء في دول الخليج وإساءته لجهودهم طيلة الفترة الماضية.

 

وقدم وفد المجلس لوطني شكره لموقف الكويت والأشقاء في دول الخليج والدول العربية بشأن موقفهم بأن يتم التعامل مع الملف اليمني بنفس الأسلوب الذي تعاملت الجامعة العربية مع الملف السوري.

ودعا وفد المجلس الوطني الأشقاء في دول الخليج إلى تحريك قضية اليمن على مستوى الجامعة العربية وأتحاذ موقف عربي موحد والبدء بفرض عقوبات شخصية على نظام صالح ومعاونيه من قبل المجامعة العربية ومجلس الأمن حتى ينصاع لرغبة الشعب اليمني.

 

من جانبه, أكد المسؤول الكويتي على عمق العلاقات الكويتية اليمنية ووقوف بلاده إلى جانب الشعب اليمني وحقه في التغيير. كما دان عمليات القتل والقمع التي تطال المتظاهرين السلميين, مؤكداً على موقف الكويت المبدئي بضرورة تنفيذ المبادرة الخليجية.

 

ولفت إلى أنه في حال رفض نظام صالح التوقيع على المبادرة الخليجية فإنه لابد وأن يكون هناك موقف آخر لدول مجلس التعاون الخليجي.

 

وأكد الجار الله على استعداد حكومة بلاده لتقديم الدعم الإنساني والإغاثة اللازم للمتضررين في اليمن جاء الأحداث التي تمر بها البلاد, فضلاً عن تقديم المساعدة الطبية لعلاج الجرحى والمصابين.

ا

لمصدر : الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى