أرشيف

لماذا تماطل واشنطن بمنح صالح حق اللجوء؟

صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، تقول إن مفتاح حل الأزمة السياسية اليمنية موجود في يد الإدارة الأمريكية. ذلك أنه بات واضحا أن واشنطن تماطل في السماح للرئيس على عبدالله صالح في الدخول إلى أراضيها، متخوفة، على ما يبدو، من العواقب السياسية السلبية لمثل هذا القرار. ذلك أن المسؤولين الأمريكيين، يذكرون جيداً ما حصل قبل ثلاثين عاماً، عندما سمحت أمريكا لشاه إيران المخلوع، بدخول أراضيها للعلاج.

ولا يزال العالم بأجمعه يذكر أن ثوار إيران ردوا على ذلك القرار باحتلال السفارة الأمريكية في طهران، واحتجاز دبلوماسييها كرهائن. وانطلاقا من دروس تلك التجربة المريرة، تسعى إدارة أوباما للحصول على ضمانات بأن صالح وأنصارَه، لن يعرقلوا عملية نقل السلطة إلى أيدي المعارضة، مقابل منحه حق اللجوء إليها.

 

يجمع المحللون على أن الأزمة اليمنية كلما طالت، كلما ساءت الأوضاع الاقتصادية والسياسية في ذلك البلد، وازدادت قوة المتطرفين الذين يراهنون على تحويل اليمن إلى قاعدة جديدة لهم. ويرى هؤلاء أن للولايات المتحدة مصالح استراتيجية في اليمن. وهذا يتعلق بشكل رئيسي بمكافحة تنظيم القاعدة، الذي على الرغم من الضعف الذي ألم به في الآونة الأخيرة، لا يزال يشكل خطراً على حلفاء الولايات المتحدة.

وثمة سبب آخر يكمن وراء القلق الأمريكي، يتمثل في الانتفاضة الشيعية المستمرة في شمالي اليمن. ويبقى الهدف الأهم للولايات المتحدة المتمثل في تسريع عملية خروج صالح وانتقال السلطة بشكل سلس للمعارضة.

 

وثمة عائق آخر يحول دون السير قدما في إخراج صالح ونقل السلطة، يتلخص في أن جزءاً لا يستهان به من المعارضة اليمنية، يرفض منح صالح حصانة من الملاحقة القضائية، ويطالب بمحاكمته عن الجرائم التي ارتكبت إبان حكمه، وعن إساءة استخدامه للسلطة. إلا أن الهدف الأهم من هذا وذاك بالنسبة لواشنطن، يكمن في حرصها على كسب ود القوى الصاعدة في اليمن، لكي تضمن تعاونها في محاربة تنظيم القاعدة، واستمرار السماح للطائرات الأمريكية بدون طيار، بتعقب مقاتلي ذلك التنظيم، لمنعهم من التغلغل في اليمن.

 

وبهذا يتبين أن خروج على عبدالله صالح إلى الولايات المتحدة، يتطلب عدة شروط. وتفاديا لانتقادات الناشطين في مجال حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، تريد واشنطن أن يذهب صالح للعلاج في إحدى الدول العربية في البداية. وبعد ذلك يصار إلى استصدار توصية من مجموعة من الأطباء، بتسفير صالح إلى الولايات المتحدة بقصد استكمال العلاج.

 

ووفقاً لمصادر إعلامية أمريكية، فإن البيت الأبيض يعكف على صياغة اتفاق مع علي عبد الله صالح، يتضمن برنامجا زمنيا بتواريخ دقيقة ومحددة، يتم وفقها نقل السلطة منه إلى المعارضة، وتخليه عن كل صلاحياته. مع تعهد منه بالامتناع نهائيا عن التدخل في السياسة اليمنية. وبحسب تلك المصادر، فإن هذه النقطة بالذات تشكل عائقا كبيرا أمام إبرام الاتفاق. ويتحدث المراقبون عن شرط آخر، ينص على أن زمن تواجد صالح على الأراضي الأمريكية يجب أن يكون محددا.

زر الذهاب إلى الأعلى