أرشيف

وثيقة بريطانية عمرها 30 عاما: مبارك ليس مثقفا ولا فاسدا

كشفت ملفات تعود الى عام 1981 ان مسؤولين بريطانيين ابلغوا رئيسة الوزراء حينها مارغريت ثاتشر ان حسني مبارك هو “الرجل القادم” ولكنه “ليس مثقفا” وذلك قبل ان يقوم بزيارة الى بريطانيا.

كما حذر المسؤولون ثاتشر من أن تأتي على ذكر نسباء مبارك البريطانيين من مقاطعة ويلز إلا إذا تطرق هو اليهم اولا.

وكان ضباط إسلاميون اغتالوا الرئيس أنور السادات خلال استعراض النصر بحرب تشرين بعد شهر على زيارة مبارك لبريطانيا في ايلول/سبتمبر 1981.

وقبل عام على تلك الزيارة توقعت مذكرة في تنبؤ تحقق لاحقا ان يتولى مبارك مقاليد الحكم من السادات إذا حدث طارئ لهذا الأخير.

وحثّ اللورد كارينغتون وزير الخارجية حينذاك ثاتشر على المبادرة الى دعوة مبارك في زيارة رسمية بعد زيارته غير الرسمية.

واضاف ان مبارك أعرب في عدد من المناسبات عن رغبته في زيارة معرض فارنبرة الجوي جنوبي بريطانيا وان لديه اهتماما كبيرا بمشتريات السلاح المصرية.

وجاء في مذكرة أُعدت لرئيسة الوزراء بمناسبة زيارة مبارك “انه ليس مثقفا ولكنه دائما ودود ومنشرح الأسارير”.

واضافت المذكرة ان زيارات مبارك المتكررة للدول الأخرى اتاحت له التعرف إلى العديد من زعماء العالم. وتابعت المذكرة ان مبارك “لا يتّسم بالعمق وهو يستطيع التعبير عن آراء مبسطة ولكنه اصبح متمرسا وسياسيا مكتملا”.

وقالت المذكرة إن مظهر مبارك الدمث من الخارج “يخفي درجة من القسوة لأن من المرجح انه على ما يبدو خاض بعض الصراعات السياسية الناجحة للحفاظ على موقعه”.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المذكرة ان مبارك “نجح في إزاحة جميع الشخصيات البارزة الأخرى في الحكومة والقوات المسلحة أو على الأقل انه بقي وهي رحلت. ومع ذلك، فإن سمعته نظيفة من أي تلوث بالفساد أو سوء التصرف ولا يُعتقد انه صنع الكثير من الأعداء”.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان مبارك “على ما يُقال يتكلم الروسية والانكليزية” وان ولديه يتكلمان الانكليزية وكذلك عقيلته.

وقالت المذكرة “انهم عائلة جذابة ومسلية ومن الواضح انهم يستمتعون بترف العيش وحسن المعشر”.

وأشارت المذكرة الى ان والدة سوزان مبارك التي كانت متوفية منذ عامين بريطانية من ويلز ولكن المذكرة اضافت “ان العلاقة البريطانية ينبغي ألا تُذكر إلا إذا ذكرها افراد عائلة مبارك أنفسهم. إذ يُعتقد انهم قد يريدون التقليل من شأن صلة القربى هذه”.

وتصف المذكرة مبارك بأنه طيار عسكري سابق امضى فترات في الاتحاد السوفيتي خلال السنوات الواقعة بين 1959 و1961 مشاركا في دورات ملاحة وتدريب.

ونوهت المذكرة بأن مبارك “رغم ارتباطه المديد بالروس فإنه ينتقدهم في مجالسه الخاصة وبدا حريصا على تحسين العلاقات مع القوة الجوية الملكية وشراء معدات بريطانية” ولكنها اضافت انه “أبدى تحمسا لا يقل عن ذلك للمعدات الفرنسية”.

نالت زوجة مبارك شهادة جامعية في السوسيولوجيا من الجامعة الاميركية في القاهرة حيث درست من 1972 الى 1976 وواصلت تحصيلها في الجامعة لنيل شهادة الماجستير.

وجاء في المذكرة ان سوزان مبارك “شغوف بالباليه وسيخيّب املها بعدم وصول الوفد في الوقت المناسب لحضور أمسية في مسرح رويال فيستفال هول لمشاهدة باليه “لا سلف”.

وتابعت المذكرة واصفة عائلة مبارك بأنها “عائلة متراصة” وان نجليه علاء الذي كان في العشرين من العمر وجمال الذي كان وقتذاك في السادسة عشرة ثم جرت تهيئته لوراثة والده، يدرسان في الجامعة الاميركية في القاهرة.

واضافت المذكرة “ان جمال الذي يقال إنه ذكي بدأ الدراسة هناك مؤخرا وان الولدين يحبان التزلج على الماء وكرة القدم والتنس والموسيقى الشعبية”.

وصُرف النظر عن مقترح من وزارة الخارجية البريطانية بأن ينضم الى الجانب البريطاني مارك ثاتشر نجل رئيسة الوزراء لأنه كان خارج بريطانيا وقتذاك.

والمثير للاستغراب ان الملف يحوي عددا من الرسائل الشخصية بين الرئيس السادات ومناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتذاك.

ويتبادل الاثنان في هذه الرسائل وجهات نظر متباينة حول سبل الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد التي وقّعاها عام 1978. ولا يُعرف من أين جاءت هذه الرسائل لتكون من محتويات الملف.

 

 

المصدر : إيلاف

زر الذهاب إلى الأعلى