أرشيف

أبين اليمنية.. خطر كارثة إنسانية

حذرت منظمات إغاثية وحكومية باليمن من تدهور الأوضاع الإنسانية لنحو نصف مليون نسمة يعيشون بمحافظة أبين الجنوبية نزح عشرات الآلاف منهم جراء استمرار القتال بين الجيش الحكومي وجماعات مسلحة يعتقد بانتمائها لـ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وقال ناشطون بالمجال الإنساني باليمن إن نحو 150 ألف شخص نزحوا إلى خارج أبين واستقروا بمدارس حكومية، وهم يعانون سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، وآخرون بقوا داخل مناطق الصراع وهم بحاجة ماسة لمعونات إغاثة عاجلة.

وذكر وزير شؤون مجلسي النواب والشورى أحمد محمد الكحلاني أن عشرات الآلاف تشردوا من منازلهم بسبب القتال، وباتوا يعيشون بمناطق الإيواء بخمس محافظات جنوبية في ظل معاناة من نقص حاد بالمعونات الطبية والغذائية.

وأضاف الوزير، الذي يرأس الوحدة التنفيذية بإدارة مخيمات النازحين، أن نحو 140 نازحا غالبيتهم من الأطفال والنساء يعيشون بمدارس حكومية وأوضاعهم سيئة للغاية.

قلة المساعدات


وأكد الكحلاني أن الحكومة لم تتسلم أي مساعدات خارجية لإغاثة النازحين، مشيرا بالوقت نفسه إلى تلقيها مواد عينية من عُمان على ثلاث دفعات ساعدت كثيراً في التخفيف من حدة المعاناة إضافة لبعض الدعم والمساعدات العينية المقدمة عبر منظمات الإغاثة الدولية.

وتحدث عن وصول مساعدات من جمهورية الصين الشعبية تحتوي على الرز والبسكويت وبعض الأدوية، ويجرى الإعداد لتوزيعها خلال اليومين القادمين بحضور وزير الخارجية الصيني.

لكنه شدد على أن تلك الجهود الاغاثية لاتزال قاصرة ولا تفي بسد حجم المعاناة التي قال إنها أصبحت تتضاعف بشكل يومي كلما طالت فترة النزوح، داعيا المجتمع الدولي والهيئات وجمعيات الإغاثة لمضاعفة جهودها.

ولفت المسؤول اليمني إلى أن حكومة الوفاق الجديدة ورد في برنامجها العمل على تقديم المساعدات للنازحين وإعادتهم لمنازلهم، لكنه يرى أنها عاجزة بالوقت الراهن على بدء تنفيذ البرنامج والوفاء بالتزاماتها لكونها لاتزال في بداية المشوار ونظرا للأوضاع السياسية المعقدة، وفق تعبيره.

وطبقا لإحصائيات يمنية رسمية سابقة صادرة عن مركز المعلومات بإدارة مخيمات النازحين فإن “عدد نازحي محافظة أبين الجنوبية بلغ حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 138208 بما يمثل 35% من إجمالي السكان”.

وتشهد محافظة أبين معارك عنيفة منذ مارس/ آذار الماضي بين الجيش ومسلحين يطلقون على أنفسهم “تنظيم أنصار الشريعة” تمكنوا من السيطرة على أهم مدينتين فيها هما جعار وزنجبار.

ويؤكد الناشط الحقوقي بمدينة زنجبار جمال حسين أن المسلحين مازالوا يسيطرون بشكل كامل على المدينتين، وأن المواجهات بينهم وبين الجيش اليمني المرابط على الشريط الساحلي للمدينة تتجدد بين الفينة والأخرى.

إغاثة عاجلة


ووفق عمر عودة، نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمحافظة عدن، فإن عشرات الآلاف من السكان المتبقين بمناطق الصراع بأبين يعيشون أوضاعا مأساوية ويحتاجون إغاثة إنسانية عاجلة.

وأشار إلى أن البعثة تمكنت خلال الأسبوعين الماضيين من الوصول إلى جعار وبعض القرى والمناطق المحيطة، وتم توزيع مواد إغاثية لـ24 ألف أسرة نزحت للقرى والأرياف داخل أبين وأربعة آلاف أسرة نازحة بمحافظة لحج.

وأكد أن هناك مناطق نزوح داخلية في أبين لاتزال البعثة تجد صعوبة في الوصول إليها لتقديم الإغاثة نتيجة استمرار المعارك الدائرة بمنافذ تلك المنطقة.

وفي السياق نفسه، حذر المدير التنفيذي لمنظمة الهلال الأحمر بعدن عمر محمد الزغلي من كارثة صحية تتهدد النازحين بمناطق الإيواء بمحافظات لحج وعدن والبيضاء وشبوة.

وقال الزغلي إن نحو 150 ألف أسرة مشردة من أبين يعاني أفرادها من سوء التغذية وعدم وجود مياه نقية إضافة لتفشي أمراض وبائية مثل الكوليرا.
 
كما انتقد ضعف الدور الحكومي في التنظيم والتنسيق مع منظمات الإغاثة في تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء النازحين، وتوفير مناطق إيواء أكثر أمانا لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى