أرشيف

صالح يتمسك بالخيوط السياسية وأنصاره يتحدون حكومة «الوفاق»

مع اقتراب موعد الاستفتاء على تنصيب القائم بأعمال الرئيس اليمني نائبه عبدربّه منصور هادي المقرر في الـ 21 الجاري كإجراء تكميلي للنقل النهائي للسلطة من الرئيس علي عبدالله صالح الذي لايزال يتمتع بدور شرفي، عاد هذا الأخير ليبدو ممسكاً بكثير من خيوط الفعل السياسي، وسط تحركات مريبة لأنصاره أثبتت عجز وعدم قدرة هادي وحكومة التوافق على إدارة البلاد بقوة.

 

 

والظاهر للعيان أن المشهد السياسي يغلب عليه تقاسم السلطة بين حزب الرئيس صالح، المؤتمر الشعبي العام، وبين أحزاب تكتل اللقاء المشترك وفقاً للتسوية السياسية التي أقرتها مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ويتعزز حضور هذا المشهد في أن الأوضاع العامة الحرجة وأجواء التوتر التي لاتزال تخيم على البلاد تستدعي تجاوز مرحلة نقل السلطة بسلاسة وهدوء عبر إنجاح الاستفتاء الشعبي الذي يعد خطوة ضرورية وهامة لتحقيق الانتقال الفعلي إلى مرحلة ما بعد صالح، إلا أن هذا الأخير لا يبدو أنه قد اقتنع بمغادرة المسرح السياسي بشكل نهائي .

 

 

فأنصار صالح يطلون من حين إلى آخر ليؤكدوا غير مرة أنه سيعود لقيادة حزبهم، أو ليلوحوا بإفشال عملية نقل السلطة جراء ما يقولون إنه «عدم امتثال الطرف الآخر لمتطلبات تنفيذ المبادرة»، وآخر ما سجله أنصار صالح في مسلسل تأكيد حضور رئيس حزبهم محاصرتهم لمقر صحيفة «الثورة» الرسمية بعد أن قام محرروها بحذف عمود ثابت بعنوان «إضاءة» درجت الصحيفة على تضمينها يومياً صورة صالح وأقوالاً منسوبة إليه، وقد دفع ذلك أنصاره إلى ضرب حصار مسلح على مقر الصحيفة لم يرفعوه، إلا بعد أن أجبروا هيئة تحريرها على المغادرة وإحلال محررين آخرين مكانهم من الموالين لصالح وأصدروا عدداً تضمن اعتذاراً للرئيس وأعادوا إضاءته إلى مكانها المعتاد، كما داهم آخرون من أنصاره مقر التلفزيون اليمني وأجبروا العاملين فيه على إعادة الشعار القديم ونشر صور صالح.

 

 

وفي اليوم اللاحق وبفعل إغراء النتيجة التي حققها أقرانهم هبت مجاميع أخرى من أنصار صالح لمحاصرة مقر صحيفة «الجمهورية» في مدينة تعز التي كانت سبقت صحيفة «الثورة» قبل شهر إلى إزالة العمود ذاته المخصص لمقولات وصورة الرئيس ويبدو أن الحصار سينتهي إلى النتيجة نفسها التي حققها نظراؤهم في صنعاء.

 

رسائل

تلك الرسائل وغيرها من الإشارات التي يحرص صالح وأنصاره على توجيهها بين الفينة والأخرى، ربما تركت انطباعاً لدى العديد من الأوساط اليمنية أن البلاد لاتزال في قبضة صالح رغم توقيعه على نقل سلطاته ومغادرته إلى خارج البلاد للعلاج . هذا الحضور اللافت للرئيس المتخلي عن سلطاته أثار تساؤلات كثيرة حول حدود سلطات نائبه عبدربه هادي وأداء حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوه التي تبدو غير قادرة على إعمال سلطاتها وعاجزة حتى عن توفير الحدود الدنيا من الخدمات التي شلتها الاحتجاجات الشعبية، ويظهر ذلك العجز بجلاء في المواقع التي لايزال أنصار صالح يتحركون فيها بحرية.

 

المصدر: صحيفة ” البيان ” الإماراتية

زر الذهاب إلى الأعلى