أرشيف

“الوداع” يثير خلافاً بين مجلس النواب والحكومة اليمنيين

تعهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بمواصلة دعم تطبيق المبادرة الخليجية بما في ذلك تسهيل عملية إعادة هيكلة الجيش التي من شأنها إقصاء أقاربه من قيادة أبرز الوحدات الأمنية والعسكرية .

وعلمت “الخليج” من مصادر موثوقة أن صالح رفض خلال استقباله أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مقترحاً تقدم به الأخير يقضي بمغادرته اليمن مؤقتاً إلى إحدى دول الجوار إلى حين استقرار مسار العملية السياسية القائمة في البلاد .

وأشارت المصادر إلى أن ابن عمر نقل لصالح قلق بعض الأطراف الدولية الراعية لاتفاق التسوية السياسية في اليمن من أن يسهم بقاؤه في اليمن عقب خروجه من السلطة في إضفاء المزيد من الصعوبات والتعقيدات على تطبيق بقية بنود المبادرة الخليجية، بخاصة ما يتعلق بعملية إعادة هيكلة الجيش والإنهاء التام للمظاهر المسلحة المتبقية والتي لاتزال قائمة في العديد من المدن .

وأكدت ذات المصادر أن صالح اعتبر في معرض رده على طلب المبعوث الدولي مغادرته اليمن مؤقتاً أن ما حدث في اليمن يمثل تداولاً سلمياً للسلطة، وهو ما لا يستدعي مغادرته البلاد في حال رغبته في استئناف نشاطه السياسي عبر قيادته للحزب الذي يرأسه .

وجدد صالح التزام حزب المؤتمر بالقرارات المتصلة بحل الأزمة في البلاد، سواء من مجلس الأمن أو المبادرة الخليجية وآليتها وضرورة التفاف الأسرة الدولية لضمان تنفيذها بشكل دقيق وأمين، بهدف تحقيق انفراج للأزمة وإنهاء للمظاهر المسلحة وخروج للمليشيات من أمانة العاصمة ومدن رئيسة أخرى تنفيذاً للتسوية السياسية التي التزم بها جميع الأطراف .

وشدد على قضية الحوار الوطني والمشاورات الجارية حول التحضير له، مشيراً إلى أن الحل الذي تأسس لابد وان يكون مستوعباً لكل المكونات السياسية الملتزمة بخيار الحوار دون استثناء أي طرف، مطالباً كافة القوى الوطنية والإقليمية والدولية بالعمل على مساعدة الرئيس الجديد على تحقيق ذلك وتكون أبرز أهداف الحوار الوطني وقراراته تحقيق مصالحة وطنية وإنشاء حكومة وحدة وطنية تهيئ لانتخابات حرة ونزيهة رئاسية وبرلمانية وإنشاء دستور يقوم على خلاصة ما يتفق عليه جميع أطراف العمل الوطني .

من جهة أخرى استقبل صالح مجاميع حاشدة من أنصاره الذين توافدوا إلى الساحة الخارجية الملحقة بمسجد الصالح المتاخم لمقر دار الرئاسة لتهنئته بمناسبة عودته من رحلته العلاجية وإجرائه لعمليات جراحية ناجحة والتعبير عن مواصلتهم لدعمه وتأييده كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام بعد خروجه من السلطة .

ورفض صالح استقبال حشود أنصاره في منزله الخاص بحي حدة السكني، ما دفع مساعديه إلى إشعار الراغبين في زيارته بالتوجه إلى المسجد لتقديم التهنئة .

من جهة أخرى، اشتبكت الحكومة اليمنية مع مجلس النواب على خلفية حفل توديع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتهنئة الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي أول من أمس، بعدما تخلفت الحكومة ممثلة برئيسها محمد سالم باسندوة عن الحضور، واقتصر الحضور على الوزراء المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام .

وكان مجلس النواب قد طالب في جلسة يوم أمس برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي رئيس الحكومة بتقديم اعتذاره لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومجلس النواب لعدم حضوره مراسم استقبال وتهنئة هادي وتوديع صالح، والذي جرى تنظيمه من قبل صالح ومعاونيه في حزب المؤتمر الشعبي العام .

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فقد برر البرلمان طلبه من باسندوة الاعتذار “لاعتباره رئيساً لحكومة الوفاق الوطني للجمهورية اليمنية ونال ثقة مجلس النواب ولا يمثل أي طرف من أطراف العملية السياسية وباعتبار أن الحدث الذي جرى يمثل حدثاً تاريخياً في الحياة السياسية للشعب اليمني قاطبة” .

من جهته، قال مصدر في مكتب رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة إن الأخير حضر التنصيب الرسمي بموجب أحكام الدستور أمام مجلس النواب السبت الماضي وليس معنياً بأية احتفالات أخرى .

 

 

المصدر : الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى