أرشيف

المسرح اليمنى يعانى من تحديات كبيرة حالت دون تحقيق الطموحات المنشودة

يحتفل اليمن أمس الثلاثاء/27 مارس الحالي/ باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 مارس، فى ظل معاناة المسرح بالبلاد من تحديات كبيرة حالت دون تحقيق حركة مسرحية جادة ونشطة في البلاد وتحقيق الطموحات المنشودة.

 

وخرج يوم امس الاثنين العشرات من الفنانين الذين سيشاركون في اسبوع العرض المسرحي الذي يبدأ اليوم بصنعاء احياء لليوم العالمي للمسرح، مطالبين بمستحقات مالية وتوفير الادوات التي يمكن ان تساعدهم في تقديم عروضهم.

 

وقالت رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للمسرح والسينما في اليمن ، هدى ابلان إن وزارة الثقافة ممثلة بالمؤسسة ستنظم اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمسرح احتفالية خاصة تتضمن لوحة استعراضية تعبر عن خصوصية المناسبة وقيمة المسرح بين الفنون والاهتمام به باعتباره أبو الفنون.

وأشارت إلى أن الاحتفال بالمناسبة سيتواصل من خلال تنظيم اسبوع مسرحي يمني يبدأ في الأول من ابريل ويستمر سبعة ايام ويتضمن عرض سبع مسرحيات في مختلف المدارس المسرحية بمشاركة عدد من الفرق والكوادر المسرحية من بعض المحافظات، لافتة الى انه سيتخلل الاعمال المسرحية جلسات نقدية لتقييم الاعمال التي ستعرض خلال البرنامج الاحتفائي.

 

ويرى فنانون يمنيون بان العمل المسرحي في البلاد ” محبط ” وغير مشجع ، وان المسرح يفتقر الى الادارة الناجحة والبنية التحتية المهيأة للعروض المسرحية.

 

وقالت اماني الذماري ، ممثلة مسرحية يمنية وقامت بأدوار بطولية في عدد من المسلسلات اليمنية، ان العمل المسرحي في اليمن غير مشجع، وأنهم يفتقرون إلى ادنى مقومات العمل الابداعي.

 

وأوضحت الذماري لوكالة ((شينخوا)) ان الوضع المسرحي في اليمن متدهور جدا، ومحبط وغير مشجع على انتاج اي اعمال فنية مسرحية، مشيرة إلى أن اليمن تمتلك الكثير من الفنانين المسرحيين، ومن الكتاب ، والمخرجين والفنيين ، لكننا نفتقر الى نية صادقة من قبل الجهات الحكومية المختصة في دعم المسرح، وفي تنشيط الحركة المسرحية والفنية في البلاد”.

 

وأشارت الفنانة المسرحية ، الى افتقار اليمن لمنصات العروض المسرحية ، وانعدام البنية التحتية بشكل عام كمسارح لاجراء البروفات وغيرها، وغياب الادارة ذات الكفاءة والتي تحرص على حقوق الفنانين ، كل ذلك تعد عوامل احباط للفنان المسرحي اليمني.

 

وعبرت الذماري عن معاناة يتعرض لها الفنان المسرحي اليمني تتمثل بالنظرة المجتمعية القاصرة تجاه الممثل ، وهو ما يشكل عبئا كبيرا وتحديا اضافيا امام تقديم اي اعمال مسرحية ابداعية .

 

وفي السياق ذاته قال الصحفي اليمني احمــــد عبدالرحمن ، المتخصص في الشئون الفنية، ان افتقار البلاد لمنصات المسرح الدائمة وعدم تشجيع الاعمال المسرحية تعد عوامل اساسية في غياب المسرح الجاد في البلاد.

 

وأوضح عبدالرحمن لوكالة ((شينخوا)) ان ما يقدم حاليا في اليمن هي مجرد اعمال هزيلة لا ترقى إلى مستوى الاعمال المسرحية ، ولا يمكن عرضها خارج البلاد ، حيث يتم الاعداد لتلك العروض بطرق ارتجالية وبغير اتقان وتابع ” لا يوجد اي انتاج مسرحي حقيقي ، فقط اعمال موسمية هزيلة وغير متقنة “.

 

وأضاف عبدالرحمن ان اليمن يعاني من اشكاليات ادارية و فنية ، وعدم اهتمام بالكتاب والفنانين والمخرجين ، مشيرا الى انه لا احد يلتفت للمبدعين في هذه البلاد ، وحتى الكاتب اصبح لا يهتم بنفسه في اوقات كثيرة “. ودعا الصحفي اليمني قيادة وزارة الثقافة الجديدة إلى العمل على ايجاد بنية تحتية مسرحية، وإنشاء منصات مسرح دائمة و تشجيع الاعمال والعروض المسرحية بشكل دائم ، من اجل الانتقال الى افاق اكثر انتاجا وإعادة الجمهور اليمني الى المسرح. “.

 

وأضاف أن ” ايجاد مسرح قومي حقيقي يجب ان يسبقه حراك في المسرح المدرسي ، وإعادة الاعتبار للمسرح ، وعدم الاكتفاء بالأعمال الموسمية الهزيلة “.

 

من جانبها ، اعتبرت الحكومة اليمنية ان تحديات تواجه الحراك المسرحي في البلاد حالت دون تحقيق الطموحات، وانها ستعمل من اجل ايجاد حركة مسرحية نشطة .

 

وقال عبد الحكيم الحاج، مدير عام المسرح بوزارة الثقافة اليمنية ، ان هناك تحديات واجهت المسرح اليمني تسببت في حالة ركود المسرح خلال الآونة الاخيرة .

 

وأوضح الحاج لوكالة انباء ((شينخوا)) ان الامكانيات المادية المعتمدة للمسرح اليمني بسيطة جدا ، بالإضافة الى افتقار البلاد الى البنية التحتية ، وكذا ما يعانيه الفنان اليمني من اشكاليات .

 

وتابع ” لا توجد خشبة مسرح للعروض الجماهيرية في البلاد ، فقط لدينا قاعات تابعة للمراكز الثقافية واحدة في العاصمة صنعاء وعدد اخر في المدن الرئيسية اليمنية ” .

 

وأضاف الحاج ، ان الفنان اليمني لا يحصل على كامل استحقاقاته التي تمكنه من العمل بإبداع ، خاصة وان الدعم المقدم للعمل المسرحي في البلاد يعتمد على الدعم الحكومي فقط ، ولا يوجد اي منافذ لبيع تذاكر العروض المسرحية.

 

واعتبر المسئول الحكومي ان غياب التسويق للاعمال المسرحية ، وكذا عدم اهتمام الاعلام اليمني بالمسرح تمثل عوامل تحدى امام نشاط الحركة المسرحية في البلاد ، منوها بانهم سيثابرون خلال الفترة القادمة من اجل ايجاد حركة مسرحية نشطة من خلال العديد من الخطط المرسومة لذلك والتي ستصل بهم الى الانتاج المسرحي التلفزيوني وفتح شباك تذاكر امام الجمهور ، وخلق ثقافة بأهمية المسرح لدى الجمهور اليمني.

 

المصدر: شينخوا

زر الذهاب إلى الأعلى