أرشيف

مواجهات أرحب تثير المخاوف باليمن

تشهد منطقة أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء تصعيدا ميدانيا بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وبين مسلحي قبائل أرحب ونهم وبني جرموز المؤيدين للثورة السلمية.

ويتزامن التصعيد في أرحب مع مخاوف من تفجر حرب جديدة في صنعاء بين قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المؤيدة للثورة الشبابية الشعبية، وبين قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، وذلك في ظل تبادل الاتهامات بنقل أسلحة وتجهيزها تحضيرا للحرب المقبلة.

وقال الناطق باسم قبائل أرحب ونهم محمد مبخوت العرشاني للجزيرة نت إن قوات الحرس الجمهوري تقصف منذ السبت الماضي منازل المواطنين في قرى مديرية أرحب وبني جرموز، وتستخدم في قصفها قذائف الدبابات ومدافع الهاوزر والهاون عيار 160 وصواريخ الكاتيوشا، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي.

واعتبر العرشاني أن ثمة نوايا مبيتة لدى عائلة صالح لإشعال حرب جديدة في أرحب، بهدف عرقلة جهود الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي في هيكلة قوات الجيش والأمن، والتي ستقود إلى إبعاد أبناء وأقارب صالح من مواقعهم في قيادة قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الجوية.

مطالب


وأضاف أن “ما تقوم به قوات الحرس الموالية لصالح حرب شعواء انتقامية تشنها منذ العام الماضي على منازل وقرى أبناء قبائل مديريات أرحب ونهم وبني جرموز، لأنها ساندت ثورة الشباب السلمية التي طالبت برحيل صالح وإسقاط نظامه”.

وحول مطالب القبائل التي تقدموا بها خلال لقائهم بأعضاء اللجنة العسكرية، والمسؤولة عن إزالة المظاهر المسلحة وإنهاء بؤر التوتر، قال العرشاني  إن “مطلبنا الوحيد كان وما زال هو إخراج معسكرات الحرس الجمهوري من مديريتي أرحب ونهم، لأنه لا يمكن التعايش مع هذه القوات التي قتلت أبناءنا وشردت النساء والأطفال ودمرت المنازل فوق رؤوس ساكنيها”.

وأشار إلى أن حصيلة الحرب التي شنتها قوات الحرس الجمهوري العام الماضي على هذه القبائل بلغت 171 شهيدا و500 جريح وهدم أكثر من 300 منزل.

المبادرة


في المقابل شنت صحيفة “الميثاق” الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه علي صالح، حملة مكثفة على قبائل أرحب ونهم وقوات الفرقة الأولى مدرع وحزب الإصلاح المشارك في حكومة الوفاق اليمنية، متهمة إياها بالتحضير لحرب جديدة في صنعاء.

وبشأن احتمال نشوب حرب في صنعاء، قال رئيس تحرير الصحيفة محمد أنعم “إذا لم تنفذ المبادرة الخليجية بكافة بنودها، ويتم إنهاء انشطار العاصمة صنعاء، وإخراج المسلحين من شوارعها، فإنه لا خيار سوى الحرب”، لكنه أكد أنه “لا أحد سينتصر في أي مواجهات بصنعاء”.

إلى ذلك رأى رئيس مركز “أبعاد” للدراسات عبد السلام محمد أن احتمالات نشوب حرب شاملة في اليمن وتحديدا في العاصمة صنعاء، تبدو ضعيفة، لكنه لم يستبعد حدوث مواجهات محدودة بين قوات الفرقة الأولى مدرع وقوات الحرس الجمهوري.

وأرجع أسباب تصاعد التوتر في صنعاء وأرحب إلى التغييرات القادمة التي سيقوم بها الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي والتي يتوقع أن تطال أبناء وأقارب صالح وتبعدهم من مناصبهم القيادية في الحرس الجمهوري والقوات الجوية والأمن المركزي.

وقال محمد إن رفض أبناء وأقارب صالح لأي قرار من الرئيس هادي بإبعادهم، قد يؤدي بهم إلى اعتبارهم متمردين على الدولة والرئيس الشرعي للبلاد، ومن ناحية أخرى ليس في مقدورهم خوض حرب بكل قوات الحرس الجمهوري لأنها ستنتفض من الداخل ضدهم.

كما أشار إلى أن تصعيد قوات الحرس الجمهوري ضد قبائل أرحب ونهم، يأتي في سياق التحضير للحرب في صنعاء. وقال إن هذه القبائل وقفت حائلا وسدا أمام خروج قوات الحرس بأسلحتها الثقيلة من معسكراتها باتجاه العاصمة صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى