أرشيف

جدل العلاقة بين القاعدة والقبيلة باليمن

مع اشتداد المعارك بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والجيش اليمني، يدور الجدل حول الدور الذي تلعبه البيئة الاجتماعية القبلية في تعزيز مكامن القوة لدى عناصر التنظيم في مجابهة الجيش.

ويأتي هذا الجدل مترافقا مع صدور بيان لشيوخ قبائل بمحافظة أبين -التي يسيطر تنظيم القاعدة على أهم مدينتين فيها هما جعار وزنجبار وتشهد معارك طاحنة منذ مارس/ آذار 2011- يتهم فيه زعيما قبليا بارزا بالتواطؤ مع القاعدة.

تحالف أفراد


ويرى الباحث المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة باليمن نبيل البكيري أن الحديث عن وجود تحالفات بين القبيلة وتنظيم القاعدة -إن صحت- لا يخرج عن إطار تحالف القاعدة مع أفراد بالقبيلة ممن يحملون نفس فكرها أو لمصلحة أخرى.

وأشار البكيري في حديث مع الجزيرة نت إلى أن القبيلة في اليمن تؤمن بأن مصالحها فوق أي اعتبارات أخرى، مما يشكل إعاقة كبيرة أمام تمدد القاعدة فكريا في أي من القبائل اليمنية.

وعزا توسع القاعدة خلال هذه الفترة في أبين وشبوة إلى غياب وجود الدولة هناك، فضلا عن استغلال فزاعة القاعدة من قبل النظام السابق ورقة للابتزاز السياسي للغرب.

وأكد الباحث أن ما حصل مع الشيخ القبلي بأبين طارق الفضلي من قبل شيوخ قبيلته، وكذلك بمدينة رداع قبل نحو شهر من صراع بين أفراد قبيلة قيفة، دليل على أن القبيلة باليمن تفكر بطريقة براغماتية أكثر من كونها عقائدية بحيث تضع مصالحها في مقدمة أولوياتها.

ويرى البعض أن الشيخ الفضلي شخصية مثيرة للجدل بسبب تحولاته الفكرية والسياسية، والذي عادة ما يرتبط اسمه بتنظيم القاعدة حيث سبق له أن شارك بالحرب ضد الاتحاد السوفياتي بأفغانستان.

قابلية الاستقطاب


ومن جهة أخرى، يميل بعض السياسيين عند الحديث عن علاقة القاعدة بالقبيلة إلى ضرورة الفصل بين أمرين: قابلية أبناء القبائل للاستقطاب القاعدي وترحيب المجتمع القبلي بفكر القاعدة.

ووفقا لرئيس دائرة الإعلام بحزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة أبين منصور بلعيدي فإن الإطار العام للمقاتلين بصفوف أنصار تنظيم القاعدة هم شباب من أبناء القبائل تم استقطابهم، كما تصنف قيادة التنظيم الفاعلة في المواجهات إلى ثلاثة اتجاهات تابعة لجهات نافذة في نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجهات استخباراتية دولية وعربية.

وقال بلعيدي بحديث للجزيرة نت إن القاعدة ليست لها علاقة مباشرة مع القبيلة وإنما من خلال أبناء القبائل الذين انضموا إليها، كما أن القبائل بدأت تستشعر الخطر مؤخرا بعد الدمار الذي حل بمدنهم وعزمت أمرها على الوقوف مع الجيش في مجابهة التنظيم.

وأكد أن خطباء المساجد بمدينة لودر بمحافظة أبين دعوا أمس إلى ما أسموه الجهاد ضد القاعدة عقب محاولة اقتحام المدينة من قبل مسلحي أنصار الشريعة، حيث تمكنوا من صد الهجوم وإجبارهم على التراجع.

وفي السياق نفسه، يرى الباحث بشؤون الجماعات الإسلامية باليمن مجيب الحميدي أن قابلية أبناء القبائل للاستقطاب يرجع لمركب الجهل والفقر والسلاح وتاريخ الاقتتال بين القبائل، وأشار إلى أن الكثير من الفقراء اعتادوا على كسب رزقهم من المشاركة بالحروب، مما يعني وجود مقاتلين مع القاعدة لدوافع شخصية فحسب.

وأشار إلى أن الكثير من القبائل أصبحت تدرك أن قضية القاعدة دولية خارج إطار الأعراف القبلية، حيث لا يرحب المجتمع القبلي بالقاعدة نظرا للحساسية الشديدة تجاه أي وجود عسكري في أراضيه.

ولفت الحميدي إلى أن هذا لا يعني عدم استفادة القاعدة من الأعراف القبلية في حماية من يصل إلى القبائل طلبا للحماية، مشيراً إلى أن أعضاء القاعدة يحرصون على توثيق علاقتهم الاجتماعية ببعض مشايخ القبائل من خلال عقد علاقات مصاهرة ونحوها.

زر الذهاب إلى الأعلى