فضاء حر

وزير الثقافة وحكيم العاقل!

يمنات

الإهداء:

إلى الفتان عبد الله المجاهد الذي أعطى الكثير ولم نعطه شيئاً.

في العدد الأخير من مجلة العربي, دراسة رائعة عن الفن وعلاقته بالثورة للفنان التشكيلي حكيم العاقل و الذي كان قد غادر اليمن إلى العاصمة الأردنية عمان واختار الغربة وطناً له ولأفراد أسرته, وذلك بعد ان تجمع عليه حزب التجمع الحاكم وحكم عليه بالنفي والعيش في المنفى.

ولأن الفنان حكيم العاقل- الذي كان يشغل وظيفته مستشار الوزير لشئون الفنون التشكيلية وبيوت الفن-ليس حزباً ولا مهرجاً لأنه فنان بكل معنى الكلمة وليس له من يدافع عنه..لا حزب ولا يلطة ولا قبيلة, فقد انفرد به التجمع من أول يوم وراح يستعرض عليه عضلاته الحزبية.

وحتى يزيحه من موقعه مهد لذلك بحملة تشهير ضده.. وهي حملة قذرة تتم عن وضاعة وخسة وتكشف بأنه حتى الأحزاب الصغيرة لديها أحقاد وضغائن كبيرة.

عندما جاء على وزارة الثقافة لم يكن أمين عام حزب التجمع يعرف من هو الفنان حكيم العاقل!

ولا ماذا يعني الفن! ولا ما هو الفرق بين الفن وبين الصليط!

كل ما كان يعرفه وكل ما قيل له  هو انه يجب إزاحة حكيم من الطريق بأي طريقة كانت, وأنه من أجل ان ينتصر خط  الحزب لا بد من وضع الفنان حكيم خارج الخط.

في دراسته عن العلاقة بين الفن والثورة ثمة حكاية تلخص أهمية ومكانة الفنان في المجتمع: "إبان الحرب العالمية الثانية وباريس محتلة من قبل القوات النازية, أتت مجموعة من المقاتلين في الجبهة إلى الفنان ما تيس في مرسمه, ووجدوه يرسم أسماكا حمراء في أحواض زجاجية فسخروا منه وقالوا له: الناس تموت دفاعاً عن الوطن وأنت في مرسمك ترسم أسماكاً!

فرد عليهم ما تيس قائلاً: ستنتهي الحرب وينساها الناس وستبقى أسماكي خالدة على الأبد".

وأنت أيها الوزير سوف يأتي يوم نساك الناس, وينسون كل الأوباش في وزارتك وكل الثوريين والمناضلين في حزبك"العظيم".

أما حكيم, الفنان المبدع, المتميز,المتجدد. والمتألق دوماً, فيلسوف يبقى خالداً خلود لوحاته التي ترفعه يوماً بعد يوم غلى مصاف عظماء الفنانين وكبار المبدعين.

غنه لا كرامة ولا مكواة لفنان ومبدع في وطنه, الكرامة والمكانة فقط للحزبين والمناضلين والأوغاد والانتهازيين والسوقيين والمزايدين والتافهين والفاسدين والناهبين والقتلة وقطاع طرق.واعلم عندما تلغي فنانا بحجم  حكيم العاقل و غنما نلغي افن ونلغي الثقافة ونلغي الوزارة- التي أنيطت بك مسئولية تطويرها- ونلغي أجمل ما فيك وأجمل ما فينا وأجمل مافي الوطن. ذلك لأن حكيم العاقل كفنان موهوب يقدر ان يعيش ويكسب ويبدع ويقدم الكثير بدون الوزارة, اما وزارتك من دون حكيم الفنان فتغدوا مجرد حظيرة.

المصدر: صحيفة اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى