إجتماعية

عهد..دراسات عليا ونرجسية تدمر البيوت

المستقلة خاص ليمنات

 

تجاوبت عهد مع علي ومشاعره وحبه العميق لها ولم تمضِ على بداية جبهما سوى أربعة أشهر حتى كانا الاثنان في قفص الزوجية وهما ما زالا في المرحلة الجامعية من دراستهما حيث نشأت قصة الحب بينهما خلال الأشهر الأولى من التحاقهما في الدراسة الجامعية، لكن ذلك الزواج لم يكتب له النجاح فأمام غيرة علي على زوجته عهد ورفضه إكمال دراستها، وإصرار عهد على مواصلة الدراسة كان مصير ذلك الزواج الفشل فلم يمر على زواجهما عام واحد، حتى انفصلا وذهب كل واحد منهما يبحث عن نفسه من جديد.. اعتبرت عهد زواجها من علي كأنه نتاج لقصة حب عابرة وتجربة غير ناضجة تدخل ضمن القرارات الغير صائبة في حياتها،.. وحاولت التغلب عليها بكل إرادة حتى تجاوزت مرحلة ما بعد الطلاق لتواصل دراستها الجامعية بكل نجاح وتفوق فلم تثنِ تلك التجربة الفاشلة التي خطتها عهد على إكمال دراستها الجامعية أو تفوقهما الدراسي حيث حصلت عهد على درجة الامتياز في شهادة البكالوريوس وهو ما أهلها لكي تصبح معيدة في الجامعة والحصول على فرصة دراسية لمواصلة الدراسات العليا.

بذلت عهد جهوداً كبيرة لتحقيق المزيد من النجاحات وسط تشجيع ظل مستمراً من أقاربها الذين حرصوا على أن تنال عهد أعلى المراتب التعليمية.. وقد حققت عهد نجاح في حياتها الدراسية والعملية، لكنها لم توفق في حياتها العائلية وفي بناء أسرة مستقلة خاصة بها رغم تلك النجاحات فأثر هذا الجانب على حياتها سلبياً..

 وكما أخفقت في زواجها الأول فقد كان الفشل مصير زواجها الثاني حيث  تزوجت عهد للمرة الثانية بعد تخرجها من الجامعة بثلاث سنوات من مدرسين جامعيين لكن هذا الزواج لم يستمر سوى ستة أشهر ليكون الطلاق الفيصل.. لقد كانت عهد تملك كل التناقضات فهي تملك جمال بالمقابل كانت تتسم بطبع حاد، ومزاج متقلب فهي حريصة على أن تكون متميزة في كل شيء ويقابله أيضاً رغبة في امتلاك كل شيء حتى ولو كان ذلك الشيء غير مقبول أخلاقياً أو جلب ضرراً على الآخرين فعهد نرجسية بطبيعتها الممزوجة بقليل من الأنانية فرغبتها في الاستحواذ على كل شيء جعلتها تلجأ لطرق غير سوية للوصول إلى هدفها وذلك ما تجلى على تعاطيها مع.. أحد أقاربها الذي كان قد شد نظرها باتجاهاته وتميزه عملياً وأسرياً فقد كان مروان والمرتبط بقرابة مع عهد رائعاً حقاً في تعامله مع أسرته التي أحاطها بالمحبة والسكينة كما كان ناجحاً في عمله ومتميزاً بأخلاقه وينعم بالاستقرار في أوساط أسرته انجذبت عهد كثيراً لهذا الشاب فعقدت العزم على أن تفوز به مهما كلف ذلك من ثمن فالغاية في مثل هذا الأمر عند عهد تبرر الوسيلة، لم تفكر عهد قبل تنفيذ خطتها بمصير زوجة هذا الإنسان ولا بأطفاله الذين سيفقدون الأمان القائم في هذا المنزل فهمها الوحيد هو الفوز بمروان عمدت عهد على رسم خطة مع إحدى صديقاتها بعد أن نبشت تاريخ زوجة مروان والتي كانت قد مرت بتجارب طائشة مع شخص آخر، كانت قد نستها مع  مروان وطمرها رماد النسيان، لكن عهد استغلت تلك النقطة وبدأت تعيد صياغة أوراقها لتبلغ بها مروان أول بأول وعملت على إيهامه بأن زوجته على علاقة بحبها القديم حتى بعد الزواج.. كان لتلك القصة والحبكة التي أجادت عهد حياكتها.. وقعها الجارح في نفسية مروان وهو الأمر الذي انعكس على حياة الأسرة واشتعال الخلافات المستمرة والتي أدت في النهاية إلى الانفصال بين الزوجين حيث غزت تلك المكائد التي حاكتها عهد ذلك الأمان والمحبة والاستقرار التي كانت تنعم به أسرة مروان.

رغم نجاح عهد بتجزئة تلك الأسرة المطمئنة وتمزيق سعادتها بشرور تلك المكيدة التي أدت إلى انفصال الزوجين لكنها لم تظفر بمرادها وغايتها التي كانت تطمح إليها فبالرغم  من تقربها وتوددها لمروان لكن مروان أختار امرأة أخرى ليتزوجها، وهنا كانت الصاعقة والصدمة الكبرى التي أعادت توازن عهد إلى طبيعتها لكنها ظلت متجرعة كأس الندم فقد حاولت عهد إبلاغ مروان بحقيقة الأمر وأن زوجته بريئة من تلك التهمة الكاذبة والتي لم تكن سوى مكايدة للفوز به.. كانت زوجة مروان قد اقترنت بزوج أخر كما فعل مروان وأضحى الندم والأسى والحسرة ميراث عهد والتي لم تملك منه سوى الأحرف فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى