حوارات

الدكتور نجيب العوج يكشف عن إقامة مصفاة حديثة لتكرير النفط في عدن

 

بعد توقف دام أكثر من عام كامل .. استأنفت مصفاة عدن الأحد الماضي نشاطها في تكرير النفط الخام الواصل إليها من ميناء رأس عيسى .

 

وخلال هذه الفترة الطويلة عانت قيادة وعمال وموظفي شركة مصافي عدن من توقف العمل، غير إنها لم تجعل هذا التوقف يذهب دون سدى بل استفادت منه في صيانة وتأهيل عدد من الوحدات الإنتاجية أبرزها وحدتي التقطير والتكرير والشعلة التي شهدت إعادة ترميم شبه كلي لأول مرة في تاريخ المصفاة الذي يعود إلى العام 1954م .

 

صحيفة "عدن الغد" كان لها هذا اللقاء مع المدير التنفيذي للشركة الدكتور نجيب منصور العوج الذي كان له بصمة واضحة ومتميزة بحسب شهادات العمال في تطوير عمل المصفاة وتحسين مستوى معيشة الموظفين فيها .. فإلى اللقاء:

 

 

حاوره : بسام عبدالسلام 

 

* الدكتور نجيب منصور العوج .. استغليتم فترة توقف المصفاة في إجراء تحديثات جزئية لعدد من الوحدات الإنتاجية في المصفاة، ممكن توضح لنا هذه الأعمال التحديثية ؟

في البداية اسمحوا لي أن أشكركم على هذا اللقاء في صحيفتكم الغراء وان أوضح لكم بان المصفاة لم تتوقف خلال الفترة الماضية بشكل كلي بل توقفت وحدات منها وهي تلك المرتبطة بموضوع بتوفر النفط الخام، لان شركة مصافي عدن عملت في باقي وحداتها على توفير المشتقات النفطية للسوق المحلية واستقبال وتسهيل إجراءات إعادة ترحيل الهبة السعودية إلى السوق المحلية أيضا إلى جانب استقبال البواخر المحملة بالنفط المكرر وفحص العينات في المختبر المركزي التابع للشركة إلى جانب عدد من الأعمال الأخرى التي منها ضخ كميات من الإسفلت إلى السوق المحلية وغيرها .

فيما يتعلق بسؤالكم حول التحديثات التي أجريت في الوحدات الإنتاجية للمصفاة، فالحمدلله بذل العاملون في قسم الصيانة على تحديث وتأهيل عدد من الوحدات، ومن ابرز هذه الأعمال هو إعادة ترميم شعلة المصفاة التي لم تشهد أي ترميمات منذ افتتاحها قبل أكثر من نصف قرن حيث استغلينا توقف تدفق النفط الخام الذي أدى إلى انطفاء الشعلة لإجراء صيانة شاملة لها لان هذه الشعلة هي رمز مصافي عدن .

طبعا تم الانتهاء أيضا من إعادة تأهيل وحدتي التقطير خلال عامي 2011 – 2012 حيث تم الانتهاء من الوحدة رقم 1 قبل خمسة أشهر ويجري حاليا أعمال العمرة للوحدة رقم 2 .

كما تمت أعمال الصيانة لوحدة معالجة فصل المياه والزيوت التي تم تجديد أجزاء كبيرة منها لأنها لم تتوقف منذ فترة طويلة كما تم استبدال أجزاء كبيرة من أنابيب الصرف وصيانة الخزانات التي تستقبل الوقود والخزانات في الميناء وكما شملت التحديثات وحدة الإسفلت .

أضيف أيضا انه يجري حاليا عملية تحديث شامل لوحدة إنتاج بنزين السيارات وعقب الانتهاء من هذه العملية سيرتفع إنتاجها إلى عشرة آلاف برميل في اليوم الواحد .

كما أن الشركة أصبحت تعتمد على مبدأ الشفافية في المناقصات والمشتريات بصدد الالتزام بالقواعد المنظمة لمثل هذه الأعمال .

 

* دكتور نجيب .. ذكرتم أن وحدة التقطير رقم 2 تشهد أعمال "العمرة" .. هل ممكن أن توضح للقارئ ما هي أعمال العمرة؟

أعمال العمرة هي عملية صيانة تتم عادة كل ثلاث سنوات وتشمل استبدال الأجزاء التالفة وصيانة شاملة لكل مكونات الوحدة من أفران وأعمدة تقطير ومضخات وأنابيب وهذه تشهدها الآن الوحدة رقم "2" وبالانتهاء من هذه الأعمال سيرتفع إنتاج المصفاة إلى 120 ألف برميل يوميا .

إضافة إلى أعمال الصيانة نحن الآن نسعى إلى إدخال أفران من الجيل الثالث إلى وحدتي التقطير وهناك دراسات جاهزة لإدخال هذه الأفران وطبعا هذه الأفران تكون على شكل اسطوانة كبيرة على عكس الحالية التي تعود إلى الجيل الأول وهي على شكل صناديق، وافران الجيل الثالث ستخفف كثير من الفاقد للحرارة وستوفر الوقود إلى جانب كفاءتها العالية .

 

 

* إلى أين وصلتم فيما يتعلق بتوفير التمويل اللازم للبدء بمشروع تحديث مصفاة عدن ؟

أولا مشروع تحديث المصفاة هو مشروع طويل الأمد لان المصفاة كما تعرفون لم تشهد أي تحديثات وجميع المعدات الموجودة فيها قد تم استهلاكها وصناعة النفط والبتروكيماويات يتم فيها سنويا إدخال وحدات جديدة وتعديلات لتحقيق ربحيات أكثر ولم تتوفر لنا الأموال الكافية لمثل هذه المشاريع لأنها تكلف مبالغ طائلة جدا، ومؤخرا انتهت الشركة من وضع دراسة كاملة لإجراء تحديث شامل للمصفاة وانتهت الدراسة إلى ضرورة إقامة مصفاة حديثة جديدة تتضمن وحدات إنتاجية حديثة وتحقق ربحية عالية وتكلفة هذا المشروع تتراوح بين 2 إلى 3 مليار دولار .

وأقرت الحكومة إدراج مشروع تحديث وتطوير شركة مصافي عدن ضمن أجندة الدولة للمشاريع الاقتصادية الإستراتيجية التي سيتم تقديمها لمؤتمر المانحين المقرر انعقاده سبتمبر القادم في العاصمة السعودية الرياض، حيث تم وضع المشروع ضمن المشاريع ذات الأولوية التي يجب تمويلها من قبل المانحين وتخصيص مبلغ مالي مكمل للمبلغ الذي تم الاتفاق بشأنه مع الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات وعند بدء المشروع سيتم إنزال مناقصة دولية للشركات المختصة في صناعة تكرير النفط .

والآن نحن بصدد التواصل مع الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات من اجل زيادة حصتها فيما يتعلق بتمويل هذا المشروع الاستراتيجي الذي بتنفيذه سيخدم الاقتصاد الوطني بشكل كبير .

 

* إذا ممكن أعطنا نبذة عن هذا المشروع ؟

طبعا مشروع تحديث وتطوير مصفاة عدن يعد ابر مشاريع الشركة المستقبلية، يوجد حاليا رؤيتنا الأولى على الفترة الزمنية القريبة والثانية على المدى الطويل، حيث سيتم في الفترة الزمنية القريبة تشمل التركيز على إعادة تحديث المصفاة أو وحدات التكرير، أما على المدى البعيد فسيتم التركيز بشكل أساسي على التحديث والتطوير الذي يتضمن هو الأخر مساران الأول كما قلت هو قرار الحكومة بإدراج هذا المشروع ضمن المشاريع الإستراتيجية المقدمة لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في الرياض سبتمبر القادم والثاني هو الانتهاء من التفاوض مع إحدى الشركات الأجنبية لإنشاء مصفاة جديدة ويقوم حاليا وزير النفط والمعادن بوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق الذي سيكون له اثر ايجابي على مستقبل المصفاة وهذا مرتبط باستكمال التحديث والتطوير وهو مرتبط مع هيئة المعاشات والتأمينات لرفع حصتها في دعم هذا المشروع .

 

* ما هي النتائج المرجوة من تنفيذ هذا المشروع ؟

هناك أهمية إستراتيجية لهذا المشروع فهو من المشاريع الاقتصادية العملاقة، وبعد الانتهاء من تنفيذه ستستطيع المصفاة تكرير مختلف أنواع النفط الخام المتوفرة في المنطقة وتوفير احتياجات البلاد من كافة المشتقات النفطية وتصدير الفائض إلى الخارج إلى جانب إدخال اليمن ضمن البلدان التي تمتلك صناعة بتروكيماوية وتطوير القطاع الصناعي وتحقيق مردود أفضل .

 

* دكتور نجيب .. بعيدا عن مصفاة عدن ونشاطها .. حدثنا عن الجانب البشري واقصد به العمال ؟

العمال يبذلون جهودا كبيرة وجبارة في تشغيل المصفاة والتعامل مع النفط الخام، ومع وصول أول شحنة من النفط الخام من مأرب عبر ميناء راس عيسى عاد الجميع للعمل بشغف ومثابرة لتعويض الخسائر التي لحقت بالمصفاة جراء خلال فترة توقفها ..

 

* وكم بلغت هذه الخسائر ؟

طبعا توقف المصفاة لأكثر من عام كبد خزينة الدولة خسائر مالية قدرت بنحو نصف مليار دولار شهريا، وبالعودة إلى موضوع عمال المصفاة، فقد تم خلال الفترة الماضية تحسين أوضاعهم المعيشية من خلال زيادة مرتباتهم وحوافزهم الشهرية إلى جانب التفاوض مع عدد من الشركات الطبية العالمية من اجل تحسين مستوى الخدمات الصحية والطبية المقدمة لهم في مستشفى مصافي عدن، وزيادة إنتاج المصفاة بالتأكيد سيعود بالخير على العمال أولا لأنهم هم السبب في هذه الزيادة وبفضل جهودهم ترتقي المصفاة إلى الأعلى .

 

* كيف سيكون توجه الشركة خلال الفترة القادمة بعد استئناف نشاط المصفاة ؟

خلال الفترة القادمة ستقوم المصفاة بتكرير نفط مأرب الخام الذي نتمنى أن يستمر بالتدفق وان لا تحدث أي مشكلات أو حوادث لا سمح الله، وطبعا لابد لي هنا أن اشكر القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمتابعته المستمرة لفريق إصلاح الأنبوب وتوفير الحماية الأمنية لهذا الفريق التابع لشركة صافر لتكرير النفط التي نتوجه إليها بالشكر أيضا ، كما أتوجه بالشكر أيضا للحكومة ووزارة النفط لتوجيهاتها بتخصيص نفط مأرب الخام للفترة القادمة لمصفاة عدن .

 

* دكتور نجيب العوج في سؤالنا الأخير كم عدد الشحنات التي ستستقبلها المصفاة خلال شهر أغسطس بعد وصول شحنتان ؟

طبعا المصفاة ستستقبل خلال شهر أغسطس الجاري أربع شحنات إجمالي حمولتها 2 مليون و400 برميل، والحكومة وعدت المصفاة أيضا بأربع شحنات خلال شهر سبتمبر، ولكن كل ذلك مرتبط بسلامة أنبوب النفط وعدم تعرضه لا اعتداءات .

 

المصدر: عدن الغد

 

زر الذهاب إلى الأعلى